part "28"

809 73 93
                                    

وضعت عينيها بعينيه لتنظر اليه بتحدي كأنها تعرف ماذا يقصد بكلاماته المستفذه هذه لتقول بأبتسامه مطمئنه: انا بنت شويكار الاغا الزوجه.. اطمئن ياسياده الرئيس دمي دم ملوكي.

صمتوا قليلاً لينظر الي وجهها بترقب ويفسر معالم وجهها الهائده المصتنعه امامه ليفسر ان كل هذا شكليات وبداخلها نيران قويه تحرقها وتحرق روحها... ببطئ شديد.

جن جنونها وفقدت السيطره علي نفسها واعصابها عندما سمعته يقول كلاماته القاتله: هو فعلاً والدتك ماتت بعد ماشفات فاروق كيربودراج بيخونها بأسبوع.

امتدت يدها بسرعه الي الفازه بجانبها لتصرخ بها اعلي صوتها وهي تضرب قدمها بالارضيه بقوه لتقول بصراخ هستيري: انت عااااوز مني ايه؟! عاوز تعرف ايه؟ هااا عاوز تعرف ماضيي؟! عاوز تعرف ان انا وطفله عندي خمس سنين معرفش حاجه في الدنيا ويدوبك بعرف اكلم.. اشوف الراجل اللي المفرود ان هو "بابا" مع واحده في...

صمتت قليلاً لتتابع بعدها بصراخ وهي تعبر عن ماتشعر به بيدها وتلوح بها يميناً ويساراً: عوزني اقولك ان شوفت بابا مع واحده في سريره.... ولا عوزني اقولك ان ماما عارفه بخيانه فاروق ليها بس مكنش في ايدها حاجه استحملت كثير عشاني وعشان سيلا اختي وعشان ترضي بروتكولات الكيربودارج؛ كنا في زياره لبيت جدي في تركيا ورجعنا لبيتنا في انجلترا بشكل مفأجئ قال ايه قال عاوزين انا وسيلا نعملها مفأجأه لفاروق كيربودراج بس هو كان اسرع وطلع محضرلنا المفأجأه انا... انا لسه المشهد لدلوقتي قدام عيني مش قادره امحيه من ذاكرتي...مش قادره ابعده عن تفكيري... مشهد ان اشوفهم وهما في سرير واحد كان مشهد مؤلم.

دايماّ كنت بسمع بكائها المتواصل طول الليل والحزن اللي طفاها من جواها وبقت منفصله عن العالم روحها مبقتش فيها مش بتاكل ولا بتشرب؛ عن هي كانت عارفه بخيانته بس مألمهاش المشهد؛ مألمهاش غير ان انا وسيلا اختي شوفنا حاجه زي كده... حتي الخدم اللي في القصر بقي عارفين بالموضوع ده كانت بتسمع همساتهم عليها وكلامهم الجانبي عنها انها اكيد مكنتش ماليه عين جوزها ولا مهتميه بيه وشكلها مش بتحبه ووخداه عشان مكانته.

انا كمان كنت بسمع كل ده بس مش فاهمه؛ مش فاهمه هي ماما دايماً بتعيط وحزينه ليه؟! ولا فاهمه بابا عمل ايه؟؟ ومين المرأه الغريبه اللي كانت معاه؟! ولا فاهمه يعني ايه كلمه خيانه من اساسه.

وكل ده فاروق كيربودراج ولا هامه ولا علي باله من اساسه اهم حاجه ان السنيوريتا بتاعته معاه ومدلعاه يبقي الدنيا ومافيها؛ مقدرتش تستحمل.. مقدرررتش....

سقطت علي ركبتيها وهي تتابع ببكاء اغرق وجهها بأكمله وصوت حزين مؤلم خارج منها دليل علي مراره حديثها الآن وذكريات الحديث السامه: انتحرت!!! ااه.. ااه انتحرت مقدرتش تشوف كل ده قدامها وتسمع الكلام ده من الناس وتشوف بعينها تجاهل جوزها ليها اللي حتي محولش يببرر ليها الموقف؛ فأنتحرت "شنقت نفسها".

حياه جديده الي الجحيم(ابن الكيربودارج) "قيد التعديل". حيث تعيش القصص. اكتشف الآن