رمضّان مبَاركْ عليِكّم حبّايبي.
ايقظَ طرقٍ خفّيف على باب غرفة النُوم جيسو من سباتً عميّق .. ولكنها لما ألقت نظَرة الى الساعة
وجدت ان الوقّت تجاوز العاشرة
صباحاً فلم تصٌدق انها نامت حتى هذا الوقت المتّأخر جلست على السرير تدفع شعَّرها الى الوراء
"تاي؟هل انت بحاجَه الى شيء؟"قال من وراء الباب
"يؤسفني ازعاجّك ولكنني خارج بعد بضع دقَائق ولا اريد ان تستّيقظي لتقلقي علي"
نهضت من السرير بسرعة وتوجهّت الى الباب تفتحه
- ظننتك لاتريد الظهور في المكتب
- لن اذهب الى نايروبي
- إلى ايِن إذن؟
- سأزور عائلتي الرجلين اللذين قتّلا خلال إنهيار المنجم .. لم أستطع حضور جنَازتهِم وهما يعيشّان في قرية "بانتو"
-وكيف ستصل الى هناك؟
- بالسيارة طبعاً
بدا صوته السّاخر المزاح الذي دفِنَ في نفسِه منذ الحادثة
- اعني من سيقود السيارة ؟
- كورتني ..مدير المزرعة
- دعني أرافقك بنفسي
- لا جيسو .. قلت لك انني اريد ان تظلي بعيدة عن الانظّار حتى نصل الى نتيجه
- ولكن مالضرر في مرافقتّك ؟ اليس من الأفضل ان تشاهدك العائلتان المفجوعتَان مع زوجتك ؟
هناك مسأله اخرى وهي معرفتهم بأمر زواجنا فإن ذهبت بدوني بدا من الغرابه عدم مرافقتي لك ارجوك
تايهيونغ ..اريد الخروج لأرى شيئا من هذه البلاد ..مالضيرُ في هذا ؟
بدت عليه نظرة جافه نظرة رجل فقد صبره
- يجب ان أذهب قبل تساقط المطر لان الطريق بعد سقوط الامطار تصبح مستنقعاً
- سأكون جاهزه في بضع دقائق
مرر يده البرونّزيه في شعره
- احملي معك كنزة فالهواء يبرد كلما ارتفعنا خاصةً اذا رفق الضباب المطر
اغمضت عينيها مسرورة بشكل غير عادي لموافقته على أصطحابها
- سأسرع !
- اعددت القهوه والتوست ..الأفضل ان تأكلي شيئا اولاً ..وفيما تحضرين نفسك سأطلب من كورتني جلب الجيب امام المنزل.
بعد حمام سريع ارتدت الجينز وبلوزه زرقاء شاحبه عززتها بكنزة اسكّندنافيه الطراز وبعد ذلك سرحت شعرها حتى استقر على كتفيها ..
رات السحب الخفيفه البيضاء التي شاهدتها بالأمس تزّين السماء عندما اخرجت الجيب من طريق المزرعه الى طريق رئيسيه معبده انها معتاده على قيادة اللانّدروفر والشاحنات التي تجر وراءها المركبات في مزرعة والدها
- هل نستدير إلى اليسار الان تاي؟
هز رأسه "سيري في هذا الطريق تسعة عشر ميلا ثم لما تصلين الى مفترق طرق اعطك التوجيهات الاخرى هل تأكدت من الوقود؟"
- تشير الاشارة الى انها ممتلئه
- عظيم ..هيا بنا
شاهدت المزيد من المنَاظر التي رأتها بالأمس ها هي أميال من الغابات الخضّراء لم تشاهد حتى الان ناساً
وهذا ما اشعرها بالعزلة ولكن وجود زوجِها معها طمأن قلبها فهي عندما تكون مع تايهيونغ مستعده لمواجهة كل المخاطر ولايغير إحساسُها هذا شيء
حتى عمّاه ولكن ليته يتفهمها
كانا قد اجتازا حوالي عشرة أميال فوق الطريق الرئيسيه عندما سمعت جيسو صوتاً كدّوي الرعد عرف تايهيونغ ماتفكر فيه فوجه رأسه اليها
- لاتجزعي ! ثمة قطيع من الغزلان يرعى في هذا الجانب من الغابه اضافة إلى حمار وحشي وإلى حيوانات اخرى
تنهدت جيسو "هل هناك مايجب ان اعرفه ايضا؟"
طاف شبح ابتسامه حول شفتيه الجميّلتين
- لن نلتقي الاسود او الفهود في هذا الجزء من الغابه لان تلك الحيوانات تفضل الاراضي الجافه الشائكه الواسعه ..ان رغبت في رؤية هذا النوع من الحياه البرية المتوحشه فعليك زيارة محمية "ماساي الباسولي"
