𝟱- 𝗢𝗻 𝘁𝗵𝗲 𝗵𝗼𝗿𝘀𝗲 𝗼𝗳 𝗹𝗼𝗻𝗴𝗶𝗻𝗴

174 18 8
                                    


مر الاسبوع الأول بسرعه فاستقرت فيه جيسو وانست إلى رتابة مُعينه اما تايهيونغ فلم يذهب بعد اتفاق ضّمني إلى مكاتب نَيروبي ..
كان يتناول الفطور مع جيسو ويصّغيان إلى الأخبار عبر الراديو ..ثم يقضي سائر يومه مع مدير المزرعه ولايعود
الا وقت الغداء كانت جيسو تشغل نفسها ايضاً بالغسيل وبتنظيف المنزل وبتحضر الطعام الطعام وكانت تعتز بأمسياتها مع تايهيونغ
في المساء يأتي تايهيونغ فيستحم ثم يغير ثيابه وبعد ذلك يجلس معها على الشرفه قبل ان يتناولا العشاء
وفي بعض الاحيان كانا يمضيان بقية الامسّيه بهدوء وهما يصغيان الى الموسيقى الكلاسيكيه وفي بعض الليّالي كان يدور بينهما
حديث فكري مثُير غير شخصي فكانا يتحدثان عن كل شيء الا عن نفسيهما ومشاعرهّما ومستقبلهما ..ولكنها تدرك انها بدايه جيدة
فمن يراهما يظن للوهله الأولى انهما ينعمان بزواج هانئ ولكن ما من احد يستطيع ان يعرف ان علاقتّهما تفتقر إلى الحرارة والحب
منذ تلك الليله في الغابه بذل تايهيونغ جهداً ليبقى جسدياً وعاطفّياً على مسافه منها وعرفت جيسو انه متى بدا يرتاد المكتب ستتغير معه
حالهما المستقرة وعندئذ لن تجد تايهيونغ الا مشغولاً
استيقظت جيسو صباح الاحد وهي تدرك انه يومه الاخير في المنزل فسرعان ماسيعود الى المكتب مره اخرى ..
كانت قد طلبت منه موافاتها إلى الاسطبل للقيام بنزهه على ظهور الخيل ولكنه لم يجب الى طلبها وهذا ماخيب آمالها بقضاء يومهّما معاً
ارتدت جينزاً وقميصاً قطنياً لانها قررت الخروج لامتطاء الخيل وحدها بعدما تناولت فطوراً خفيفاً انطلقت إلى الاسطبل
لم تكن تعرف ما اذا كان تايهيونغ مستيقظاً او نائماً وحتى تعرف كان عليها المرور بالمكتبه لقد مضى وقت طويل منذ تخليها عن هذه العادة
..فهو سيقطع رأسها ان شك في انها تتأكد من سلامته
ازدادت الايام دفئاً وجمالاً اذ صفا الجو واشرق وجدت "ديابلو"
في اخر قمرة من الاسطبل ..وكان هناك جوادان للحراثه يأكلان التبن
الطازج تنسمت بسرور رائحة الجياد والجلد والتبن المألوفه لها واحست بوخزة حاده من الشّوق إلى جوادها "كينغ" لكنها تاقت ايضاً
إلى اعتلاء صهوة جواد تايهيونغ
صهل الجواد عندما اقتربت منه وراح يشمها وتحدثت إليه بلطف
- حسناً ديابلو ..مضى زمن طويل ايها الجميل ..اتريد الخروج في نزهة؟ لايظنني تاي قادرة على كبح جماحك .. ولكنني قادرة اليس كذلك؟
انتزعت لجام معلق على الجدار ثم ادخلت الرسن إلى
فمه ..ما ان انتهت من هذا حتى قادته الى الخارج فبدأ لها اكثر دواعه
- ألم اقل ان عليك الا تعتلي صهوة ديابلو بمفردك جيسو !
التفتت إليه مذعوره فرأته واقفاً قرب المدخل ويده على إطار الباب ..استوعبت عيناها مايرتديه بأناقه فقالت لنفسها انه رجل وسّيم
- املت ان تكون هنا ..لقد جاء ديابلو إلي رأساً ..عرف صوتي فوراً..انت تعرف انه يموت شوقاً الى العدو في البراري ..ألن تشاركني بنزهه قصيره؟
- يبدو ان لاخيار لدي
اشتم ديابلو رائحة سيدة فتقدم نحوه يتحسس صدره ..راح تايهيونغ يتكلم مع ديابلو بلهجه هادئه ثم امتطاء برشاقة فريده وبعد ذلك
مد لها يده اليسرى
- اصعدي جيسو
