استيقطت من النوم وأنرت ضوء المصباح، قرأت الساعة وكانت الثالثة صباحاً. تذكرت أننا نمنا وكانت في فترة الظهيرة.. ألهذه الدرجة كنا متعبين؟ اوه نعم صحيح بالتأكيد كنا متعبين بعد كل هذة الأحداث الكريهة، وايضا من هو الانسان الخارق الذي ستكون له كل هذه الطاقة ليبقى مستيقظا طوال اليوم؟ لا اعتقد من الممكن ان يكون هنالك شخص مثل هذا الوصف.. او ربما هنالك؟ لا اعرف! على أية حال، ازعجني شخير كيڤن الذي يبدو لي بانه مازال يطمع للمزيد من النوم.. لا ألومه فالاحداث كانت حقاً متعبة ومزعجة، ولكن هناك مشكلة تثير البراكين والزلازل في داخلي للآن.. كان هذا الشيء هو شخير كيڤن نفسه مرة اخرى! يا إله انه يشخر بصوت عال وفضيع! الرغبة في القيام ورميه خارج النافذة كانت تنمو اكثر واكثر في داخلي.. اشعر اني اريد ان اقطع احشائه واطعمها للكلاب الجائعة... يا له من إزعاج مقزز... يكفي!
لم اتحمل الصوت المقزز وكانت النهاية بانقضاضي على كيڤن وأديت حركة جون سينا حتى كسرت رقبته. توقف كيڤن عن الشخير وقام مفزوعاً وهلَّ مولولاً من الألم الذي سببته له. زدت الطين بله.. بدلاً بأن اوقف صوت الشخير جلبت صوت اسخط وأعلى منه.. قلت وانا محاولاً اسكاته: "توقف عن الانين ازعجتني يا رجل!" ولكن دون جدوى لم يتوقف عن الأنين بل إزداد وعُليَ صوته كأنه يحاول معاندتي. فجأة، سَمِعْت صوّت باب الشقة يتحطم وأصوات خشنة تدخل وتصرخ بِغَضَب. هبَّ علينا رجلان ضخمان، واحد ذو شعر اسود مسود والثاني برتقالي، وعلى وجهيهما علامات الغضب الشديد وقال ذو الشعر البرتقالي: "ما هذا الإزعاج؟!! لماذا أصواتكم عالية في آخر الليل هكذا؟!! ولماذا هذا الآخر يبكي كأنه طفل قد ضاع عن أمه في سوبرماركت؟؟!؟ ازعجتونا ما هذا؟!!!". إلا وهي لحظات حتى تذكرت كلام آرون حينما قال بأن لا نسبب أي ازعاج للجيران في الشقة المقابلة لنا.. بدأ صوت أنين كيڤن ينخفض حتى صمت تماماً ثم قال: "هذا الاخرق كسر رقبتي وأنا نائم! ألا يحق لي بالبكاء هكذا؟!" أشر كيڤن اصبع السبابة علي وهو يمسك رقبته المكسورة بيده الأخرى. 'هذا الاخرق'؟! يبدو كيڤن بأنه لم يتلقى صفعة مع كرسي حديدي مدبب منذ مدة طويلة، وأفكر بأن أهديها له الآن.. ابتسمت ابتسامة سادية وأنا اتخيل شكل كيڤن بعد الصفعة. قال ذو الشعر الاسود بكل برود وعصبية: "هييه أنت، كُفَّ عن الابتسامة مثل الاخرق وإلا حطمت رأسك أنت وصاحبك الرضيع." صوته كان يخترق اذني بحدّة. أومأت برأسي من شدة الرعب وأعطيته وضعية الصنم. نظر صاحب الشعر الاسود لصديقه وقال: "هيا نذهب ودعنا لا نهدر المزيد من الوقت على اخرقان مثلهما." اخرقان؟! من يحسب نفسه هذا؟! نظرت باتجاه كيڤن ورأيته ينظر إلي بكل حقد وعصبية. رددت النظرة بواحدة مليئة بالسخرية. فقط حينما كان الرجلان على وشك الخروج، صرخ كيڤن لهما قائلا: "انتظرا! اريد ان اسألكما، اين تقع العيادة هنا؟ لان كما تعلمان نحن جديدان هنا ورقبتي منتهية وتحتاج الى طبيب، نعم؟" ضحك ضحكة قلقة وهو يؤشر على رقبته. نظر الرجلان الى بعضهما وقال ذو صاحب الشعر الاسود: "اتبعنا،" توقف للحظة ثم نظر الي وقال: "وانت ايضا اتبعنا." بلعت ريقي بشدة من الخوف. قلت في نفسي: 'ماذا يريد مني هذا؟!' ادار الرجلان ظهريهما وتحركا ولا كأننا موجودان. اتبعتهم واتبعهم كيڤن معي. لم تكن الجولة طويلة كما اعتقدتها. وصلنا الى باب مكتوب عليه (العيادة) توقف امامه الرجلان عن المشي واداروا ظهريهما إلينا ثم قال ذو الشعر الاسود: "الى هنا سنتوقف. انتما ادخلا ونحن سنذهب، انتهت مهمتنا." قلت هامساً لنفسي: "اي مهمة يتحدث عنها الابله هذا.." تنهدت واشرت لكيڤن ان ندخل حالاً. قبل ان يذهب الرجلان عن الطريق سمعت الرجل ذو الشعر الاسود يقول: "سمعت ذلك لكن لا بأس." ورحلوا عن انظارنا. لقد سمعني؟! حمداً لله انه تقبل الامر وإلا قد نال من مؤخرتي بشدة.. ما مشكلتهما؟!
