الفْصل الثَّالِث || حُب خاطىء.

79 4 0
                                    


الوحدة تولد الانفجار!
أستطيع اخبارك بكم المرات التِّى جلست فيها وحيداً، كم عدد النزهات التِّى قضيتها وحدى، كم مره ابتسمت و ضحكت وحدى، يمكننى أن أخبرك بعدد المرات التِّى شعرت فيها بالاحتراق و لكننى كنت بارداً كالثلج، هل تستطيع أن تُخبرنى ما الذِّى من الممكن أن تفعله لأجلى؟

ينعقد لسانى عن الحْديث ليمنعنى من اخبارك بكم مرة بكيت، و كم مرة صرخت، و كم مرة حطمت الزُّجاج بقبضتى، ينعقد ليجعلنى أعود إلى رُشدى؛ ليذكرنى بأنك شخص لا تؤتمن، فأنت لم تؤتمن على قلب أتؤتمن على بعض الكلمات العادية بالنسبة لك ؟

يوم كئيب جديد و ثياب أنيقة بلونه المْحبب يتجه لعمله فهو يعمل فِى دار طباعه و نشر كما أنه كَاتب مُتخفى.

" إلى متى ستظل هكذا؟ ". سأل إيثان بمجرد دخول صديقه و فى يده كُوب قهوة ورقى.

" إلى أن أنسَ ".

لوى الأخر فمه ليقل " إذاً لن يحدث ".

هزَّ الأخر كتفيه ليقل بخفه " من يعلم !"

لينهض إيثان من موضعه و يقل متحمساً " هل هنَاك من ستفك عقدة أركون ؟"

ألقى أركون الكوب الورقى فى سلة المهملات و تحدث أثناء مطالعه أحد الأوراق " أركون لن يعشق أبداً، لن أجعل من أنثى تقترب من هذا مُجدداً ".

صدمة الخْذلان مَازَالت تؤثر عليه؛ لأنه لم يُخذل مرةً وَاحده إنما عده مرات و من نفس الشَّخص.

قد تظن أن الأمر غريب فكيف لذلك أن يحدث، سأخبركم عندما تتعلق بأحدهم ستتقبل ما يفعله بك حتى و إن كَان مَا يفعله سيؤذيك.

سيجول فى خَاطر أحدكم الأن مقولة ' أنَا لا أهتم سأتخلى عنه لأنه لم يقدرنِ، فهو ليس أفضل منى'.

هذا صحيح ستتخلى و لكن بعد أن تتقبل الكْثير و الكْثير.

ستتخلى بعد أن تأتِ على ذاتك من أجل ذلك الشَّخص مرةً و اثنتان و ثلاث إلى آخره.

و إن شككتم فى حديثى جربوا.

كيف لشخص أن يُخبر أحدهم بأنه كل شىء؛ بأن حياته لَا معنى لهَا بدونه و لكنه يتصرف العكس؟
كيف لك أن تنطق بكلمَات الحْب لأحدهم و فِى الوْقت ذاته تسمح بقُرب هذا و ذاك؟
كيف لك أن تبتعد عن شخص من أجل من تُحب و لكن تُرسل له الرسائل بمداومة التَّواصل معك؟ ألم تبتعد عنه من أجل من تُحب! أين ذلك البْعد إذاً؟

" أنَا أكره خسارة الاشخَاص، أكره أن أخسر شخص من أجل أخر؛ و لكننى أريدك أركون و مستعده لخسارة الجْمِيع من أجلك " كَانت تُخبره بذلك دوماً و لكن كلَامهَا كَان كَاذباً.

هل كَانت تُريده فعلاً أم كَانت تُريد حديثه الدَّائم معهَا؟
أم كَانت تُريد مُسامحته لهَا دوماً؟ أم كَانت تُريد أن يكن ذلك الحْنَان الذِّى بداخله لهَا وحدهَا؟
هَل كَانت تُريده أم كَانت تُريد مُحاولَاته الدَّائمه فِى عدم جعلهَا حزِينة؟

" لقد جعلتِ مِنى شخصاً أخر، لقد أظهرت الحْنان لكى وحدكِ، لقد شاركتك أشيائي المْفضلة، لقد كنت أتوسل إليك كى لا تحزنى و لكن مَاذا فعلتِ أنتِ؟ لن أنكِر أنكِ تحملتِ عصبيتي قليلًا و لكن ألم تدركِ أن تلكَ العْصبية كَان سببهَا أنتِ؟!"

قرَار الابتعاد لم يكن سهلاً أبداً و لكن أركون قد قرر و انتهى الأمر، لن أنكر أنه حاول مراراً و تكرَاراً أن يبتعد و لكن كَان يعود لهَا ليرَاضيهَا رغم كونهَا هى المْخطئة.

تعلق بهَا و ربط حياته بهَا و لكن ماذا فعلت هى؛ لم تَكن مُكتفيةً به، كَان أركون مُجرد سد خَانة لأنثى تَقبل أن تكن مع هذا و ذاك.
ذلك هو الخطأ أن تكن مُتعلقاً مُحباً مُتملكاً لشخص مُتاح للجمِيع.

• • •
اذكروا الله 💫

Liefdesverdriet II. LOVE POEMS. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن