في ليالٍ لان ثبات الغرام.. بُليت بحب فطمني عن مقاومة مشاعري، وترك عناني يسبح، لأهبط عالم غير عالمي، حالمة، حاملة أمانة مقدسة، محظورة عن الكل، في حلم لذيذ تمنيت مدّه، تمنيت تسوّل كل ذكرى حلوة، وسرقة كل كلمة طيبة، ونقل كل ذرة شذا منه، إلى واقعي الدنيئ، تمنيت تنازل الحياة عن قاعدة واحدة لن تضر، كسر قاعدة "دوام الحال من المحال"، وأنول باستحاق لقب أول متمردة على قوانين مورفي، الناجية الوحيدة من الملحمة، لكن قوانين الحياة تقيّد حرية القديسة المحبة، لا تغض البصر عن لص سعادة، فتقاوم ثورية الحرية ببسالة، وتُعدها إلى سابق عهدها.
فَرش لحبنا الأرض أماني بعرض السماء، ضفّر كل حلم بمستقبلنا، فسكرت من لماه المعسول بوعود، لم أطل أقربها، وبسذاجة محب، التقمت طُعم المصيدة بنشوة، ولكن أحدًا لم يتنكر من صفات الثعالب. أغواني شيطان محترف، دفعني دفعًا، حتى شارفت من شجرة آدم للمرة الثانية للإنسانية، مارس بخبثه دفن قلبي في غرامه، حتى توّجت مساعيه بنجاح، وهويت في حبه، تخلّيت عن لقب القديسة، استغلني بعد أن استملت استعطاف رفضي، حتى أخلاني مما ميّزت، حصد أبهظ ما حَمِلت في نفسي، الأمانة، فحُمّلت لقب المؤمنة عاصية الجماعة، خائنة الوطن، المنبوذة.
من ضعف بصيرتي.. بنيت للشيطان مسكن في قلبي.. وأويته.
من حُمق مشاعري.. فرّطت في ثبات معتقداتي.. وتنازلت عن المسلمات لأجل غدره.
عانقت الأذى بتلذذ.. ومجّدتُ شوك الزهرة السامة.
بعتُ عذرية الراهبات.. لاهثة خلف لقب العاهرة بأهليّة.
واربت الباب لتسرُّب الوغد.. وسرقة أغلى ما استأثر، الأمانة.
أنت تقرأ
خواطر حرباء
Poesiaحرباء! سبب تتويج الحرباء بتواجدها في خانة العنوان، لتماثل خواص الأخيرة مع الكاتب، كلانا يملك ملكة التمويه، ومحاكاة للطبيعة الجامحة، نصحو -على غيار الريق- لنقتبس لون متمرد عن تقليدية ما سبق. لذا في هذا الكتاب، سوف أزاول فعل تغيير جلدي من لون إلى لون...