عاشوا حياة طبيعية حتى عام 2012 حين اكتشفوا ان امهم مصابة بمرض سرطان الدم (لوكيميا) عانت كثيراً وحاولوا انقاذها لكنها ودعتهم الى الابد في شهر ابريل (نيسان) ، لم تكن كذبة ابريل ابداً بل كانت اصدق شيء في الحياة انه (الموت) !
رحلت والدتهم وتركتهم وحيديّن ، آسيا حزنت كثيراً لكن صدمتها لم تكن كصدمتها بموت والدها لان والدتها مريضة وكانت قد جهزت نفسها لمثل هذا اليوم مسبقاً .
جدهما طلب منهما ان يتركوا منزلهم ليعيشوا في منزله بحكم انهما لن يستطيعوا تدبير امور المنزل لصغر سنهم ولانشغالهم في الدراسة ، لكن حسّان وآسيا رفضا الفكرة رفضا قاطعاً .لم تكن آسيا تجيد الطبخ فكانوا كل يوم يتناولون الغداء في بيت جدهم ، اما العشاء فكان حسّان يحضر طعام جاهز او تطهوا آسيا بعض الوجبات السهلة ، في هذا العام الصعب لم تستطع آسيا ان تُعفى بسبب وفاة والدتها والامور المترتبة عنه لكنها اعفيت في بعض الدروس وجرت باقي الاختبارات ونجحت بمعدل جيد جداً وبدأت تحضر نفسها الى المرحلة القدمة .
عمهم انس هو الذي كان يدير شركة والدهم كل هذه الفترة وكان انس يعطيهم كل اموال الشركة لا يأخذ منها ولو دينار واحد ، حين كبر حسّان بدأ يذهب مع عمه في ايام العطل فقط لأنه مشغول بدراسته .
مرت سنة على وفاة والدة آسيا بدأوا يتعودون ويتعايشون مع هذا الوضع يوماً بعد يوم ، حسان اخبر عمته سارة انه يريد الزواج من طالبة معه في الجامعة ، وطلب من عمته الا تخبر احد عن هذا الامر حتى نهاية السنة الدراسية وذلك لان اسيا ما تزال حزينة على وفاة والدتها وربما لن تتقبل الفكرة في الوقت الراهن .
انتهى العام الدراسي وحصلت آسيا على معدل 95 لم تكن الاولى هذه المرة ولكن حصلت على المركز الثالث ، لم تحزن كثيراً لأنها تعلم انها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها استطاعت ان تكون من ضمن الاوائل وهذا شيء جيد .
بعد انتهاء العام الدراسي اخبر حسّان شقيقته بأنه يرغب بالزواج ، اسيا لم تبدي اي ردة فعل لم توافق ولم ترفض .. فقط اكتفت بالصمت .
فأخبر جده وجدته انه يريد الزواج فلم يعارضوا ، بينما اسيا لم تتقبل فكرة زواج حسّان لاعتقادها ان من سيتزوجها ستوافق لان حسّان ميسور مالياً ، وفي حال انها لم تكن تفكر بالمال ، فأن اسيا لا ترغب ان تشاركهم حياتهم امرأة غريبة وتطلع على خصوصياتهم واسرارهم .
حسان اخبر جدته وعمته واسيا انه اخذ موعد من اهل الفتاة لزيارتهم في منزلهم ورؤية العروس الجديدة ، ذهبت اسيا وهي غير مقتنعة لكن كان عليها ان تذهب من اجل اخيها واحتراماً لرغبته .
حين رأت اسيا الفتاة اعجبت بجمالها واحبت لباقتها واسلوبها بالكلام ورقة اسمها ، ومن اول لقاء بينهما اصبحتا صديقتين رغم فارق العمر بينهما .
وافق اهل هالة على ان يتزوجها حسّان شريطة ان تكمل دراستها ، وافق حسّان على ذلك بالطبع وتمت الخطبة صيف 2013 .. تزوجا في مطلع عام 2014 .. اسيا كانت في الصف الرابع الاعدادي بينما حسّان وهالة قد تخرجا من الجامعة ، الاوضاع في العراق كانت لا تبشر بخير بعد ان سيطر تنظيم الدولة الاسلامية او ما يسمى بـ داعش على الموصل في شهر حزيران وسيطروا على الكثير من مناطق محافظة الانبار وصلاح الدين ، لذلك قرروا ان يتركوا العراق ويذهبوا للعيش في دبي .
أنت تقرأ
وهكذا الأقدار
General Fictionتدور الاقدار من حولنا وتوصلنا الى مواصيل لم نكن قد اعتقدنا فيوم انها ستحدث .. وعند حدوثها تصدمنا وكأنها اصعب ما قد يحدث .. لكنها ليست كذلك .. تأتي اقدار اصعب منها بكثير وحينها يجب علينا ان نتحملها ونقاومها لنكون اقوى منها ويصعب عليها التغلب علينا...