𝟯- 𝗧𝗵𝗲 𝗼𝘂𝘁𝗱𝗶𝗱 𝗵𝗼𝗽𝗲

148 18 0
                                    

ترتفع هضبة "ما " تسعة آلاف قدم عن سطح البحر وتقع المزرعة على مستوى ستة آلاف قدم حيث الهواء اقلّ كثافة
مرّت بضع غيمات بيضاء فوق الرؤوس ، ومع ذلك كان صباحاً جميلاً منعشاً .
ما ان اقترب اللاندروفر من وجهته حتى لاحظت جيسو غياب القرى وظهور مساحات من الغابات الخضراء والواسعة
رفعت جيسو رأسها عن كتف تايهيونغ العريضه لتتأمّل قسمات وجهه الشبيهه بملامح الصقر ..
كان يغطّ في النوم مسندا رأسه الى ظهر المقعد ..أدركت من خلال الظلال السوداء تحت جفنيه انه تقلب في فراشه قلقاً طوال الليل
كما حصل لها ..بدا لها ضعيفاً معرضاً للاخطار.
أحست بالسعاده لانها بقربه كما تريد وتشتهي فاستقرت عيناها على يديها المتشابكتين قرب خصره فهو في منامه لم يترك يدها
بدت مرارة الليله السابقه متّلاشيه ولكنها تعلم ان ماتراه الان مؤقتاً
استيقظ تايهيونغ انعطف غرانت في منعطف حاد شدت جيسو على يده ونظرت الى الخارج حيث الحقول المزروٌعه
وحيث الاشجار المزهره اقتربت السياره فرأت منزلاً ابيض كالثلج مبنياً على الطراز الهولندي
ذكرها المنزل بمخازن الغلال التي تشاهدها في هامبشّاير في انجلترا وشرح لها تايهيونغ ان مزارعاً هولندياً جاء الى كينيا في أواخر
القرن التاسع عشر ودمج بين منزل المزرعه المحلي الطراز المؤلف من طابق واحد مع الطراز "الامسّتردامي"كان السقف
المثلث رائعاً ..اما ماوراء المنزل فشاهدت ابنيه محاطة بزهور برية صاحت عندما اوقف غرانت السياره
- يالجماله الباهر !
ابعد تايهيونغ قبضته عنها فترجلت من السياره لتشاهد مملكتها الجٌديده
سحبت انفاساً عميقه
"آه تايهيونغ لم اعرف انه بهذا الجمال "
استرعى نظرها نافذه تواجه الغرب بزجاجها المشبوك بالحديد حيث كانت ستائر حريريه تتطاير منها الى الخارج ..لاشك ان تايهيونغ
انجز الكثير منذ خطوبتهما ..غمّرتها موجة جديده من الحب ..وسعت عيناها الى زوجها ولكنه كان مشغولاً في مساعدة غرانت على حمل الحقائب
بقيت جيسو حيث هي بلا حراك تنعم بتأمل وجه هذا الرجل الطويل الاسمر ذو السلطة المتأصلة في نفسه جالت عيناها عليه متلهفه الى وجهه الحبيب
قالت وهي تلتقط بعض المؤن من مؤخرة السياره
- لا اقوى صبرا على رؤية الداخل!
كانت تتضور شوقاً الى ضّمه بين ذراعيها ومع ذلك لم تجرؤ ..لقد اشعرها مايقوم به لمساعدة غرانت بالرضى ..لم تكن راغبة في التدخل او التأثير في تقدمه خاصه امام رجل اخر ..وان لم تكن عيناها تخدعانها بدا انه يتحرك بتصميم كان يفتقر اليه بالامس
ربما يتبنى هذا الجو من الثقه بالنفس امام غرانت ..لكن النتائج رائعه ..
- جيسو ؟
توقف تايهيونغ في الشرفه عند المدخل
- هل تعذريني ان تركتك لأتكلم مع غرانت على انفراد قبل ان يعود الى نيروبي ؟ اعدك الا نطيل الحديث

تقدمت اليه تعانقه بقسوة
- لاتقلق علي ..اموت شوقاً الى رؤية المنزل

ظهر غرانت في اللحظه التي كاد فيها تايهيونغ يواجه جيسو التي ابتسمت للرجل
- شكراً لك لانك اوصلتنا الى هنا سيد يونغ ..لاتعرف مدى امتنّاني لوصولي الى منزلي ..والان سأترككما لتتحدثا عن الاعمال ..
رفعت نفسها على أطراف اصابعها لتقبل زوجها بخفه
- ارجو ان تناديني غرانت سيدة كيم فنحن لانستخدم الرسميات في هذا المكان سنرسل انا وزوجتي لكما دعوة للعشاء في وقت قريب ..هذا ان كان يرغب تايهيونغ في مشاركتك

مُظلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن