مملكة الهوى

الفصل الثالث عشر..

كان جالسا جوارها فوق السرير الخاص بها، يتامل وجهها الراقد بسلام ببسمة عاشقة، فما اكتشفه ماخرا انه ادمن تلك الجميلة، وادمن رؤيتها... فما ان استيقظ في هذا الصباح حتى شعر برغبة ملحة بداخله، تحثه وبالحاح على الذهاب لها، والتمتع بالنظر الى وجهها البهي، وهو لم يكذب خبرا، وها هو ذا في الجناح الذي امر بتخصيصه لها، جالسا جوارها وهو يطالعها بشغف كبير، وكانها اجمل شيء في هذه الحياة......

كانت في البداية نائمة بسلام وهدوء، لكن سرعان ما بدء وجهها بالتعرق وتجهمت ملامحها، واعترى الرعب قسمات وجهها، كما اصبحت تهاذي بكلمات غير مترابطة، لم يستطع اديم فهم شيء منها سوى كلمات عشوائية :

" نيران...... امي...... ابي..... "

ادرك اديم حينها انها ترى كبوسا مريع، لذا اسرع بتحريكها كي يجعلها تستفيق وهو يقول بنبرة ظهر بها القلق :

" جوري... جوري.. استيقظي.. "

لم يحصل منها على استجابة ولم تستيقظ، بل ازدادت ملامحها تهجما وتسارعت انفاسها وهي تتحدث برعب :

" لا... امي لا...... "

شعر اديم بالقلق عليها، فحركها بقوة كي تستفيق وهو يقول :

" جوري.. استيقظي... انه مجرد كابوس... استيقظي هيا عزيزتي.. "

استقامت جالسة على السرير بسرعة وهي تتنفس بعنف، والدموع تتساقط من عيناها بكثرة، فربط اديم على راسها برفق متحدثا بحنان :

" اشش لا باس كل شيء بخير.. انه مجرد كابوس "

كلماته الحانية هي اكثر ما احتاجته جوري حينها، فالتفتت له ترمقه بتفاجء من وجوده هنا، لكنها سرعان ما همست بغبطة كمن كان على وشك الغرق ووجد حبل نجة :

" اديم.. ! "

انهت جملتها باحتضانه بقوة راغبة في بعض الامان، وهي ترتجف بعنف، فالكابوس لم يكن هين البتة، وعلى الرغم من تفاجء اديم بحركتها المباغتة التي لم ينتظرها منها، الا انه قد حاوط جسدها بذراعيه وراح يهدؤها ببعض الكلمات الهامسة التي جعلت خوفها يختفي، وجعلتها تهدء فورا.....

ابتعدت عنه بهدوء ثم كفكفت عبراتها وهي تقول وبسمة لطيفة تعلو ثغرها :

" شكرا.. "

ابتسم لها هو الاخر ثم قال متسائلا :

" انتي بخير للتو ؟؟ "

اجابته جوري بذات ابتسامتها وهي تستقيم واقفة :

" اجل انا كذالك "

صمتت برهة ثم تسالت بفضول تزامنا مع اعادتها لشعرها الثائر للخلف باصابعها :

" صحيح انت لم تكن هنا البارحة.. متى اتيت ؟؟ "

" قبل قليل "

قالها بنبرته العادية وهو يستقيم واقفا، فعاودت جوري التساؤل بفضول اشد :