كيم جونغداي؟وهل يمكن لقاطنٍ في حيّ (محطة سيئول) ألا يعرف هذا الاسم؟ ستجد له صاحباً في كل مطعم وحانة، وستصادفه في أي زاوية من المنطقة، وقد يُذكر اسمه في أي لحظة على لسان سكان المنطقة.
يقدّم نفسه بلباقةٍ عالية، ينحني بتواضع ويلفظ اسمه بوضوح "كيم جونغداي" أو يقوله مائل الرأس قليلاً مع ابتسامة مُشرقة رزينة.
مع من يصغره سيكون أكثر مرحاً، يعاتب جهلهم " كيف لا تعرفني؟" ويضمّ حاجبيه تمنّعاً وتعجّباً، لكنه سيصفح عنهم سريعاً ويخبرهم عن اسمه كأنه يقدم لهم معروفاً. وسيمدّ يده للمصافحة أياً كان الشخص الذي أمامه كأنه يهديه بطاقة إئتمان تُستخدم عند الحاجة.
وهي كذلك.
كل سكان الحيّ يشهدون أنه خير من يُستجار به وقت الشدّة، خدوم عند الحاجة، حكيم عند النصيحة ..
"نصيحتي كانت في محلها، أترين تأثير الإضاءة؟ أخبرتك سيزداد ارتياد الزبائن"
طاولته المعتادة دائماً وأبداً تستكين لهفهفات الستارة قرب نافذة متطرفة، لا يجلس إلى غيرها.
"أرى، وأرى أن المقهى صار يشبهك بعد التجديد"
"جذّاب؟" رفع حاجبيه بسؤالٍ يستند على ثقة.
"بل تملؤه التفاصيل الصغيرة"
ضحكت متفاديةً النظر في عينيه النافذتين واكتفى هو بابتسامة طيبة.
رتابةُ إيقاع الحياة تحطمها الحُليّات الصغيرة. يؤمن بذلك منذ زمن بعيد. كجرص صغير مزركش للباب، أضواء نجميّة خافتة للسقف، وشموع فوّاحة على الطاولات مع لحنٍ ناعس يغطي ضوضاء الحاضرين.
نصيحته بإضافة هذه التفاصيل إلى المقهى حقاً لم تضع سُدى وتشبيهها أتى في محلّه.
جونغداي تجذبه التفاصيل وتكوّنه.
الناس العاديون مبنيّون على أفكارهم ومعتقداتهم كما تُبنى الأبنية والجدران، مبادئ الناس ترتكز في نفوسهم كأحجار كبيرة، والفرد الواحد يقوم على حجر أو اثنين. بينما جونغداي مختلف.
كيم جونغداي يرتصف من حصىً صغيرة لاتنتهي في الدقة. فيرى ببساطة مكنونات غيره بينما يستغرقون عمرهم لمعرفة ما يُرضيه.
كما تجذبه صغائر الأمور والخفايا التي لا يُعيرها الكثيرون انتباهاً، تقلبات المزاج، ردود الأفعال، والنوايا وراء تصرفات الناس، وكذلك الجوامد، الألوان والعطور والأصوات.
أنت تقرأ
EXO || Kim Jongdae أنين القمر
Fanfictionالنوع : #رومانسية #واقعية #حب_بطيء هذه القصة ليست لمحبي الأحداث المتتالية، إنما للقارئ الذي يحب تشرّب المشهد بأحاسيسه.