اراحها تعليقه الذي اراد منه بعث الطمأنينه إليها ولو اطاعت تهورها لأوقفت السياره ولتعانقه بشغف على قارعة الطريق ..لكنها لا تريد البدء بما يعود عليها بالضرر فهي لاتريد إفساد الرحلة
عندما وصلا إلى النقطة التي اشار إليها شاهدت جيسو مرتفعاً صخرياً اجرد ثم لاحظت إنخفاضاً طفيفاً في حرارة الجو بسبب الغيوم التي كانت تتلبد استعداد للعاصفه
- أن امعنت النظر جيسو رايت ممراً بين الطريق التي نحن فيها وبين الطريق التي تستدير إلى اليسار ..اتخذي هذه الطريق رأساً إلى الغابه لاننا بعد خمسة اميال ستُطالعنّا اكواخ متعدده
لم تشاهد الممر الترابي الا عندما اشار تايهيونغ اليه بيده ..
اجتازت جيسو الطريق الرئيسيه نحو الممر الذي لايستحق ان يطلق عليه اسم طريق لم تكد تراه بسبب العشب المرتفع وبسبب الغيوم المتلبده التي جعلت الغابه مظلمه وكأنما اسدل الليّل
قالت"حدثني عن الرجلين الذين قتلا"
نقل تايهيونغ ثقله من جانب إلى اخر فوق المقعد
- كانا عاملين نشيطين باشرا العمل معي عندما افتتحت منجم "نايفانا" فغالباً مايمر بكينيا مواسم جفاف ..وهذا مايجبر الرجال على التفتيش عن عمل اخر
صمت قليلاً ثم اردف
- قرر هذان الرجلان تعلم صناعة المناجم وبقيا فيها لانها كانت تعني لهما راتبا ثابتاً ورعاية طبيه اضافه الى منحة نهاية الخدمه اما سبب زيارتي لزوجتيهما فتقديم العزاء وشرح ان الشركه ستدفع لهما معاش التقاعد كاملاً
نظرت جيسو إليه مفكره ..انه كريم حقاً ولكن كيف لأنسان ان يحقد على تايهيونغ وان يحسّده على نجاحه ؟
راحت تتضرع الى الله حتى يقع السؤول عن الانهيار في قبضة العدالة
وصلت بهما السياره الى مساحة فيها عشرات الاكواخ وطالعتهما جماعة من الأطفال المرتّدين الثياب القطنيه البراقة اللون
صاح تايهيونغ من النافذه "جامبو"
فردوا عليه بلغتهم ثم تبادلوا معه الحديث فسألت
- ماذا تقول لهم ؟
- ذكرت للأولاد سبب مجيئي وطلبت منهم اخبار المرأتين ..فالنساء هنا خجولات ومن الافضل تركهن يقمن بالخطوة الاولى
راقبت جيسو بإعجاب ذاهّل الأطفال يركضون ويتحدثون فيما بينهم ..ولم يطل الوقت حتى عادوا وعندها دار حديث اخر بينهم وعندما
عبس تايهيونغ فهمت جيسو ان هناك خطباً ما
- مالامر تاي؟
- يقولون إنهُ غير مرحبٍ بي هٌنا ..فالنسوة لن يكلمن قاتلاً ..هذا ماكنت أخشاه
- وهل يتكلمون الإنجليزية ؟
هز رأسه فأكلمت
- إذن ربما تكلمت معهما ..هل يعرفن انك فقدت بصرك في الحادثه؟ قد يكون لهذا تأثير في مشاعرهن
- انسي هذا الأمر جيسو
- تاي الأتفهم انهما مفجوعتان ؟ ان فهمتا ان مصابنا واحد إصغتا إليك الا يستحق الامر المحاوله؟
ضرب يده على ساقه ساخطاً
- ماكان علي إصطحابك إلى هنا فأنت زوجتي وهذا يعني أنك نذيّر سوء طالع
- لن يكون هذا شعورهما إذا ماتحدثت اليهما لقد جئت إلى هذا المكان لتقّديم العزاء وعليك تقديمه
مد يده بسرعه البرق ليمسك بمعصمها
- اسمعي جيسو ..تشعر الزوجتان بالعداء تجاهي انتِ لاتعرفين عادات أهل البلد او معتقدُاتهم لذا أرفض ان اضعك في موقف حرج
اشتدت قبضته ووضعت يدها الأخرى فوق يده
"فلتسأل الأطفال ان كانتا المرأتان مستعدات للتحدث إلي "
ترك معصمها ثم راح يحدق إلى الأطفال اللذين سرعان ماركضوا لم يطل الوقت حتى عاد الأطفال مره اخرى واشار المتحدث باسمهم الى جيسو
- انت تدخلين اما انت فلا ..
