● ارتياح

123 14 179
                                    

بعد كل مِحــــنة مِنـــــحة

___

قلّب جونغداي البصل على النار بضع مرات قبل أن يضيف رشة البهار ويعيد تقليبها.

تمام الساعة التاسعة صباحاً.

يتحرك جونغداي صحيحاً مُعافى بين الطاولة والموقد، يطبخ بهمّة عالية وخِفّة، لقد برؤَ تماماً كأن ليلة البارحة لم تكن.

رغم السكينة التي ينعم بها هذا الصباح يستطيع تقدير التوتر الذي سيداهم جارته سونغوان في هذه الساعة ويستطيع تخيّلها في بيتها الآن :

الشمس طالعة في أرجاء مسكنها.. لكن البرد، كأي مكان آخر، شديد. فالثلج تكوّم سميكاً على حواف النوافذ ليلة البارحة.

لا بد أنها تناظر الساعة متوجسة. تمشي بين المطبخ والغرفة تمسك هاتفها، مرتبكة، حائرة؟

تفكر بالاتصال بجونميون، لكنها لا تلبث أن تعدل عن الفكرة.

تقرر أن تنتظر خمسة دقائق أخرى. للأسف، ستكون دقائق طويلة وصعبة،

شعر جونغداي بوخذ في صدره،

أنّبه ضميره لأنه اختار هذا الأسلوب في استدراج شخص شديد الرهافة كسونغوان.

لماذا فعل ذلك؟
نفض رأسه مخذولاً وخجِلاً من نفسه.

قطّع بعض التوفو قطعاً متوسطة وأضافها للحساء على النار.

تذوق بعض المرق وأومأ برضا. على الأقل سيعوضها بوجبة جيدة.

فها هي ذي سونغوان تتخذ قرارها بالصعود إلى بيته لأن صبرها قد نفد وقلقها لم يعد يُلجم. إنه طابق واحد، لكنها ستشعر بالمسافة طويلة وبمنزله بعيداً.

هي قلقة أكثر مما يجب، أطناناً من القلق! لأنها سونغوان.

(لا تترددي) قد كتب جونغداي على ورقة صغيرة تحت رقم قفل بيته وألصقها على مقبض الباب.

ستقرأها سونغوان ويساورها الشكّ ويستيقظ حذرها. هل ستسأل نفسها، لماذا ترك لي أرقام قفل الباب؟

يتوقع المرء من أي آنسة غيرها أن تتراجع، لكن هيّا يا رجل! إنها سونغوان وهي تعرف تمام المعرفة أنه لا داعي للحذر من كيم جونغداي.

ثم إن هذه الآنسة بالأخص، تملك _على رقتها_ من الشجاعة والجرأة ما يُدهش المرء حقاً. لقد أبهرت جونغداي نفسه في عدة مناسبات. البارحة بالأخص.

بشعور دافئ يُطيّب نفسه استذكر جونغداي لقاءاته السابقة بسونغوان، بدءاً باللقاء الغريب أمام بيت جونميون، المقهى، السطح، إلى دخوله منزلها البارحة.

يا له من تطور!

غلى المرق فأضاف جونغداي الشعيرية إليه.

وانفردت شفتيه بتعبير اطمئنان وارتياح حين سمع قفل باب منزله يُصدر صوتاً يدل على انفكاكه. تلاه صوت إنغلاق الباب على عجل.

EXO || Kim Jongdae  أنين القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن