8: خِيانة

3.3K 115 6
                                    

الشُكر في قاموس الأحباء.. ابتسامة مُمتنة وإحتضان قوي

______________

عَدلت انغام قميص ابنها عليه بِشكل مُرتب والأبتسامة تشق وجهها ، وكذلك آسر الذي يبتسم بحماس شديد ولم يسكت ولو لثوان ، بل يثرثر بحماس واشتياق لأبيه "انا مُتأكد ان بابي هيحب الـSurprise دي اوي، وكمان عملت له الكوكيز الي بيحبه!" ضحكت انغام لتترك ابنها بعدما هندمت شكله ليصبح اكثر ترتيباً "طب يلا اسبقني لتحت"

التفتت الى هاتفها الموضوع على الأريكة عندما صدع منه صوتاً صاخباً يدل على وجود متصل، لتجيبه سريعاً "ايوه يا ادوارد، آه جهزت انا وآسر، انت وصلت؟" صمتت لثوانٍ وهي تقوم بترتيب شعرها ثم توسعت ابتسامتها من رده "تمام احنا نازلين حالاً"

سحبت تلك الحقيبة المتوسطة مع حقيبة صغيرة عُلقت على كتفها، اغلقت مصابيح الشقة جميعاً وتأكدت من اغلاق كل مصادر الكهرباء والماء، ثم توجهت نحو المصعد بأستعجال وقلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة نبضه السريع، لم يسترغق الأمر ثوان حتى وجدت نفسها في الشارع، ليستقبلها ادوارد بأخذه للحقيبة من يدها ويضعها في خلفية السيارة"يلا احنا اتأخرنا"

"توصلي بالسلامة يا هانم انتي والبيه الصغير" اردف بواب العمارة بأحترام وهو يعبث في شعر آسر بحب ابوي ، لتشكره انغام ساحبةً ابنها نحو السيارة "تُشكر يا عم فرغلي، والنبي خلي بالك من الشقة ، كلها يومين ان شاء الله ومش هنتأخر"

همهم الرجل الكبير بترحيب "متشيليش هم ، سلميلي على عبدالعزيز بيه وقوليله طولت الغيبة" اومأت هي قبل ان تركب بجانب ادوارد "يوصل يا عم فرغلي" لتنطلق السيارة السوداء الكبيرة بسرعة متجهة نحو مطار القاهرة الدولي، والذي من خلاله ستتوجه انغام مع ابنها الى لُبنان، حيث سافر زوجها منذ فترة ليست بقصيرة.

"سامحيني يا انغام مش هعرف اسافر معاكم عشان الأشغال، ولو اني مش موافق على الي بيحصل ده ، لكن في واحد ثقة هياخدكم على الفندق على طول، ومعلش على التقصير" اردف ادوارد بنبرته الأجشة وملامحه التي يظهر عليها بعض الأمتعاض، فهو غير راضٍ عن ما تفعله زوجة صديقه، كونها تريد السفر ومفاجئته وهو لا يعلم ولم تخبره، لكن ما عساه يفعل، ما سُلطته عليها؟

كلماته لم تزل الفرحة من قلبها او الشغف، بل ابتسامتها لم تزل حتى "يا ادوارد هو سافر بقاله كتير اوي، قرب يتم شهر وهو بعيد عننا، وبصراحة مش عايزة يعدي عيد ميلاد آسر كده من غير ما نحتفل كُلنا سوا، اكيد هيفرح لما يشوفنا بعد كل الغيبة دي" همهم الرَجل الأصهب بقلة حيلة ليقول مرضياً ضميره "انا مساعدتي ليكي دي عشان بس الي قلتيه، بس غير كده انا مش مسؤول لو اتقلب الموضوع ضدنا، انا هدفي من البداية شريف"

عَلى باب الفُراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن