كذبتي الأولى لك.يمكنني وصفه بأنه كان وقت مرير ، قاسي ، وقت تمنيت به أن يتوقف كل شيء في العالم وابقى أنا وانت بأمان ، منذ سنوات لم استطع منع أخي من الرحيل لواجبه فبكيت كثيرا لأنه ابتعد عني ، وبعد أشهر احضروا خبراً بانه ميت ، حتى جثته لم يجلبوها ، لم استطع أن اودع اخي ، أن اضمه بين ذراعي ، أن أفعل كما فعلت الآن وأنا احملك بين يدي بخوف وقلق وبكاء مؤلم ، لقد كنت خائف ، الخوف هو من جعلني اتناسى الآم جسدي فحملتك وخرجت بك من ذلك المكان المحطم وأنا ارجو بأن تكون بخير ، لم اسأل عن الناس المصابين أو حتى أفكر بشخص آخر غيرك في تلك اللحظات ، حتى نفسي لم أفكر بها .
انعزلت بك إلى مكان خلف العمارات وخلف الاسواق ، في زقاق بارد وموحل بسبب المطر ، قذر وذو رائحة قذرة كأعمال البشر ، قادتني قدماي المتعبة إلى هناك ، لقد نفذت طاقتي بأن اخذك إلى مكان آخر ،. 'المستشفى' أنه فقط مكان سيأخذك بعيداً عني وسيفرقنا ، وأنا لا أريد هذا ، لا أريد خسارة اخ آخر ، ليس بعد الآن ، وضعتك هناك وغطيتك بمعطفي المبلل ، وذهبت بأسرع ما لدي لأحضر لك بعض الضمادات والاكل إذ تطلب الأمر .
في الوقت الذي كنت اركض به ، شعرت أن قلبي سيسقط من مكانه لأنك في ذلك الزقاق ، نائما لوحدك في الوحل ، اعتذر لك لأنني لا املك مكان لترتاح به وانت في أمس الحاجة للراحة ، عندما كنت اركض تعثرت ووقعت بقوة جارحاً يدي نهضت لأكمل الركض وأنا غير مهتم بما يجري لي ، حتى لو قطعت اطرافي سأستمر بالركض فقط من اجلك .
سرقت بعض الضمادات من المستشفى واشياء أخرى احتاجها وهرولت بعيداً ، لكنني توقفت على صوت امرأة وهي تقول بصوت عالي لي :
_يا هذا !! انت مجروح ، قدمك تصب دماً بلا توقف ! هل تسمعني ؟!!
توقفت ونظرت إلى كاحلي وبالفعل ، كان جرحاً مخيفاً ويصب منه الدم كالفيضان ، لكن لماذا لم أشعر ؟ لماذا أنا غير مبالي لوضعي هكذا ! .. عاودت الركض مجدداً وأنا امحي تلك الافكار من رأسي ، وصلت إلى ذلك الزقاق وكنت لاتزال نائماً هناك ، وضعت الاغراض التي سرقتها وكان هناك مرهم مع ضمادات وكثير من القطن ، امسكت رأسك وبدأت ابحث عن مكان الجرح ، كان منظراً مخيفاً أن ارى جرح بهذا العمق لكنني بعدما نظرت إلى كاحلي شعرت أننا متساويان ، بدأت انظف الجرح وأضع الضمادات حول رأسك ، كان صعباً علي أن اغطي شعرك الجميل ذاك ، بعدما انتهيت بدأت اتفقد جسدك أن كان هناك أي جروح أخرى ، لكنني وجدت صورة في معطفك ، اخذتها بدافع الفضول ونظرت فيها ، كنت تقف في الصورة مع فتاة جميلة جداً ، كانت تماثلك في العمر تقريباً وكنت سعيد جداً معها ، نظرت إلى خلفية الصورة فوجدت فيها "زوجان المستقبل 'لوليتا و ويليام ' " وضعت الصورة جانباً وبدأت انظف جرح قدمي ، وعندما كنت أفكر بأمر حياتك الجميلة التي حتى زوجتك قد حُددت لك من الآن .. سمعت صوتك للمرة الأولى .. نظرت إليك فوجدتك تحاول النهوض بصعوبة ..
أنت تقرأ
رحلة ديسمبر || 𝐃𝐞𝐜 𝐓𝐫𝐢𝐩 [مكتملة]
Adventure_ فَكرتُ كثيراً بتركِ هذا العالم لِمن يستطيع ، لكننّي اعلم أن ذكرَياتنا ستُمحى بعد ذلك ، وأنا لا أريدُ لهذا أن يحدث ، الذكريات السعيدة التي اجمعُ اجزائُها في ذاكرتيّ هي الدافعُ الاقوى لأِستمراري في هذا الكونِ الموحشِ يا أخي . _قصة مكونه من عشر رسائ...