EXO || Kim Jongdae أنين القمر

● مودّة

بعض الناس داء والبعض دواء.

خالط جونغداي الكثيرين من النوع الأول وقرر منذ زمن بعيد أن يكون من النوع الثاني .. إلا أن الأدوار تُفلت من مطارحها مؤخراً وتختلط.
_______

لو انتهت كل حروب العالم وحُلّت كل الاضطرابات في بقاع الأرض وطغت السعادةُ على قلوب الناس والسكينةُ على عقولهم .. ربما سيكون للصباح طعمٌ مسالم كهذا الصباح.

فتح جونميون عينيه بشكل طبيعي منذ سطعت الشمس ولم يتحرك من مكانه. الستائر تُركت مفتوحة في منزل جونغداي والنور انسكب بغزارة من النوافذ إلى الصالة حيث كان قد قرر الرقود.

جونميون لم يمسّ أو يغيّر قيد أنملة في البيت، فقط .. دخل و.. بات هنا. ليكون ذا عون في حال استيقظت الصغيرة.

لم ينم تقريباً. ولم يكن ليستطيع النوم.

أحداث البارحة تُدار في مخيلته بتكرار مستمر. مثل فلم رائج شيّق ومثير .. يتوق لخلق أحداثه وإتمامه لنهاية يستحبها. اسمها يومض أمام عينيه متقدماً كل فكرة .. جوهيون.

جوهيون.

جوهيون.

وعندما نقرت فتاة أفكاره بابَ المنزل تلك النقرات الضعيفة نهض إليها ببدن متيقظ تماماً وقميص رخو ..

"علي أن أوصل أنجو إلى الحضانة ولم أعرف كيف أسألك أو .."

انفردت أسارير ميون لاعتذارات الواقفة ببابه، ولم يزح عينيه التي أضناها النعس عن صفحة وجهها حتى وهو يخرج هاتفه ويمده إليها لتسجل رقمها فيه ..

"من الأفضل أن نبقى على اتصال" ها هي الفرصة تأتي إليه بداعي الضرورة ولو أنه تمناها في ظروف أفضل حيث لا يكون صديقه يمر بأزمة غامضة .. "هل مررت بسونغوان؟" أفسح لها المجال لتدخل بعد أن استرد هاتفه.

فاتنة في ضوء النهار، كما كانت في عتمة الليل.

"أشعر بالحرج من لقاءها"
لحق بها حتى غرفة أنجو حيث وقفت تشدّ على مقبض الباب ولا تدوّره .. "جونميون-شي اتصال سونغوان حرمني النوم طيلة الليلة الفائتة" تغضنت جبهتها الجميلة بخليط من الإنزعاج والحزن.

كلاهما لم ينم إذاً .. لأسباب مختلفة.

سونغوان وبعد أن وجدت جونغداي اتصلت بهما تبكي بحرقة وخوف، وبّختهم بصوت مرتعش، كانت فاقدة لصوابها، لامتهم لأنهم لا يعتنون به، لأنهم أصدقاء سيئون، لأنهم يساهمون بإغراقه وبوجعه، أيقظتهم بصوت عالٍ لحقيقة أنهم مخدوعون بمكابرته.

أسكتهم الإحساس بالذنب فلم يجرؤ أي منهما على السؤال: ماذا حصل؟ ما الذي تعرض له جونغداي لتهلع كل هذا الهلع؟

استمعا إليها ونفذا ما طلبته وحسب على أمل أن يتوضح كل شيء مع حلول الصباح.

"مع ذلك يجب أن نزور منزلها" دسّ ميون يديه في جيبيه وقد طغى على وجهه الوسيم إمارات القلق الجاد "يجب أن نطمئن عليه عن قرب" أفسح لها المجال بخطوة منه لتلقي نظرة على بقية المنزل ..