-notes-في طفولتها كانت تتسللُ إلى فناء المنزل لتستظل تحت شجرة ، تنظر إلى السماء لتتأمل ..
في الغروب تخرج وتقف على الباب الغربيِّ لتحدق بعينيها المتوهجتين إلى الشمس .. إلى الشفق .
وحينما يحلُّ الليل بسكونه ، تجد متعتها في النظرِ إلى النجوم ، وترسم أشكالًا وتُسمّيها .
كبرت الطفلة ، وكبر معها التأمل ، فصارت في حصص الفراغ أو قبل حضور المعلمة تجلس بجانب النافذة وتطلق بصرها في الفراغ في اللاشيء! .
نما بداخلها ذلك ، حتى أصبحت تتأمل النصّ بعدة أوجه ، وتفسّره بحيث لايجاريها في ذلك أحد .
تتأمل الكلمة قبل أن تنطق بها أو تكتبها ، تتأمل الشعور وياه من تأمّله ، لا أحد يستطيع فعل ذلك أمهر منها ، ولا أفضل منها ،لكنها معك تحديدًا اختارت لغة ما ، لغة ليست لأي أحد سواك! .
لم تكترث لتبعاتها ، وتأبه لما قد يحصل ، وفي داخلها ذلك المُتأمل الذي يبصر ولكنه اختار العمى على البصيرة وبكاملِ إرادته .. ليسَ لشيء ، وإنما لأنه كان أنت.
وفي مرحلةٍ ما كان لابد من التأمل على حينِ فراغ ! ليس لأنه غيرك ، بل لأنك لم تعد أنت .
فكانت النهاية .. طريقان مفترقان ، أنا وأنت