علي الجانب الآخر، كانت المستشفى في حالة لا تقل عن الهلع. طُلبت الشرطة وتفحص الضابط الفتاة. كانت اثار العنف واضحة على جسدها الذي قد وضع في أحدي الغرف. لم يجدوا أي إثبات هوية لذا كانت بسمة الأصابع هي الحل.
“-حضرة الضابط، الفتاة في أمس الحاجة إلى المساعدة خاصة وأننا لا نعرف خطورة الموقف و الحالة. إذا كانت الفتاة بريئة من اي تهم، فإذا سنأذن لها بالخروج فور تحسن وضعها. أما إذا كانت مجرمة، فسنسلمها لكم وسيكون الشحن مصيرها. جرم الإعدام ولم يعد خياراً بعد الآن، لذلك أري من الأفضل مساعدتها، سيدي الفاضل."
تحدثت سمر بكلام موزون بهدوء واجب بين كل ذلك القلق. بعد أن دخل زين بالفتاة، تغير كل شيء وكأن عاصفة هلت. والد سمر، دكتور صابر الخطاب، كاد أن يلقي بالفتاة خارجاً. كاد أن يرفد زين من عمله لولا ظهور الشرطة وقدوم سمر التي بدورها تعاطفت مع الفتاة. كانت في نظرها فتاة جميلة لم تمر بالكثير مثلها تماماً. رأت فيها فتاة تحلم بالحياة وبكل ما يمكن تحقيقه كما تحلم سمر نفسها. أصرت على البقاء وتحدثت إلى الشرطي الذي لم يجد أمام كلامها حجة. ظهرت لمعة بسيطة في عين سمر نتيجة لذلك الانتصار. أمرت بأخذ الفتاة الى غرفة الكشوفات والتحليل وطلبت التحاليل الأساسية، ولكن لم ينتهي دور الشرطة بعد.
“-كيف و اين وجدت الفتاة؟"
كان السؤال لزين الذي أيقن في تلك اللحظة، كم كان قبول طلب عمر غبيا. بدأ يتصبب عرقا وفشل في إخفاء قلقة. اخذ نفسا عميقا وبدأ بالحديث.
“-امام منزلي، سيدي. اليوم هو الخميس، وفي ذلك اليوم تبدأ ساعات عملي في وقت متأخر. وأنا ذاهب إلى عملي وجدت الفتاة على الأرض."
كان التوتر والقلق واضحاً في صوته. فشل في إقناع الضابط المسؤول بقصته. لم يتكلم الضابط لبضع دقائق، ربما يزيده قلقا وربعا في حرب نفسية ولكنه وبصعوبة شديدة لم يتراجع.
“-حسناً، سنتفقد الكاميرات في تلك المنطقة لنعلم ما حدث لتلك الفتاة. أمل أن تكون صادقاً، فأنا لا أريد التسبب في أي أذى لشاب مثلك في سن ولدي."
وجرت العادة أنه في الأفلام، تبدأ الشخصية بالتوتر والبوح بكل شيء. كان في العادة يلومهم لعدم الوفاء بوعودهم ولكن الآن، أيقن كم أن تلك اللحظة صعبة.
-"لم أجد الفتاة بنفسي. وجدها طبيب رفض العمل هنا. يدعى عمر. رأيته يحملها إلى المستشفى وطلب مني آخذها إلى الداخل. الآنسة سمر كانت سترفض مساعدة الفتاة لو أنه هو من جاء لأنه رفض عرضها للعمل في المستشفى منذ فترة قصيرة."
-"خذني إلى ذلك الطبيب."
كانت الأوامر واضحة ولكن لم يكن يعلم مكان عمر. كان من الغباء القبول. أخذ نفساً عميقاً ثم طلب بعض الوقت. لم يكن للضابط أي اعتراضات، لذا ذهب إلى الاستقبال. كان الاستقبال فاخراً يليق بالمستشفى. أدرك أن ذلك أمله الوحيد للحصول على العنوان، فعندما أرسلت الرسالة إلى عمر، كان عنوانه عليها وهي أرسلت عن طريق الاستقبال.
أنت تقرأ
تبر
Romanceيا طير، حدثني عما تراه خلف تلك الأسوار الممتدة عالياً إلى السماء. كيف هي الحياة بالخارج؟ هل هي ملونة بألوان زاهية لم تراها عيناي قط؟ أم أنها لا تختلف كثيراً عن الألوان التي عهدتها طوال حياتي باهته ومظلمة؟ هل هي كالكتب التي اقرائها عند الاستطاعة أم أ...