الفْصل الثَّانِى عشر || خذلَان و سقُوط.

25 1 0
                                    


الخْذلَان هو من أصعب ما يَمر به الإنسَان على الاطلاق، ذلكَ الشَّعُور الذِّى يداهمك عندمَا تثق فِى أحدهم و لكن يا أسفاه يضرب بثقتك عرض الحْائط ، إنه اشبه بشخص تعرض لحادث فأُصِيب بشلل ربَاعِى الاطراف لم يعد يَقوى على فعل أي شىء وحده ؛ و كانت هى بمثابة ذلكَ الحْادث.

كيف لشخص أن يفعل شيئاً يؤذيه و هو على علم أن ذلكَ قد يحدث يوماً؛ يخَاف الحْب و لكن لا يستطع السَّيطرة على قلبه.
إنه فى حَاله صدمة، رُبمَا شعر بالانجذاب نحوهَا مؤخراً و لكن ذلكَ لا يعنى أنه عَاشق لهَا، لن يكتب العْشق لأجل أنثى مرةً أخرى ذلكَ مَا ظَنه هو.

تلكَ المْرَارة التِى تُصيبنَا، غصه تقف فِى حلقنا لا نستطع حتى الحْديث بسببهَا.

مستلقى على تلكَ الأريكة بعد وصوله لمنزله و هو مَازَال فِى حَال يُرثَى لَه، لولا مساعدته لأليكساندر لمَا كان عثر على تلكَ التِّى زيفت موتهَا.هل كَان سيئاً معهَا؟ مَا الذّى فَعله حتى تفعل فعلتَهَا تلك؟
لقد تركَ المْدِينة بأكملهَا حُزناً على فرَاقهَا المْفاجِىء، إنه يتذكَر تلكَ اللَّيلة الشَّنِيعة بكل تفَاصيلهَا المُؤلمة، يتذكر استلقائهَا على فخذه فى تلك اللّْيلة و تلكَ الدمَاء التِّى كَانت عالقة به، الدموع العالقة فى عينيه و الرَّعشة التِّى أصَابته. رُبما لم يكن عليه الوثُوق فِى امرأه مرةً أخرى.
رغم حاله الصدمة التِّى اصابته ارتسمت ابتسامه ساخرة على شفتيه، يسخر من حال قلبه الذِّى دائماً ما ينتكس.

فِى صبَاح اليَّوم التَّالي.

لا يعلم متى اصابه النَّوم و لكن ها هو الان مستيقظ و جسده فى حَاله مزريه، التقط ذلكَ الهْاتف ليكتب رساله من ست كلمات فقط. نهض بعد ذلكَ ليقم بروتينه المْعتَاد. كَانت قطرات المْاء تتساقط على رأسه لتذكره بتلكَ اللَّيلة المْشؤومة لذلك سارع فى الانتهاء من الاستحمام.

كُوب قهوة مُر كحَال أيامه و سيجَارة يُشاركانه ذلكَ الصباح المْريب.
" لا أمَان للنسَاء " نفث ذلك الدخان بغضب و حدث نفسه مُجدداً " دائماً ما يسارعون فى الهروب ". 

لقد جعلته تلكَ الأنثى الهْاربة مشتتاً مُجدداً، جعلته يشعر بالعبء الذِّى لطالما حَاول تجنبه بسبب خذلَانه السَّابق، يشعر بالاختناق الذى لازمه لفترة ليست قصيرَة، فقدَان الرَّغبة فِى المْوَاصلة، و فقدَان الشَّغف فى الكْتَابة، لقد عَاد مُجدداً أركون الضَّائع و لكنه هُنَاك مُؤشر أخر سىء.

" مَا الذى كَانت ستفعله لو أننى من تسبب فِى ذلكَ الجْرح ؟ هل كَانت ستصفح عنى و كأن شيئاً لم يكن ! لقد تعرضت للخذلَان سابقاً، لقد ذاقت مرارة الشُّعور بسبب الشَّخص الخطأ؛ فكيف لهَا أن تفعل ذلك بى !"

كَان يُحدث تلكَ المْتخفية عن الانظار لتجيبه بعد صمت دام قليلاً " نحن البْشر دائماً مَا نتسبب فى الأذى لمن هم أقرب لنَا و لكن سرعَان مَا نشعر بالنَّدم على فعلتنا فنسارع للاعتذَار و رغم ذلك يكن الأوَان قد فَات "

" لقد فَات الأوان حقاً ، لا أظن أننى سأصفح عنهَا يومًا مَا؛ لا أعلم و لكن تنتابنى رغبة قذرة ألا و هى العبث بشىء مؤلم لعلهَا تُدرك قسوة فعلتهَا الشَّنيعة و لكن ذلك ليس من شيمى "

ابتسامة خفيفة نمت على وجه الوْاقفة بجَانبه مُدركةً مَا حل بذلكَ الرَّجل النَّبِيل؛ فلقد سقط مُجدداً رغم محَاولَاته الكْثيرة فِى تجنب أى شىء قد يؤدى إلى ذلكَ الشُّعور مُجدداً.

• • •
اذكروا الله 💫

Liefdesverdriet II. LOVE POEMS. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن