الرسالة الختامية |10

102 24 11
                                    


الرسالة الختامية.

قام بفتح الرسالة شيئاً فشيئاً الدموع قد جُفت على وجنتيه قلبه يَنبض بكامل قوته هذه الرسالة الاخيرة من اخيه جاسبر ، لا يعلم إذ كان ما تحتويه خيراً ام عكس ذلك ، لكنه من كل قلبه الصافي يتمنى أن تكون رسالة سعيدة .. نظر إلى الكلمات وتنهد طويلاً وعاود ارتداء نظاراته .

_

في بداية الرسالة ..

فكرت كثيراً يا أخي بان كيف سأبدأ الرسالة ، لأنها الاخيرة ، لا اريدها أن تكون حزينه ، لا اريدها أن تزعجك كما فعلنّ الرسائل الاخريات ، أريد منها أن تكون الجسر الذي سيجمع شملنا مجدداً ، أريد أن أراك وأن اضمك لصدري يا أخي واخبرك أنني اسامحك على كل الكلام الذي قلته لي أمام محطة القطار ، واتمنى منك أن تسامحني على كذبي وخداعي لك ، أنا يا أخي قد خسرت كل شيء لكن علاقتنا لا أريد أن استمر بخسارتها والحياة قصيرة وهجرنا لبعضنا طويل .

_

استيقظت في الصباح ، ربما كان من اجمل الصباحات التي احظى بها ، لقد شممت رائحة طبخ شهية قادمة إلي لتجعلني انهض وهي تسحرني ، فركت عيناي فتذكرت ما حدث في الليل فغطيت ملامحي خجلاً ، خرجت من الغرفة ورأيتها تحضر الفطور وهي ترتدي فستانها المطرز البني ، شعرها الكستنائي ترفعه لتظهر رقبتها وفكها بشكل واضح ، أتمنى أنني قد بقيت اتأملها طوال عمري كأنها لوحة فنية تجسدت من الفن ، كانها سماء زاهية الألوان وأنا مجرد طير احلق في هوائها ، كانها بحر كبير وأنا سفينة ليس لها وجهة ..

نظرت لي فضحكت وانزلت برأسها بخجل ، كان كلانا سينغلي من شدة الخجل .. تقدمت لها فأرتسمت على وجهي ابتسامة مميزة وقلت ..
_صباح الخير

كنت اضع يداي على المنضدة فأمسكت بيدي وهمست لي بصباح الخير لك أيضا ، فؤادي تسكنه فتاة جميلة مثلها ، ماذا أريد من الحياة بعد ذلك ! .. ابتكرت لي حجه لأنني كنت سيغمى علي من الخجل ، ذهبت لأراك في الغرفة ... لكنك .. لم تكن هناك ! .. لم اقلق لأنني كنت اعلم أنك تذهب لتجلس أمام السياج لكنك لم تكن هناك أيضاً ، بحثت في جميع أنحاء المزرعة لكن لا وجود لك ، بدأ قلبي بالخفقان وقدماي تتراجفان ، كأن روحي تترك جسدي شيئاً فشيئاً .. دون أن أفكر في أي شيء خرجت لابحث عنك في سوق القرية ، حافي القدمين ومنهك ، بدون أن اغسل وجهي أو اغير ملابسي حتى ..

_هل رأيت صبياً ذو شعر اصهب مر من هنا ؟

هذه الكلمة التي استعملتها لأخبر بها من اراه امامي ، لكن جميع من اسأله لا يعرفك ولم يراك ، جميع أجزاء جسدي ترتجف خوفاً ، كان هناك بكاء مكتوم في داخلي ، شعرت أنني سأختنق بسببه ، ذلك الشعور كان شيء مروع وتمنيت أنني لم أشعر به من قبل ، ربما لن تفهم ما اكتبه لأنك على الارجح لم تمر بنفس التجربة ، لم تشعر يوما بالخوف علي ، أو ربما هذه مجرد اوهام مني ، ربما شعرت بنفس الشعور عندما غادرت ..

رحلة ديسمبر || 𝐃𝐞𝐜 𝐓𝐫𝐢𝐩 [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن