أفتكر أخر حاجة كتبتها في كتاب سيكولوجية وردية إنه الأنثى هي المأوى والمسكن، لإنها بمنزلة حاجة ساكنة وهادية ولطيفة.
بس طبعًا كلامنا دا لا ينطبق على عزيزنا الرجل، إللي هعرفكم عليه في الكتاب.
إيه دا! أنتو متعرفهوش؟
للأسف آه، معندكمش أي معرفة عنه، أومال أنا بعمل هنا إيه؟ودا بيرجع لكونهم كتومين جدًّا، بيخافوا يظهروا مشاعرهم الإنسانية العادية للغاية بسبب الرقابة المجتمعية القاسية والزايدة عن اللزوم؛ وخوفًا من التُهمة المعلَّبة إللي اسمها:
«أنت بنت ولا إيه؟».
ودي بتحظر عليهم أي مشاعر غير الغضب والغضب تاني.حتى الدكتور كان بيقولنا إنه الفرق التشريحي بين جمجمة الراجل والست غير الحجم، إنه جمجمة الذكر بتكون فيها أماكن خشنة كتير حولين العين وجنب الشفاف بسبب كثرة العصبية والتشنج.
تحسوه يا عيني اتبرمج على التكشير والملامح الحادة، بقى قناع جاهز كدا ينزله أول ما يفتح عينه من النوم، لحد ما جمجمته هتتآكل خلاص.
ودا بيدفعنا نسأل إيه كمية العنف غير المبررة المنتشرة في المجتمعات الذكورية دي؟
حاجات كتير أوي بسمع عنها حتى مقدرش أذكرها لأنها ممكن تكون صادمة، تحسوهم عايشين في غابة، لازم تطلع منها سليم وبأقل الخسائر، وسلامتك مش متعلقة بسلامة الآخرين، دا أنت لازم تعوَّر وإلا هتتعور.خاصةً مرحلة الطفولة والمراهقة، دول بيكونوا صعبين أوي عند الولاد أكتر من البنات، لأن طول الوقت بيعافر عشان يثبت إنه راجل، والمشكلة إنه معندوش مفهوم سوي للرجولة، مفهومه خاضع للتغير لكل من هب ودب، وقد يكون اتعرض للتحرش؛ فتلاقيه بيتجر وراء سكك ضلمة كتير عشان يلاقي القبول المجتمعي.
خد اشرب سجارة، رفضت؟ إيه أنت مش راجل؟ قرَّب وريني كدا! شكلك مش راجل.
إيه مش بتمشي مع بنات؟ تؤتؤ أنت أختها ولا إيه؟طول الوقت التهديدات دي لولد في سن صغير بتأثر في بناء شخصيته بشكل كبير جدًّا، وبتخليه أميَّل للعنف واتباع سلوكيات منحرفة عشان يثبت إنه راجل بمفهوم المجتمع القاصر إللي حواليه.
حتى أنا بجد صعوبة في التعامل البسيط معهم، إللي هو عبارة عن عملية بيع وشراء روتينية جدًّا.
مفيش لغة حوار، ولا احترام متبادل، ولا أي تفاهم، تحسيه شوية كدا وهيبلعك لو طولتِ في الكلام، وكإن نقاشك معاه وإثباتك إنك صح، أو بتحاولي تفهمي إيه الدنيا، دا تهديد صريح لرجولته وسلطاته إللي بيحب يفرضها على الرايح وإللي جاي.الراجل بمنظوري عامل شبه الترابلوين كدا، إللي هي الشبكة المطاطية إللي الأطفال بيتنططوا عليها في الملاهي.
يبان من بعيد هادي ونفسيته مستوية ومعتدلة، لكن مع أقل ضغطة عليه يرمينا على طول، وينفجر في وشنا، وكل ما كانت الضغطة أكبر كل ما رميته هتكون أقوى.وكُثر الضغط المهول عليه، بيصنع لنا في كثير من الأحيان كائن متوحش غريب، لا عنده مشاعر، ولا بيعرف يرد على الكلام الحلو، ولا بيعرف يقوله أصلًا، وأخر مرة عيط فيها كان عنده وقتها سنتين.
فتعالوا نتعرف أكتر على بؤرة المشاعر المكبوتة
دي، ونحطه تحت مايكروسكوب بيكبر مليون مرة، عشان العين المجردة مش كافية نهائيًّا.واعذروني شوية لإني مليش اختلاط بمجتمع الشباب أوي زي البنات؛ فممكن الكتاب يكون محتواه مش زي الجزء المؤنث، بس بحاول أقدم حاجة قريبة من الواقع من خلال الحاجات إللي قرأتها وملاحظاتي الخاصة، بجانب استفتاءات جمعتها عشان نحاول نعرض كل الشرائح.
وطبعًا مش محتاجة أكتب نفس التنويه الطويل بتاع الجزء الأول، لإنه برضو الرجالة هم سندنا وظهرنا في الحياة، وإحنا بنرفض أي وصف عنصري تجاههم أو التقليل منهم بأي شكل من الأشكال.
كيف تكسب جمهورك من الرجال في خمس ثوانٍ دون روت بكل بساطة.⬆️
أنت تقرأ
سيكولوجية رمادية
Non-Fictionالرَّاجل مِش بيعيَّط. تنويه: الكتاب لا يناقشُ حقائقَ علمية مُطلَقة؛ إنَّما هي ظواهرُ مُجتمعيةٌ نرويها بشكلٍ ساخر لا يهدف إلى التقليل من شأن أحد. Cover by: Nancymedhat7