الفصل 5: القائد

132 13 2
                                    

كان ما رأيته تحت القلنسوة وجها لا يوحي بانه لطفل:

عدد الخدوش والكدمات التي احتلت معضم وجهه كان جد مرعب مع تلك النظرة الباردة في عينيه الرماديتين، عايناه اللتان ورغم ان شعره الاسود كان يغطيهما قليلا فيمنعني من رؤيتهما بوضوح الا انهما بدون شك لم تكونا تعطيان انطابعا ودودا

كنت حقا مستغربة وبدأت افكر:

'كيف لم الحظ ذلك لما رايته اثناء فقدان وعيي او هل يعقل الا يكون نفس الشخص؟

لا تلك الاعين الرمادية.. استطيع فقط من خلالها الجزم بانه كان هو!'

فجأة اقترب الفتى مني قليلا وظل يحدق في وجهي لبرهة بينما تراجعت للوراء لا إراديا، ظللت ازحف للخلف قبل ان تتغير نظرة الفتى من فضول الى استحقار ويستدير قائلا:

"لا اعلم من انتي يا هذه رغم انه من الواضح انكي نبيلة لا؟ عليك أن تعلمي ان قوانين "العامة" مختلفه عنكم، هنا من يملك دين يجب عليه ان يرده كاملا ولتفهمي أنتي الباقي"

بهذا تأكدت اكثر انه هو فعلا من انقذني وقتها، وبأن هذا هو الدين الذي يتحدث عنه

على كل مدت آنا يدها لي مساعدة إياي للوقوف،
بينما جلس الصبي فوق صخرة ووضع يده خلف ظهره ليخرج خنجرا صغيرا و يلقيه ناحيتي

لحسن الحظ التقطته في اللحظة المناسبة ولم يتسبب سوى في جرح صغير بيدي، لكن فعلته قد ارعبتني حقا فلم يسعني استيعاب ما جرى إلا وأجده يصدمني اكثر بسؤاله الغريب:

"انتي اتعرفين كيف تقطعين الجزر صحيح؟"

علت وجهي نظرة مستغربة وانا اقول:
"م.ما الذي تتحدث عنه بحق الخالق؟!"

بدأ الفتى بالضحك فجأة ما جعلني اشعر بعدم الراحة اكثر ثم اضاف:

"هل ستفهمين ما أعنيه اكثر لو سألتك إذا قت*لتي احدا من قبل او على الاقل هاجمت شخصا ما؟"

ازداد خوفي اكثر خاصه تجاه هذا الصبي فقد شعرت انه إن لم افعل ما يطلبونه مني فقد ينتهي بامر مقتوله من قبله حقا

"لم يسبق ان حملت سيفا حتى فماذا عن شيء كالقت*ل لكن.. أستطيع استخدام السكين على الاقل"

قلت بتردد بينما كانت يداي ترتجف محاولة التمسك جيدا بذاك الخنجر

ابتسم الفتى بسخرية ثم وقف على عجل واتجه مبتعدا فلحقه كل الاطفال ومن بينهم انا، استمررنا في المسير لمدة قبل ان نصل الى مبنى مهجور

هناك لوح الصبي الذي دخل المبنى مسبقا للتأكد من آمانه بيده مطمئنا إيانا بإمكانية الدخول دون خوف، فتقدم الجميع بسرعة

لم اكن أعلم لما أحضروني الى هذا المكان، كنت اتبعهم فقط آملة ان يدعوني اذهب بعد هذا
لكني ندمت على هذا القرار بعد ذلك أشد الندم..

"إيد... إيديث.."

كان صوتا ينادي اسمي قادما من مكان ما، بمجرد سماعي له التفت يمينا ويسارا على امل ان يكون صادرا من احد افراد عائلتي الذي اتى باحثا عني لكن..

لم يتطلب الامر وقت طويل حتى يختفي الصوت تماما وكأنه لم يكن

"ما الذي تفعلين انك تاخريننا! هيا بسرعه"

قال الفتى منزعجا بينما اعتذرت على عجل وانا لا زلت انظر الى ذاك المكان الذي صدر منه االصو

مع ذلك في النهايه كان علي ان امضي قدما متجاهله اياه

استمررنا في المشي مده بحذر قبل ان نصل الى باب غرفه في اخر الرواق، هناك وجدنا شخصان يتحدثان حول امر ما ومن الواضح انه كان شيئا لا يمكن تجاهله بسهولة
.
.
يتبع في الفصل الجاي~♡

الآنسة المهجورة تريد العيش ايضاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن