الأيديولوجيا ..أو علم دراسة الأفكار ..
عندما يولد الإنسان يكون عبارة عن صفحة بيضاء ، ومع نموه يبدأ بالكتابة عليها المعلومات التي اكتسبها من محيطه الخارجي الذي يتمثل في أهله ومجتمعه
ويمكن أن يكون إستنتاجات من تلقاء نفسه ومن ضمن هذه المعلومات إجابة على أسئلته المتعلقة بالوجود والغاية منه ..
بحيث تكون عبارة عن مبادئ يسير على نهجها في حياته ..
تم إستخدام الأيديولوجيا كبديل عن الدين في الدول الغربية بعد التخلي عن سيطرة الكنيسة ..
فقد حاولوا أن يضعوا قواعد ومبدائ يتبعونها بحيث تكون هذه الأفكار مثالية وتعطي للإنسان حياة أفضل ..
مثل نظام الرأس مالي الأمريكي
والنظام النازي الألماني
والنظام الشيوعي الروسيبحيث هذه الأنظمة تشرعن الحكم وتصنع من الفكرة قضية للدفاع عنها وتدمج المجتمع تقوم بشحن هممه والحكم على سلوكياتك ان كانت جيدة أم سيئة
مثل النسوية التي شملت جنسا واحدا ففي بداية الامر كانت عبارة عن أيديولوجيا للدفاع عن حقوق المرأة المسلوبة مثل الحق في التصويت وغيرها لكن إتخذت مسارا آخر وأصبحت معادية للرجال بحكم أن الرجال هم سبب معاناة المرأة رغم أن سبب معاناتك آنستي ليس متعلقا بجنس واحد فقط عادة
ولكن كيف يتم نشر هذه الأيديولوجيا ؟
هي مهمة صعبة فعلا أن تفرض أيديولوجيا على مجموعة من الناس لكن في وقتنا الحالي يوجد سلاح مهم وخطير جدا يدعي الإعلام !
بحيث يوفي المتطلبات المناسبة لكي يتبنى الناس أيديولوجيا واحدة عن طريق مخاطبة عواطفك ، عقلك الباطن ، التكرار ، الصدمة والتعليم ..
مثلما يعلموننا في المدراس أن الدولة العثمانية إحتلال لكن هو مثل أي دولة في أسباب النشأة والتطور والتوسع والسقوط كسابقاتها من الدول العباسية مثلا والأموية الفرق فقط أنهم عجم
وهم يعلمونهم أن العرب قاموا بخيانتهم ..هل هناك آيديولوجيات أخرى إذا ؟
طبعا ! لكن هي ليست منتشرة ومعروفة لأنه إن قررت أيديولجيا معينة الصعود ستقوم الآيديولوجيا السابقة بسحقهافيجب أن تكون بقوة كافية لإسقاط سابقتها مثل الثورة البلشفية التي أسقطت النظام القيصري الروسي وصعدت بالنظام الشيوعي
والثورة الفرنسية التي أسقطت النظام الملكي عن طريق نابوليون وصعدت بالنظام الجمهوريكما أن الأيديولوجيات المختلفة هي بنفسها مفككة من الداخل لجماعات ..
لكن ما يوحدهم هو قضية واحدة وعدو واحد يجعلهم يتعاونون معا ويضحون بالغالي والنفيس من أجل هذه القضية
اذا هل نجحت هذه الأيديولوجيات ؟
نعم ولا ، فالعديد منها متبناة من قبل العديد من المجتمعات لكن هي لم تحقق المثالية التي كانت تسعى إليها !فالنظام الرأس مالي قام على الإستهلاك فقط وتغذية أطماع وشهوات البشر أي مصلحة ومنفعة وأكثر النتائج الظاهرة كان التلوث المناخي بسبب مخلفات البشر الناتجة عن الاستهلاك
والنظام الشيوعي قائم على المساواة من أجل رفع الظلم زادت الطين بلة وجعلت البشر تعساء أكثر
لهذا ديننا قائم على العدل اليس كذلك ؟
وحتى النسوية التي كانت الرغبة منها حصول المرأة على حقوقها فسببت مشاكل بين الجنسين والزوجين وإنعدام الثقة بينهما وزيادة الخيانة الزوجية وبالتالي تفكك الأسرة وتفكك المجتمع بحيث الشباب أصبح غير راغب في الزواج فمن يريد زوجة تمقته وتسلب حقوقه على حساب تحررها وليس حريتها بتاتا ؟
لذلك ما أريد قوله من هذا ديننا هو أنفع وأصلح إتجاه يمكننا أن نسلكه
فإن كل هذه الأيديولوجيات لم تصل إلى الكمال لأنها من صنع البشر وديننا هو من صنع الخالق الكامل وجعله مثاليا لأجلنا ولكي يتناسب معنا نحن كبشر
فمن أعلم بالخلق أكثر من الخالق ؟ لذلك من يتبع فلسفة معينة لشخص غير مسلم لأنه منطقي وما الى ذلك فديننا أكثر منطقية وأكثر كمال من الفيلسوف الذي تتبعه
كيف تترك ما أعطاك إياه الخالق وتتجه للخلق ؟
