مضى اسبوع وهو يعلمني يوميا السباحة حتى اصبت بالحمى ... اشعر بالدوران وان العالم من حولي يتهز حرارتي مرتفعة للغاية .. شعرت بيده وهو يضعها على جبيني قائلا : سارة ... سارة .
فتحت عيني ببطئ نظرت له وبقيت صامتة .. قال : يلا قومي لازم تاكلين .
قلت بتعب : مابي .
- مايصير عشان تاخذين الدوا .
وضع ذراعه اسفل رقبتي وانهضني ..اسندت ظهري على حافة السرير .. حملني واخذني للحمام .. وضعني على حافة حوض الاستحمام وفتح صنبوي مياه المغسلة وضع بيده قليلا من الماء وبدأ يغسل وجهي ..
- بارد .
- لازم جذي .
بعد ذلك حملني واعادني على السرير .. حمل صينية الطعام ووضعها على الطاولة التي بجانب السرير قال : يلا بوكلج .
- تعبتك .
- اششششش لا تقولين جذي .
بدأ يطعمني .. كان حنونا للغاية معي لأول مرة اشعر بحنان اشعر ان احد يهتم لأمري .. لأول مرة اشعر انني انسانة لها قيمة لدى احد ..
قلت له : انا لما اتم 18 بتهدوني ؟.
- ههه شهالسؤال ؟.
- لأنه يعني كبرت وانتوا تبون بيبي !.
- هههههههه اول شي من اول يوم تبنيناج فيه قلنا لج نبيج ع انج صديقة مب طفلة تقول لنا بابا وماما .
- انت ليش ماتزوجت بعد ماعرفت ان جمانة ماتقدر تييب لك عيال .. سمعت ان عندكم عادي .
- بس انا احبها وعشان عيال اهدها واروح لوحدة ثانية مستحيل !.
بلعت ريقي وقلت : اها .
- يلا عشان تشربين الدوا .
- اوكيه .
تناولت وقلت : احس ابي ارقد بعد .
- برقد حذاج حتى لو احتجتي شي .
احتضنته بقوة وفجأة .. قلت وانا اعنيها حقا : احبك .
مسح على ظهري وقال : هههههه وانا بعد .
استلقيت وهو استلقى بجانبي ... بدأ يمسح على شعري حتى غفوت ...مضى شهر على سفر جمانة ... خلال هذه الفترة تقربت اكثر وتوطدت علاقي بيوسف .. حتى عادت اتصلت به واخبرته عن موعد وصولها .. ذهب هو ليستقبلهامن المطار وبدأت انا اخطط لمفاجأة استقبالها ... كتبت على لوحة كبيرة ( welcome home ) وعلقتها عند مدخل المنزل .. ووضعت بالونات عديدة على ارضية الممر ..
بعث الي يوسف رسالة كتب بها ( قربنا من البيت ) .. بعثت له ( لا تحاتي كل شي جاهز ) ..
فتح يوسف باب المنزل لها ودخل .. قلت بصوت مرتفع : وحشتيني .
سرت باتجاهها بسرعة كانت هي مازالت مذهولة من المفاجأة تنظر حولها ..
احتضنتني وقالت : حياتي انتي فديتج .
قبلتها وقلت : نورتي بيتج .
احتضنتني بقوة : الله لايحرمني منج .
- ولا منج .. احبج ماما .
- وانا بعد .
ابتعدت عنها ونظرت لوجهها الذي ذبل كثيرا .. قلت لها بقلق : شكلج تعبانة ؟.
يوسف : من السفر .
جمانة : بروح اتسبح وابي نقعد مع بعض وحشتوني .
- انا بطلب لنا اكل .
يوسف : اوكيه .
حملها بخفة فصرخت هي : ااه يوسف نزلني .
يوسف : هههههههههه مستحيل .
اخذها للطابق العلوي .. سرت انا باتجاه غرفة الضيوف حيث كان هاتفي هناك .. اتصلت باحد المطاعم وطلبت لنا العشاء .. انهيت المكالمة وجلست على الاريكة .. اشعر ان كل مافعلته كان حماقة .. هه يوسف يحبها وهي تحبه وانا احبهما معا .. كيف فكرت بيوسف هكذا !!.. اغمضت عيني وفتحتها عدة مرات حاولت ان اتجاهل تلك الافكار .. قمت بتحضير السفرة حيث وضعت الطعام على الطاولة الكبيرة التي في غرفة المعيشة .. وضعت وسائد على الارض كي نجلس عليها وقمت بتشغيل موسيقى هادئة كي تسترخي جمانة بعد تلك الرحلة الطويلة .. سرت باتجاه السلم وتوقفت عنده وناديتهما : يلااا الاكل جاهز .. باكل وبهدكم ترا .
جمانة قالت وهي تنزل السلم مع يوسف : ياويلج .
- هههههههه عيل بسرعة .
جلسنا على السفرة نحن الثلاثة .. قالت جمانة بحزن : انا اول مرة اكذب في حياتي .
تركت معلقتي ونظرت لها بتركيز بينما سالها يوسف بدهشة : شنو ؟.
كررت جملتها جمانة : اول مرة اكذب فحياتي .
يوسف : فشنو ؟.
نظرت له كانت عيناها ممتلئة بالدموع : مارحت عشان الشغل لألمانيا.
قلت انا بحيرة : عيل ؟.
- انا عندي ورم خبيث وما ... ما بقالي شي .
نهض يوسف بغضب وقال : شتقولين انتي ؟.
استرسلت : رحت عشان اتاكد .. مافي حل .
يوسف : انتي تتغشمرين صح !.
نهضت هي وقالت : يوسف .
صرخ بها : قولي انج قاعدة تتغشمرين .. يلا .
- ياليت الموضوع جذي.
كنت اراقبهما بصمت .. نهضت بهدوء من مكاني وقلت ببرود : ردوني الملجأ .
قال يوسف بعصبية : شتقولين انتي الثانية .
قلت وانا احاول ان اتماسك : اي حد احبه يموت .
انهيت كلامي وجريت الى الطابق العلوي .. وصلت غرفتي واقفلت الباب خلفي .. جلست على الارض واسندت ظهري على الباب .. ضميت ساقي لصدري واحتضنت نفسي .. لماذا عندما احب احدا يتركني ويرحل للسماء ؟!.. جمانة ايضا سترحل ؟!.. احن انسانة عرفتها في حياتي !ستموت !...
نهضت وسرت باتجاه سريري استلقيت عليه وغطأت نفسي بالفراش احاول ان اخبأ نفسي من هذا العالم الموحش .. الموجع .. لم علي ان اعيش فيه ؟.. لم انا الوحيدة التي تتجرع الالم ..
بقيت ابكي الى ان غططت في النوم ولم اشعر بشئ بعد ذلك ...