قال تايهيونغ بسرعه
"لايعجبني هذا جيسو ..افضل إلا تذهبي "
خفق قلبها بعنف "اريد الذهاب ..أعترف انني متوتره ولكن لدي فكره عن مشاعر المرأتين "
طغى على وجهه تعبّير قلق
- عند أول دليل على المتاعب ..ابدئي بالصراخ ولا تتوقفي
- أعدك
ترجلت من الجيب قبل ان يغير رأيه ولحقت الاطفال الى احد الإكواخ ..وفيما كانت تدور حول المكان خرجت امرأه ترتدي فستان ملوناً
وهي تحمل طفلا وتمسك طفلاً اخر بيد ثانيه ثم وقفت امرأه اخرى بالباب ..عيونهما السوداء تحدقان اليها بدون ترحيب ومع ذلك لم تشعر جيسو بالخوف بل شعرت بالأسى عليهما ..
بدات تقول وهي تضع يديها في جيبي سروالها
- انا كيم جيسو
لم تردا ..وتنحنحت ..
- أعرف ان زوجيكما قد رحلا إلى الأبد ولكن زوجي يريدكما ان تعرفا ان الشركة ستدفع لكما اجرهما حتى اخر العمر
وقفت المرأتان بلا حراك ..ولم يكن لديها فكرة عما اذا كانتا قد فهمتاها
- نعم مازال زوجي حياً ولكن الحادثه اذته كثيراً فقد فقد بصره ولانه فقد بصره يظن انُه رجل غير كامّل ولانه لايظن نفسه رجلاً يريد ان يعيدني إلى بلادي ليبعدني عنه ..اما انا فأريد البقاء لانني أحبه كما احببتما زوجيكما ..
تقدمت المرأه الواقفه خطوة فتنفست جيسو الصعداء واردفت
- زوجي يتعذب وان تركتماه يساعدكما خففتما عنه مايشعر به لم يستطع المجيء قبل الان لانه ظل في المستشفى حتى الامس
وكان اول ما ارد القيام به هذا الصباح هو مقابلتكما للتأكد من سلامتكما وليقول لكما إلا تقلقا بشأن المال
قالت إحدى الزوجتين
- يقول بعض الناس ان الحادثه وقعت بسببه!
- ايعقل بأن يكون هو السبب في حادثه تودي بعينيه ؟
حدقت جيسو الى المرأه بقوة حتى أشاحت المرأه بوجهها
- انه يحاول البحث عن المسبب وحين يجده فسيتأكد من انزال العقاب به
سألت المرأه الاخرى "واين اطفالك؟"
ابتلعت جيسو ريقها بشده
- لن يكون لي اطفال مادام زوجي قلقاً عليكما وعلى الشركه.
