تفوق عليّ الألم

234 10 0
                                    

حسناً لا اريد الموت، اريد فقط النسيان فلتخبرني اين يباع؟ اين قد اجد دواءاً لدائي؟ فقط اخبرني اين ولا تخبرني ان كل شئ سيكون علي ما يرام و اني سأنسي مع الوقت، نحن لا ننسي أبداً مهما مر الزمن نحن نعتاد فقط لكني لم اعتاد حتي الآن، مرت اعوام عديدة و انا احمل هذا الثقل علي عاتقي...لقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاكتئاب لان بمرور الوقت يزداد اكثر حتي هل تعرف ماذا ايضا؟ لقد أزيلت كل ملامحي و لا اتذكر كيف كنت ابدو عندما كل شئ كان علي ما يرام. انا لا اريد ان اقتل نفسي انا فقط اريد ان اسعد، أليس من حقي تمني ذلك؟ ربما لم تكتب لي السعادة لكن الرب ليس بظالم، و لكن لمتي سيستمر هذا الابتلاء هل حتي اموت منه بالفعل، في الواقع لقد مت حقاً و تجردت من المشاعر ايضاً كأن روحي لم تعد تسكني فأصبحت مجسم متحرك بهيئة انسان حي، لكن الاصعب من هذا كله هو شعورك بأنك ميت وانت مازلت علي قيد الحياة. لأنه من الصعب جداً ان تعيش في زمناً اراك  ان للحزن أشكالاً و عليك ان تتقبل انه الواقع الذي تعيش فيه و تتصرف كأن شيئاً لم يكن. ولكن عذراً، لقد فقدت رغبتي في العيش، لا اريد ان اتألم اكثر يكفيني ما اعانيه و مع ذلك لا يكف القدر عن اعطائي المزيد. اشعر و كأن شعري شاب و انا في عز شبابي لا اقصد فعلياً بل انا كبرت كثيرا من عجزي عن تجاوز هذا الألم و ازدياده في كل ثانية. مؤسف ان اعيش كل يوم علي انه نفس اليوم، الفرق الوحيد هو تغير التواريخ ولكن ماذا عن شعوري في اليوم و رغبتي المُلحة في ان انهي حياتي لربما يصمت ذلك الصوت بداخلي و اتحرر من قيود التعاسة، هذا الشعور لا يفرقني أبداً و ربما عندما يزول وقتها سأعلم اني لأول مرة اشعر بالسعادة ولكنه لا يحصل إلا في الخيال و الخيال لا يتحقق.

