ولدت بعد ست سنوات من ولادة اخيها الوحيد ، مدلليّن من قبل الجميع فلا يُرد لهما طلب ولا يكسر لهما خاطر .
كانت طفلة مرحة ، محبوبه و جميله تحب اللعب والمرح كما كل الاطفال .. فهي كل يوم تخرج مع اطفال الجيران للعب في الشارع المقابل لمنزلهم ، كانت امها استاذة جامعية ووالدها يملك شركة لاستيراد البضائع وتصديرها ، وبطبيعة الحال اخوها الوحيد كان طالباً في المدرسة .
في كل صباح يذهب والداها الى العمل ويذهب اخوها الى المدرسة وتبقى هي وحيدة في المنزل .
لقد اعتادت على ذلك فهي تصحو صباحاً فتذهب الى بيت جدها المقابل لمنزلهم وفيما بعد تخرج للعب مع اصدقائها ، لم تكن تذهب الى الروضة لبعدها عن منزلهم ولقرب بيت جدها .
ظلت على هذه الحالة حتى بلغت السن السابعة واصبح عليها ان تذهب الى المدرسة .
كانت تنتظر ذلك اليوم الذي تكبر فيه وتذهب الى المدرسة لكي لا تظل وحيدة في المنزل ، وكي تستطيع اللعب مع اصدقائها بالاضافة الى تشوقها ولهفتها للتعلم والدراسة .
احبت المدرسة كثيراً وكانت دائماً متفوقة على خطى اخيها حسّان .. درست المرحلة الاولى ونجحت بتقدير ممتاز فأحظر لها والداها دمية طويله وجميله وطلبت منه ان يشتري لها دراجة هوائية كـ حسّان .. لم تكن آسيا في طفولتها ككُل الفتيات فهي لم تحب يوماً الدمى ولم تكن تستمتع باللعب داخل المنزل ابداً .. بل كانت تحب العاب الصبيان وتستمتع باللعب مع حسّان .
في العطلة الصيفية ذهبوا الى احدى الدول المجاورة للعراق وبعد عودتهم بدأ العام الدراسي الجديد .
عامٌ جديد .. نشاط اكبر .. مرحلة ٌمختلفة .. وطموح يزداد يوماً بعد يوم ! ذهبت اسيا الى المدرسة بنشاط كبير فهي الان في المرحلة الثانية .. هي تشعر انها كبُرت كثيراً مع انها ما زالت صغيرة .اقترب انتهاء هذا العام الدراسي وشعرت بالحُزم يخالج نفسها فهي لن تعود الى المدرسة الا بعد عدة اشهر .
في الامتحانات النهائية تفوقت كما العادة ، لكن في هذه المرة لم يحضر لها والدها العاب ولا دراجة جديدة .. لكنه اعطاها المال لكي تتعلم كيف تجمع المال .. الجميع اعطى لها المال والدها ، امها ، جدها ، جدتها وعمها انس الذي كان يحبها جداً ، انس كان متزوج وقد رُزق بصبيين ولم يرزقه الله فتاة فكانت آسيا كأنما ابنته .
اشترت آسيا بالمبلغ الذي جمعته عقد جميل مصنوع من الذهب .. وضعت في داخله صورة لها مع والديها واخيها حسّان .حسّان كان طالب في المرحلة المتوسطة مجتهد وحريص على دراسته وقد اعفي من الامتحانات لان علامته ممتازة اي انه نجح من غير ان يجري الامتحان النهائي فقرر والدهم ان يأخذهم هذه المرة رحلة الى تركيا وان يقضوا الاجازة هناك ، لكنهم كانوا ينتظرون ان تنتهي امهم من الاختبارات النهائية في الجامعة .
أنت تقرأ
وهكذا الأقدار
Ficción Generalتدور الاقدار من حولنا وتوصلنا الى مواصيل لم نكن قد اعتقدنا فيوم انها ستحدث .. وعند حدوثها تصدمنا وكأنها اصعب ما قد يحدث .. لكنها ليست كذلك .. تأتي اقدار اصعب منها بكثير وحينها يجب علينا ان نتحملها ونقاومها لنكون اقوى منها ويصعب عليها التغلب علينا...