احتواء || contain

|1|

احتواء
الفصل الأول

" اريد قلبي "

____________________________________
__________________________

بكت حتى وصل البكاء منتهاه قيل بأنها مريضة
و قيل بأنها مجنونة لم يتبقى ما لم يُقال عنها.

حتى زوجها أخبرها بأنها تعاني من الأمراض النفسية، إلا أنها ؛لم تكن تعاني إلا من مرض واحد يعرف بأسم الحب و العاطفة ، كان مرضاً خبيثاً و قاتلاً.

كانت جلسة المحكمة خاصة حيث لا يحضر إليها إلا أفراد العائلة و المقربين فقد كانت الأجواء داخلها في تصعيد و توتر حيث تقف المرأة ذات الشعر الوردي مقابل زوجها الذي يقف أمامها بدوره كانت ملامحهُ

هادئة و حادة تصيب من ينظر إليه بالرهبة رغم الهدوء الذي يبدو عليه في وسط تلك المحكمة

نطق القاضي وهو يثبت نظره على تلك المرأة الوردية و يمسك بين يديه المطرقة البنية الخشبية ما يفترض بها ان تكون مطرقة العدل :' يقال بأنكِ تعانين من مرض نفسي سيدة اوتشيها هل ما يقال صحيح.....!؟ '

بللت ساكرا ريقها و نظرت إلى الواقف أمامها ، تبحث في عينيه عن بصيص امل ، يخبرها بأنه معها ولن يتركها لكن عبثاً تحاول ، حولت نظرها إلى القاضي مردفة بأمل ' لا صدقني انا لا اعاني من اي مرض نفسي '

رمقها ساسكي ببرود كان آخر ما توقع حدوثه أن يقف في المحكمة و أمام من زوجته التي لطالما خفق قلبه لها و لطالما شعر بالأمان بقربها و معها ، تلك المرأة التي أراد بناء مستقبله معها الآن و إلى الأبد.

اردف القاضي ' وانت سيد اوتشيها هل تؤيد ما تقوله ام لديك كلام آخر  !؟ '

تنهد ساسكي تنهيدة طويلة ثم أشار لأحدهم بالقدوم من مقاعد الأنتظار و الشهود كان رجل كبير في السن ذو جسد بدين نسبياً و رأسه مثل الثلج و يرتدي نظارة طبية مع ملابس رسمية ، من الواضح بأنه رجل ذو شأن او ما شابه ، راقبه ساسكي بوجه خالي من السيمات.

أعرب ساسكي بصوت هادئ و موزون ' هذا الطبيب يحمل تقارير تشخيص حالة زوجتي و هو يثبت بأنها تعاني من احد الأمراض النفسية و التي لا تسمح لها بالاعتناء بالأطفال '

اتسعت عيونها بصدمه وقد افلتت اخر روابط جاشها وعيوها كانت تصارع و تصرخ في داخلها لم تعد قادرة على التحمل لذلك صرخت بأعلى صوتها وهي تسير إلى حيث كان يقف بغضب و حرقة ' لما تفعل هذا انا بخير وانت تعلم ذلك جيداً فلماذا هذا الكذب الآن أنا لست مريضة '