تبادلت المرأتان النظرات ثم قالتا
- اترغبين في الاطفال ؟
اجابت بلهفه "كثيراً جداً ..اريد ابناء وبنات رائعين كأطفالكما"
- إلا يرى زوجك عينيك ؟
- لا ..فهو يعيش في ظلام دامّس
ابتسمت المرأه الاخرى
"ولكنه لايحتاج الى النظر لينجب الاطفال"
- انت على حق لكن السيد كيم رجل فخور ..اتعرفين ما يعني هذا؟
هزت المرأتان رأسيهما بتفهم
- السيد كيم في السيارة ..وهو يريد ان يتحدث إليكما عن مسألة المال بنفسه فهل تلحقان بي ؟
عادت جيسو إلى الجيب بدون ان تنتظرهما كان تايهيونغ واقف أمام مقدمته وذراعاه معقودتان على صدره
تمتمت له وهي تضع يدها على ذراعه
- سارت الأمور على مايرام تاي
زال بعض التوتر من جسده حين لامسِته ثم رأته يلف ذراعه حول كتفيها بطريقة عفوية
لم تكن المرأتان بعيدتين عنهما سرعان ماراحتا تكلمانه بلغتهما فرد عليهما بحراره ثم مالبث ان أطال الحديث لم تحتاج جيسو إلى الترجمة
لان مايشعر به تايهيونغ واضح في عينيه وحركاته ..اخرج مغلفين من جيب قميصه وحثهما على اخذ المال ..بعد تردد يسير قبلتاه
اشتدت يد تايهيونغ على كتفها
- يبدو انهما معجبتان بك وقد دعتانا لتناول الطعام ..لانستطيع ان نرفض ..
تمتم من بين اسنانه لئلا يسمعه احد سواها
"تذوقي كل مايقدمونه"
في تصرفه ما أوحى لها بانها ستواجه مفاجأه ثم شعرت بأنه يجد الموقف مسّلياً فوضعت ذراعها حول خصِره
- سآكل كل ماتأكله انت
جلس تايهيونغ على الارض الصلبه ثم جذب جيسو لتجلس الى جانبه ..سرعان ماوضعت أمامها إطباق خشبيه مع ادوات طعام وملأت الاطباق بأنواع من الطعام لم تتعرف جيسو على شيء منها
- علينا ان نغادر المكان حالاً فأنا اشم رائحة المطر ..
بعدما انهيا طعامهما شرحا للمرأتين ان عليهما الرحيل قبل هبوط العاصفه ..
سقطت اول قطرة ماء على زجاج السياره عندما ادارت جيسو المحرك ..ثم مالبث ان تدفق المطر بغّزاره حتى قبل ان تتقدم ميلاً واحداً
..لم يبالغ تايهيونغ فيما قاله اذ كان تحت العشب الخفيف مستنقع من الإوحال الكثيفه مضت السياره وكأنها تسير فوق ساحة تزلج وكان كل ما استطاعت فعله هو منع الجيب من الانحّراف عن الطريق
قالت والذعر في صوتها
"اجدني غير قادره على السيطرة على السيارة"
- في هذه الحالة توقفي جانباً واطفئي المحرك ..سننتظر حتى تذهب موجة المطر
ردت بارتباك "سأحاول" ولكن عندما حاولت دار الجيب فيهما نصف دائره فعمدت الى تصحيح مسّارهِا ولكنها اخطأت في توجيهِها وأصبحت فجأه خارج الطريق
صاحت
"تايهيونغ ..سنتهشم!"
قبل هنيهه من الأصطدام احست جيسو بذراعيه تضمّانها وتخبئان وجهها ..واخذت تنتظر تحطم الزجاج
ولكنها لم تسمع إلا صوت الأشواك التي حفت بالسياره
تمتم تايهيونغ بصوت إجش ضاماً جسّمها إليه بشدة ليوقف إرتجّافها
- نحن بخير جيسو ..ولكننا عالقان في غيضة من أشجار الصنوبر
سرت رجفه في جسدها وتعلقت به
- لم أخف قط كما خفت الان
- هش ..لقد انتهى الامر ..لاتفكري في ماجرى
ثم انحنى إليها يعانقها بشّوق يصعب عدم التَجاوب معه ..أشعلت الحادثه مشاعرهِما ..ولم تستطع جيسو الحصول على مايكفي منه فأن تكون بين ذراعيه لأمر تجاوز احلامهِا وذكرياتهِا
همست "أحبك" ثم راحت تبادله عناقه بشّغف مُضاعف
فجأه سحب نفساً عميقاً ثم ارتد إلى الوراء مبعداً إياها عنه
- ارى أنك استعدت وعيك من حادثتنا الصغيره ..سأخرج الان لأعرف إلى اي مدى انغرزت السيارة في الوحل
احتاجت جيسو إلى دقائق لتستجمع شتات نفسها ..فانتّقالها الفظ من الجنة إلى الواقع صدمه فاقت صدمة الحادث ..ربما أراد فقط
تطمينها ولكن شغّف عناقه البدائي أشعل نيران عواطِفها وحولها إلى حريق ملتّهب ..