توقف الزمن لحظة وهي تعود بالذاكرة الى الماضي ..سرت رعشة في جسدها وهي تمسك يده الممدودة لتعتلي صهوة الجواد حيث
ستجلس امام تايهيونغ ..
وثب ديابلو في مكانه فرحاً وكله شوق إلى العدو الصباحي ..التفت ذراعا تايهيونغ القويتان حول خصرها وتركت نفسها تستند إلى الخلف
على صدره حيث تحس بخفقات قلبه التي تناغّمت مع خفقات قلبها ومع مشّاعر مختلفه كالإثارة والفرح والحنان والحّب لهذا الرجل الرائع
..اغمضت عينيها تحاول تصور مايشعر به المرء وهو أعمى
ثم سألته "الى اين نذهب اولاً..؟"
- اتجهي نحو الشمس
وربت على عنق ديابلو ..وكأن الجواد احس انه يحمل حملاً ثميناً فأخذ يسير فوق الممرات بخطى وئيده ..كانت المزرعه مستكينه في حضن
واد قريب من اشجار البرتقال ..مرت هي وتايهيونغ امام بساتين جديده من الدراق والخوخ والاجاص متثاقله الاغصان بالازهار التي تعطي اريجاً يدير الرؤوس
بدا ان ديابلو قد شعر بالحريه بعدما خرجا من البساتين فازدادت بسرعته ..كان الجواد الأصيل يستجيب الى اخف لمسة من لمسات
تايهيونغ اما جيسو فأمسكت بالزمام فقط وهي تريح رأسها على صدر زوجها
لقد ركبا هكذا مرات عديده من قبل ومع ذلك لم تشعر قط بمثل هذا الاحسّاس الرائع ..ولكن ماهي منطقه "وايت اوكس" في انجلترا
حتى تقارن بهذه البراري الشاسعه
شد تايهيونغ بعد وقت طويل زمام ديابلو الذي استجاب لسيده فخفف سرعته لم يكن اي منهما قد شعر بالحاجه إلى الكلام وكانت تعرف انه استمتع بالنزهه من الطريقه التي استرخى فيها جسده وراءها انستها النزهه المنعشه ان زوجها اعمى وتساءلت
عما اذا كان يعاني من الإضطراب
سألته وهي تدير رأسها الى جانب واحد
- مارأيك لو انطلقنا نتابع الريح؟
مررت شفتيها عن غير عمّد على فكه فأحست بقشعريره تجتاح جسده ولكنها لم تقصد ان تثيره ..فقد جربت غضبه بل جربت رفضه
اكثر من مره منذ غادر المستشفى وكان كلما اجفل من لمستها تحس بجرح كبير قالت ووجهها الى الامام تقاوم ليبقى صوتها ثابتاً "تاي ؟"
رد بصوت متكاسّل سارع من جنون خفقات قلبها
- ان كنت ستسألين عما اذا كان ركوبي معك الان يختلف عن اخر مره ركبنا فيها الجواد ..فالرد لا
لانني في ذاك الوقت لم اكن أرى شيئا ايضا خاصة بوجود هذا الحرير الاسود الكثيف الذي يسد علي الرؤية ..ومسرور لأنك لم تقصيه ولانك لم تغيري
نوع عطرك ..فما اروع ان اعرف ان شيئا مالم يتغير حتى الان.
في صوته رنه خشنه لم تسمعها منه منذ زمن طويل جعلتها تحس بأنها تكاد تتخدر من الشّوق
توقف ديابلو امام مرجة راح يقضم عشبها ..رفع تايهيونغ وجهه إلى السماء ثم سحب نفساً عميقاً
وقال
- استطيع القول اننا ابتعدنا كثيرا يستحسن بنا ان نعود فأنا اتوقع مخابرة هامه عند الظهر
تمردت جيسو
"مازال الوقت مبكراً هل تعترض ان ترجلنا بضع دقائق ؟ اريد ان اريح جسمي "
صمت لحظات ثم قال بصوت ملؤه الاهتمام والقلق
- هل انتِ مريضة ؟
شجعتها هذه الاشارة التي تدل بوضوح على انه مهتم بها لم ترد ان ينتهي هذا الصباح لانها تعرف انه حالما يصل الى مكتبه سيقفل على نفسه
- لم اشعر قط بأنني افضل حالاً ..ولكنني لم اركب الخيل منذ فترة ..وهاهي عضلات ساقي تؤلمني

مُظلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن