الرسالة ٣: اعتذار

24 4 5
                                    

المرسل/ الحبيب.
المرسل إليه/ الحبيبة.

عذرًا لو كانت كلماتي العفوية في الرسالة السابقة قد ألصقت في ذاتك الناعمة صفة الدنائة، فلم أراكِ ولو للحظة في غرامنا إلا بعيون مُحبَّة للجمال، في صورة نقاء الراهبات العفيفات، في ملاحة شم عبق ياسمين هائج في الربيع، فلو ثبت عليّ غير ذلك وكنت مدنِّسًا لصفاتك اللطيفة، فكوني موضع ملكة رحيمة منّت بالعطف على أسيرها، فأطلقت سراحه وغفرت له زلَّاته في حقها، عندها تكون الراحة قد جثت على قلبي المترقب عطفك السخي، وترممت روحي المحطمة.

لاحظت في كلامك عني في الرسالة إهانة عظيمة يخفق أي عاشق تخطيها، كانت في محل بصقة لُعاب ازدرت كرامتي، وأوقدت نيران الصدمة، وما زادها اشتعالًا صورتي الكريهة التي تبدلت في وجدانك، ضاهت حسرتي حسرة ملحد تأكد من وجود الله، فسامحيني لن أتحمل سد فيضان مشاعري وأدَّخر أفكاري وحدي، فقد أعتدتُ منك على وجود أذنًا مصغية لمهاتراتي العقيمة، كما طال غياب كتماني لما أحس، فطبقات شغاف قلبي الرقيق تقطَّعت من كلامك الحاد عني، وتعمَّق الألم في قيعانه غارسًا صورة سيئة عن نفسي لن تُمحى إلا لو تكرمتِ وأزلتيه بعودتك.

من المخلص دائمًا..
والمسحور في غرامك دائمًا..
الحبيب.

خواطر حرباء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن