رأينا شخصين بدى انهما يخططان لشيء لا يمكن تجاهله ببساطة
لكن ما اثار الريبة حقا هي أشياء عملاقة موضوعة على زاوية الغرفة، وكأنها اكياس طحين عملاقة
أشار إليهم ذاك الفتى المدعو بالقائد منبهاً إيّانا لهم فبدى ان تركيز الجميع قد انصب عليهم
ثم استدار وهمس موجها أوامره لنا:
"هدفنا يا رفاق هو تلك الاكياس، فلنأخذهم ونخرج بسرعة"
"لكن كيف سنحملهم؟ انظر لمدى كبر حجمهم!"
قلت بانزعاج محاولة قدر المستطاع خفض صوتي لكي لا يسمعنا ذالكما الرجلانفحَمْلَق فيّ ذاك الفتى بغضب شديد وكأنه يأمرني أن أصمت
'وقح مزعج'
فكرت وأنا أحاول اخفاء انزعاجي كي لا يزداد الوضع تعقيدا بينما كان ذاك الفتى المزعج يشرح لنا خطته:ببساطة قال أنه علينا نحن الفتيات ان نقوم بإحداث ضجة فنلفت بها انتباه الرجلين الينا فيلحقاننا ونهرب نحن بعدها
بينما يقوم الصبة الذين يتفوقون علينا من ناجية القوة البدنية بأخذ الاكياس والهرب
وأخيرا نلتقي جميعا خلف البناية وبهذا نكون انتهينا
وافق الجميع على الخطة من بينهم انا رغم شكي في إن كانت ستنجح حقا
لكن طبعا، لم يكن امامي خيار سوى الاحتفاظ بشكوكي لنفسي
بعدها وبإشارة من الفتى، بدأنا العملية التي مرت بسلاسة على غير المتوقع، عدى امر واحد..
كانت الاكياس ثقيلة جدا فلم يقدر احد من الفتية غير القائد على حملها، ولهذا اضطر هذا القائد على حمل معظم الأكياس بينما تعاون الاخرون على حمل البقية
شهدت كل ذلك فأنا على عكس آنا و ليلي لم أهرب او أذهب الى خلف المبنى
بل ظللت مختبأة خلف أحد الأعمدة الموجودة هناك منتظرة الفرصة المناسبة للهرب حقا'أنا لا أثق فيهم خاصة هذا الفتى المغرور المدعو بالقائد، لا أعلم ان كان ينوي حقا تركي أرحل أم ضمي لعصابته الصغيرة هذه، أو حتى..'
فكرت وأنا أتكأ على العمود مغلِقة فمي بيداي الصغيرتين وأنا أختلس النظر لهم وهم يكابدون لحمل تلك الأكياس
بدى قائدهم حقا قويا فقد استطاع حمل ما يقارب الأربعة أكياس بمفرده ما لم يستطع فعله بقية الأطفال مجتمعين
ولهذا كانوا جميعهم ما عدى القائد قد غادروا حاملين ما معهم من أكياس معدودة تاركينه يعود ذهابا وإيابا حاملا أكياس جديدة
ومع ذلك، حتى لو كان قويا فهو يظل طفلاً في النهاية
مع صوت تكسُّر صدر من ظهر الفتى يؤلم مجرد سماعه.. وقع الفتى أرضاً ومعه معظم ما كان يحمل من أكياس وهو يإن في صمت محاولا اخفاء ألمه
لا أعلم إن ربما أشفقت عليه أم أنه فخري لحقيقة كوني مدينة له أم هي فقط طبيعتي الطفولية اللطيفة ما حركني وقتها
لكني لم ألبث إلا وأجدني أهرع له مساعدة إياه، ولما أدركت ما فعلت كان الأوان قد فات وقتها بالفعل
نظر إلي الفتى باستغراب ثم بانزعاج بينما يبعد يدي عنه وأنا أحاول مساعدته في النهوض
"لا أحتاجك، ارحلي من.. آااغهه!!"
"يا له من كبرياء لديك! ترفض مساعدتي علماً أنك أولا تتأوه ألما ثانيا أنك أول من ساعدني وقتها!"
صمت الفتى ولم يقل شيئا، فوضعت يده فوق كتفي وبدأنا نجر الخطى لما تممتم الفتى:
"الأكياس.."
"إنسى أمرها أنت أولى الآن"
قلت بعفوية دون أن ألقي بالاً حقا لما قلت، لكن الفتى بدى متفاجئا حقا وأعتقد أنه أراد أن يقول شيئا لكنه تراجع في آخر لحظة
بهذا تابعنا المسير-إن كان بإمكاني دعوته بهذا- في صمت، وطوال ذلك الوقت ظللت أردد داخل رأسي:
'اللع*نة لما أفعل هذا؟ اللع*نة لما أفعل هذاا؟!!"
ربما كان الأمر للحظات فقط، لكن نظرة الفتى لي وأنا أساعده وقتها كانت مغايرة لنظرته سابقا..
كيف أصوغها.. نظرة أكثر وُدّاً؟
على كل ظللنا على تلك الحال حتى سمعنا صوتا غريبا
تراجعت بسرعة للخلف مما بدى أنه اذى ظهرالفتى فقدى بدى متؤلما جدا
سأكذب ان قلت أني لم أشعر ببعض الانتعاش من ذلك فقد أحسست أخيرا اني انتقمت منه، لكن مشاعر الخوف والاضطراب وقتها غطت على كل شيء
لأن الصوت لم يكن صادراً إلا ذالكما الرجلين
.
.يتبع~♡
أنت تقرأ
الآنسة المهجورة تريد العيش ايضاً
Fantasiaمت في حياتي الاولي جراء حادث حريق، لاجده قد تم منحي فرصة جديدة للعيش في عالم مختلف عن عالمي "م. ما هذا؟" انا.. قد تجسدت في الرواية التي قراتها قبل موتي مباشرة، ولسوء حظي صرت اكثر شخصية مثيرة للشفقة، "إديثيا ذي برونتي" المسماة ب" الاميرة المهجورة"...