كان المطر مايزال منهمراً حين صعد تايهيونغ إلى الجيب خلع سترته الواقية من المطر ورماها إلى الخلف ثم مسح يديه
الموحلتين بمنديل ورقي قدمته له جيسو
- نحن عالقان حتى يتوقف المطر ..ما ان تتمكنين من الرؤية حتى تقومي بإرجاع الجيب الى الوراء اما انا فسأدفعك من المقدمه
- وإلى متى سيبقى المطر ؟
- لن يطول تساقطه علينا ونحن في إنتظار انقطاعه توفير الراحه اديري المحرك لأشغل جهاز التدفئه
لم يطل الوقت قبل ان يصبح داخل السياره دافئاً ومريحاً ..مد تايهيونغ يده ماوراء مقعدها باحثا عن حقيبه فتحها واخرج منها وعاء قهوه حافظ للحرارة
- الاترغبين في قليل من القهوه ؟
صب بحذر بعض القهوه في الغطاء بدون ان يسكب منها شيئا إلى الخارج ..كانت على وشك ان ترفض لكنها عدلت عن رأيها
وقبلت ..لتبعد عنها شعّورها بقربه ..
قالت له "شكراً لك" ثم راحت ترتشف القهوة ببطء
فيما بعد شعرت بأن المطر توقف فقالت "تاي"
- نعم
- هل ابدأ بالمحاولة ..لقد توقف المطر
- بعد دقيقه
- ولكن الوقت يمضي والظلام يوشك ان يسدل ستارته
قال بصوت جاف
"الظلام دائم عندي فلا تجزعي"
سحبت نفسا عميقا ثم قالت
"لا اشعر بالخوف عندما اكون معك"
- اذن عليك ان تخافي
وامال رأسه الى النافذه ليغط في نوم عميق
لم تدر ما اذا كان عليها البكاء ام الضحك لقد اظهرت لها تجربه اليوم وجهاً اخر لزوجها ان كان حبٌها يعني مبيت الليّل في حفرة موحلة في مرتفعات جبال كينّيا فليكن هذا لن يتمكن من انكار وجودها إلى الأبد ..وسيأتي يوم يخفض فيه درعه وهي تريد عندئذ ان تكون بالأنتظار
..ادارت رأسها تنظر اليه ثم مالبثت ان اثقل جفّناها شيئاً فشيئ
لم تستيقظ إلا على صوت تايهيونغ الذي كان يهزها "جيسو"
عندما رفعت رأسها دهِشت ذلك انها وجدت نفسها على كتفه ..
سألها "كم الساعة ؟"
فركت عينيها وجلست "الحاديه عشر الا ربعاً"
تمتم بما هو غير مفهوم "اعتذر لانني غفوت هكذا "
- لابأس
صاح بصوت حاد ملؤه الكره لنفّسه
- بل هناك بأس ..كان علي أن اجثو امامك شاكراً لك تمهيدك طريقي امام المرأتين اليوم فهذا يتطلب شجاعه
مد يده ليأخذ سترته من الخلف
- استعدي لإرجاع السياره حين اقول لك اضغطي دواسة السرعه اصبح الوحل اصلب حالاً وقد نتمكن من اجتراح المعجزه المطلوبه
بعد عشرات المحاولات تمكن تايهيونغ من تحريك الجيب الى طرف الطريق وقفز إلى الداخل متحمساً
- فلنذهب الى البيت
البيت؟
سواء اكانت هذه زلة لسّان ام لا اطاعت جيسو اوامره بسعّادة عارمة.
أنت تقرأ
مُظلِم
General Fictionهل هذا هو الرجل الذي تزوجته ؟ بالنسبه لجيسو نعم , فمازال تايهيونغ الحبيب الوحيد الذي يخفق له قلبها ولن ترضى بغيرة شريكاً للعمر لكن تايهيونغ يعيش الان في عالم اخر قاس يشاركه فيه ظلام ابدي قال لها "اتمنى لو استطيع ان اخنقك بيدي" فهل يستطيع حبها...