العيادة كانت بسيطة حيث كل شي كان لونه ابيض نظيف ورائحة المعقمات فائحة تجعلك تشعر بانك في امان من الامراض والڤايروسات. بالطبع، كأي عيادة من العيادات الخاصة الراقية. كل شيء كان راقي في هذا المقر.. ألهذه الدرجة الرئيس غني؟ ما هذا يبدو بأني محظوظ لدرجة ان احصل على رئيسان أغنياء مرتين في آن واحد هكذا... اعتقد رئيسي التالي سيكون بليونير، لا شك في ذلك. ضحكت ضحكة مكتومة وانا مبتسم ابتسامة جانبية متخيلاً شكلي وانا اعيش في قصر احد الملوك فاحشي الثراء إلا وكيڤن يظهر امام وجهي فجأة حتى تعكر مزاجي. قلت وانا اصرخ منزعجاً: "كيڤن، يا إله! ألم تتعلم بأن لا تقفز امام وجوه الناس فجأة هكذا من قبل؟!" نظرت إِليه بنظرة عبوسة جداً. رد كيڤن النظرة بأخرى كأنه يحسبني اصغر ابنائه ثم قال: "اتعلم مارتن، رائحة فمك كريهة جدا مثل غائط طري من كثرة كلامك التافه هذا، لا اعرف ان كنت تحتاج الى مطهر للفم بنكهة النعناع ام درزن من ورق مرحاض." آها، نعم، اصبحت جريء في ليلة واحدة، كيڤن، جريء جداً جداً وجهادي جداً جداً، لا تخاف سأقتلك بسرعة وابشرك، لن تشعر بالألم ابداً. تقدمت ببطئ الى كيڤن، واضعاً ابتسامة مغلقة العنينين وأمسكت كيڤن من عنقه محاولاً خنقه ريثما هو يصرخ ب"ايها المجنون اتركني! ساعدوني!" إلا وفجأة، مسكني شخص من طرف قميصي من الخلف وسحبني بقوة "هولك الرهيب" ورفعني الى الاعلى وكأني مجرد دمية رقيقة. لهثت لهثة طويلة ممددة من الذي حصل. نظرت بسرعة الى الرجل المسؤول عن رفعي في الهواء هكذا. بالطبع كان رجل غير مألوف لي ولكڤن، كان يرتدي معطف مختبر ابيض- نعم يبدو بأنه صاحب العيادة. أما عن شكله، لم يكن يبدو كالقوة التي يحملها فيَّ للآن. كان رجل ضئيل وطويل القامة مثل عصا المكنسة. شعر ابيض غير مرتب وكأنه قام من قيلولة دامت ألف سنة، وبشرة حنطية اللون كامرأة في منتصف العمر. كان يرتدي رقعة عين بيضاء على عينه اليسرى وعليها صورة جمجمة سوداء في المنتصف- ماذا؟ أيريد ان يصبح قرصان لهذه الدرجة؟ باقي أن يركب معلاقة مزيفة في احدى يَدَيْه. اما عن عينه اليمنى فكانت حمراء ورموشه بيضاء- ألبينو؟ اعتقد ذلك. بدأ يحدق في وجهي بنظرة مملة ترفع الضغط. فتحت فمي لأتحدث ولكنه قاطعني وقال ببطئ وبصوت مبحوح اجش النبرة: "انت تماماً من النوع العدواني، ألست كذلك، يا برعم الفاصلويا.." برعم فاصوليا؟! نظرت اليه بكل برود وقلت: "انزلني. الآن." ضحك الألبينو ثم قرر بأن يضعني على الارض رويداً ورويداً وكأني مولود جديد... ذلك اغضبني بشدة لكن يجب ان اكبت غضبي، لا اعرف ماذا يمكن ان يفعل بي.. انه فقط لا يبدو كما هو يبدو عليه. يجب ان احذر منه هو وذلك الرجل ذو شعر الغراب.
أنت تقرأ
مارتن
Actionصديقان تورطا في عصابه خطيرة جدا ويحاولان في الخروج منها, لكن مع الاحداث أشياء غريبه بدأت تحدث لهم. اكتشفوا القصه إذا اعجبكم الوصف.