قبل كل شيء.. انا لم اعرفكم بنفسي بعد اليس كذلك؟
كنت ادعى -قبل ان اتي الى هنا- ب "كيم هان-اي" وكما هو ظاهر من اسمي فانا امرأة كورية الاصل في عمر ال27، ولست سوى مجرد عامله مكتب عادية تعيش وحيدة في شقتها الشبه فارغة
وكما تعلمون فقد مت جراء حادث حريق، ولما فتحت عيني وجدت اني صرت فتاة صغيرة ولطيفة كالملاك، لكنها ليست كذلك..
فمن الذكريات التي استعدتها من ذاك الدواء يبدو ان اسمي هو "اديثيا دي بولتي" ثالث ابناء الدوق بولتي
محبوبة المنزل ذات ال8 سنوات
وكما يبدو فقد كنت في يوم اطل من الشرفة لما انكسر احد المقابض الحديدية التي كنت اتكئ عليها ووقعت من علو مرتفع، و لذا اعتقد الجميع اني لن انجو وساموت
وللاسف.. لقد حدث هذا و اديثيا الحقيقيه ماتت بالفعل، لذا اخذت انا مكانها على ما يبدو
لكن.. هذه المواصفات والذكريات وحتى الاسماء، كلها ذُكِرت هناك، في تلك الرواية التي قرأتها قبل موتي بالضبط في شخصية معينة..
اسوء شخصية في الكتاب والمشهورة بلقب:
"الآنسة المهجورة"'مستحيل! اذن.. هل صرت حقا تلك الفتاة الحقيره؟!'
فكرت وانا انظر لانعكاسي مجددا على تلك المرآة، كنت امل فقط ان اجد اختلافا عن المذكور في القصة ومنه اتيقن ان توقعي خاطئ، لكن ويا للحسرة..
كان كل شيء يشير الى حقيقة اني صرت هي، من شكلي الذي هو نسخه طبق الاصل لوصف هذه الشخصية الى الاسماء والماضي اللذان هما نفس المذكورين في الرواية
"هذه مصيبه"
قلت بصوت مرتجف بينما كان الجميع يحدق بي بتوتر
"اديث هل انتي بخير؟"
"ل.لا انا.."
شعرت ان انفاسي بدأت تنقطع وخوف شديد ملأ قلبي، فالمشكلة ليست بِمَن صرت، بل في ان مصير هذه الشخصيه سيكون نفسه من حياتي السابقة، ألا وهو الموت حرقا..!
'لا استطيع ان اتحمل ذلك، لا اريد ان اعاني نفس ذلك الالم الرهيب مرتين لا اريد! يجب ان اجد حلا ما..'
قررت انني لن ادع ذلك يحدث وان افضل طريقه لكي اتجنب هذا الموت هو عدم التدخل في القصة من الاساس
فالسبب الاساسي لموت اديثيا في الروايه هو كونها تابعه للشريره سيسيليا وفعلها كل ما تريده منها كما لو كانت كلبتها
حتى انها قامت باستخدام السحر الاسود فقط من اجلها!
وعندما علم الامبراطور بذلك القت سيسيليا بكل التهم على اديثيا واخبرته انها هي المذنب الحقيقي
وهكذا تم اعدامها بالحرق باعتبارها ساحره سوداء و ذلك في عيد ميلادها ال18
'اذا كان الاعدام سيتم لما ابلغ ال18 اذن امامي 10 سنوات كاملة، لا يزال هناك وقت لتغيير مصيري المشؤوم'
وبهذا رفعت رأسي مع ابتسامة امل وانا اعلم انه لا زال هناك فرصة لنجاتي، على كلٍّ شكرت الجميع على قلقهم علي
واخبرتهم اني بخير و اتذكر كلا منهم الان، وبذلك اتجه الي ذاك الطبيب اللطيف مجددا وقام ببضع فحوصات علي، بعدها تاكد ان كل شيء بخير
"انتي شجاعة جدا مقارنة بعمرك انسة بولتي، فرغم كل ما حدث لا زلتي تبتسمين باشراق وتتصرفين بعقلانية، لو كان اي طفل اخر لما توقف عن البكاء"
"شكرا لك سيدي"
ابتسم الرجل وربت على راسي ثم اتجه للباب وهو يومئ لوالدي (اعني الدوق) وخرج بسرعة من الغرفة
بمجرد ان خرج اندفع الجميع نحوي وبدأ كل منهم يعانقني ويقبلني، وقد جعلني ذلك اشعر ببعض الذنب
لاني كنت اعلم ان ما يقدمونه لي ليس شيئا استحقه بل اديثيا الحقيقيه
'لنعتبرته مكافأة مقابل انقاذها من موتها الشنيع'
وبهذا قررت عيش بقيه حياتي ببساطة دون التدخل في القصة او لقاء سيسيليا من الاساس وبالتالي النجاة
لكن.. كانت هناك مشكلة#بعد بضعة اشهر
"صوفي متى سيعود سيزار و اوسكار من الاكاديميه؟ لقد تعبت من الانتظار.."
" انتظر قليلا يا سيدتي، سوف يصلان قريبا"
"اغغه"
صحيح اني لطالما تمنيت حياه كسل كهذه لكن
'لماذا الامر ممل لهذه الدرجه بحق؟!'
بدا الامر يزعجني بعد الشيء، فلو لم يكن اخواي هنا لا اجد شيئا لفعله طوال اليوم، حتى انه يتم منعي من الذهاب خارج القصر
صحيح انه كبير لكن بعد بضعه اسابيع هنا اصبح المكان مملاً، و افكار اديثيا الطفوليه لا تنفك تزعجني طوال اليوم
لذلك انا قررت ان استجيب لرغباتها لأول مره
اليوم انا ساهرب من هذا القصر!
.
.
يتبع في الفصل الجاي~♡
أنت تقرأ
الآنسة المهجورة تريد العيش ايضاً
Fantasyمت في حياتي الاولي جراء حادث حريق، لاجده قد تم منحي فرصة جديدة للعيش في عالم مختلف عن عالمي "م. ما هذا؟" انا.. قد تجسدت في الرواية التي قراتها قبل موتي مباشرة، ولسوء حظي صرت اكثر شخصية مثيرة للشفقة، "إديثيا ذي برونتي" المسماة ب" الاميرة المهجورة"...