و ما امقت هذا العجز الذي يتأكل في كل خلايا داخلي، و ما امقت هذا العجز الذي يأسرني في زوايا نفسي بسياج حادة، ما امقت هذا العجز، كأني غارقة في اعماق المحيط في أكثر البقاع عتمة و برد و هناك ما يسحبني للقاع اكثر فأكثر و انا احاول السباحة و انا لست بسباح! ما امقت هذا العجز الذي يبتلعني يوما بعد يوم في خفاء، يبتلعني و يبتلعني و يبتلعني و انا بلا حيلة، لا استطيع السباحة، مصيري الغرق، اصبحت رماد، رماد جثة هامدة، مجسم متحرك بهيئة انسان حي، مع انه بدون حياة، بدون رغبة في محاولة لعيش حياة لا تظل تخذلني مراراً و تكراراً، بدون رغبة في محاولة اخري مصيرها الفشل تنتهي بخيبة امل كالعادة ولكني اكتفيت بهذا القدر من الخيبات و لم اعد ابالي لأعيش لاني ميتة و لا يوجد شئ يبعثني للحياة مرةً اخري سوي معجزة و انا لست بمحظوظة لأحصل عليها، فما الداعي من محاولة اعرف نهايتها جيدا لاني لا اجيد العيش، لا اعرف كيف، و هل حاولت بحق يوما ان اسبح و انقذ نفسي من الغرق ام ان فكرة اني اريد ان احاول تجعلني اظن اني احاول حقاً؟ لا اعرف ان كنت حقاً حاولت ام الفكرة من خدعتني باعتقادي اني حاولت فعلاً ولا اعرف ان كنت سأعرف ابداً. و لكن عجزي طال كثيرا و اخاف ان يراه احد، اخاف من الشفقة علي ضعفي المضاعف فأنا اساساً اشفق علي نفسي و اكره رؤيتي بهذا العجز المميت، عجز لا استطيع تخبأته اكثر فهو يفوقني و انا مستسلمة من الاساس، فكيف سأمثل اني اناضل اكثر؟ كيف سأمثل شيئا لا اشعره؟، كيف سأزيف أملاً فقدته منذ زمن بعيد؟ و لمتي استطيع النجاح بهذا؟ لمتي استطيع الصمود و انا اضعف من هذا العجز الذي اسرني بسلاسل من حديد في قاع البحر المظلم لا استطيع فكه ولا استطيع حتي الصراخ بالنجدة، لم يترك لي خيار ان يسمعني احد لينقذني ولكن هل يستطيع ان ينقذني حقاً؟ ان تأملت شيئاً كهذا فسأنتظر كثيرا لوهماً منعدم، فماذا يمكنه ان يفعل انا لم اجربه؟ ربما اريد ان اصدق ان احدهم يستطيع ان ينقذني بينما هو يريد من ينقذه في الواقع. ادعاء القوة اسهل من ان اكون كذلك فعلا و الاجمل انهم يصدقون حقا و لكني تعبت من دورا لا اجيده فالحقيقة و اشك اني استطيع ان اكمل في هذه المسرحية بعد الأن لاني فقدت موهبتي في تزيف شعور بل اصل ينقصني. و لكن هل تعرف؟ انا لست عالق في قاع البحر حقاً، انا عالق في مكان ابشع من ذلك و هو جهنم، نعم جهنم الحياة. اعتقد اني لست عالق هناك فقط، بل انا عالق بين الموت و الحياة، بين التنفس و الاختناق، بين النجاة و الغرق، بين الابيض و الاسود، بين الشعور و التبلد، بيني و بين ضعفي، بين عجزي و استسلامي. اتسائل كثيراً كم ولدنا لنموت بهذه الكثرة؟ انا اعتذر يا صديقي عن قذارة العالم!! اخبرني اين يباع النسيان او اين اجد دواءاً لدائي و كفي عن التفلسف بنصائح لا تساعدك شخصياً لانك لا تساعد اساساً بل تجعل الأمر اسوء، بالرغم اني اعرف ان لا احد سيفهمني ابداً و لكن اريد مراعاة مشاعري علي الأقل. هل تظن اني ارتكبت خطيئة كبيرة حتي اعاقب بكل هذه الاطنان من الألم الذي لا استطيع استأصله بأي شكل؟ هل كنت سيئة للغاية و لم انتبه لان هذا الألم ليس طبيعي أبداً، هذا عقاب عذاب سميها ما شئت. اعتذر ان كنت اخفقت مجدداً و يأست مرة اخري، الأمر يفوقني، انه اقوي من ان اهزمه ليتك تستطيع اخراجي من هذا السجن او يا ليتني كنت قوية بما فيه الكفاية لأنقذ نفسي. اعلم لست بمرح بعد الأن و الناس تكره ان تصادق شخصاً كئيب، لا تريد ان تصاب بلعنة حزنه علي الاغلب و لكني افهمهم الآن، انا اخاف الناس مني، قد ابتعلهم في قبح شخصيتي او احقنهم من نفس سم ألمي و اعتقد ان السعادة تستحق هذه النذالة، خصوصاً ان حرمت من لوقتاً طويل مثلي تماماً، لا اعرف ربما. مع الأسف سعر السعادة ثمين جداً، أن لم تتألم فلا تتأمل ان تفرح ابداً و لكن ألا يكفي ان جوفي يحترق، انه ليس جرحاً عادي انه تشوه عميق! انه شيئا لا اتمني ان يحظي احداً غيري بعيشه، يكفي انا. لم احظي ب لقاء الأمل لربما لانه لم يخلق من اجلي و لكني لم اعد اكترث! الأمر الغريب ان الناس تتسائل كيف مات هذا الشخص بدلاً من قول "ها اخيراً ارتاح"، سذج حقا! ليتني كنت بمكان هذا الميت لينتهي هذا العذاب للأبد! ها يا رفقي، لقد اخفقت مجدداً و يسعدني أن نيأس معاً!

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 18 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

تفوق عليّ الألم Where stories live. Discover now