الفصل السادس

934 119 23
                                    

"إِنَّ اللَّهَ يَراك، فَاعتَدِل فِیمَآ تَفْعل."
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
صلي على الحبيب المصطفى.
________________

"عودة البصيرة"
"6"

"لم أعمل يا أمي أن نيران تحرق وتؤلم، حتي اشتعلت نيران في غابات قلبي لتصبح رمادًا لا يذكر"

     حيث الغبار يطفو ويسكن كل شبر في ذلك المنزل وكأنه يعطيها مسحة من الحزن، الأبواب ونوافذ مغلقة تحجب ضوء الشمس من تغلغل داخل أركان منزل ظغي فيها رائحة رطوبة تقشعر لها الأبدان، لا صوت يلعو علي صوت الصمت الذي كان أثقل حملًا من جبال.

     في أحدي أركان ذلك منزل، شعرت بتثاقل شديد في عينيها لتكافح لفتحهم، ولكن فشلت محاولاتها الأولي، لتمر دقائق وجيزة لتنفرج جفونها مستقبلة الضوء بصدمة أولية، لتعتاد عليه مع مرور الوقت، لتفتح جفونها بشكل جزئي.

      ما أن نظرت حولها لتجد ذاتها في مكان غير غرفتها ومنزلها، لتحاول النهوض ولكن شعرت بتثاقل شديد وكأن احدهم اطبق علي جسدها جبال، لتتجمع دموع في عينيها تهاجمها بعض ذكريات مشتتة عنيفة مرة واحده، بدأ من أغمائها وثم لا تذكر شئ بعدها سوي أنها أستمعت لهمسات أحدهم!
     
     ولكن ما تذكر أنها لم تستطيع فتح عينيها لرؤية صاحب الهمسات تلك، ولكن تعلم جيدًا صاحب ذلك الصوت جيدًا، ولكن تبقي ذكريات مشتتة تمامًا لا صحة لها، ومن بعدها لا قد أنقطع حبل أفكارها.
    
     لتحرك بصرها المشوش أثر دموعها وفقدان نظارتها، لتجد ذاتها ممدة فوق أرضية الصلبة الباردة لتزداد رجفتها ولا تعلم السبب، لتحرك بصرها في مكان لتجد أحدهم يجلس في زواية الغرفة لتدقق النظر لتجده أحمد!
    
     ماذا يحدث واين هي؟ وماذا يفعل احمد هنا ولما ولما هو يبكي؟ يبكي كطفل أضاع أمه لتنظر لذاتها لتجدها ترتدي عبائتها وحجابها بطريقة غير مهندمة لا تذكر أنها كانت خرجت بذلك الشكل، لتستقيم في جلستها بعد تعب، لتنظر حولها بتشتت، لازالت لا تفقه شئ مما حولها.
    
      لتجد احمد يناظرها بنظرات قد مزقت فؤادها، فكان يناظرها بقسوة وعداء وكأنها ارتكبت جرم يصعب مغفرته، أوجرم تستحق بعده أن تُعدم شنقًا، لتناظره بعدم أدراك لما يحدث وكأنها تسأله بعينيها عما حدث، لينظر إليها ودموع اخذت مسارها علي وجنته، للمره أولي تراها بذلك الضعف الذي جعلها تهتز في موضعها.
     
       ما حدث ليبكي احمد هكذا؟ هو حتي لم يبكي بذلك الشكل عند وفاة والديه! ماذا حدث؟ وهنا بدأت أنذرات الخطر تأخذ محلها في عقل رؤية، أن الأمر كبير.. كبير وبشدة، ماذا حدث.. وماذا وضعت شذا في العصير لتفقد وعيها؟ ولما هي هنا مع احمد؟ وسؤال الأهم لما هي صامته حد الآن لا تسعها حنجرتها علي صراخ او تساؤل عن سبب تواجدها هنا؟
      
      لتنظر جهة احمد بتشتت لتجده يناظره بريبة، كانت سوف تصرخ بيه مستفسرة عما يحدث، ولكن لم تسعها حنجرتها في تحدث لتجد دموع طريقها في عجز شديد علي وجنتها، ليناظرها احمد بإستهزاء ثم تحدث قائلًا:

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن