منذ صغري و لا يكترث أحدُ لي
حتي الأن و أنا في الثالثة عشر من عمري
لا أحد يكترث لي
أمي تقول أن رسوماتي ضعيفة
و هي في الأساس لم تكتشف
أنني أرسم الا مأخراً
و أبي لا يعيش معنا
و هو النقطة البيضاء في حياتي
التي أري منها النور
رغم سواد الغرفة التي أعيش بها
و التي تملؤها رسوماتي
السوداء
لم اذهب الي الدراسة مرة أخري
لأنني لم أكن أحبها
لكنني أحببت الرسم كثيراً
و هو ما يخرجني من الواقع الحزين
أصحوا كل يومٍ علي صوتٍ عالٍ
و هو صوت مشاجرة بين أمي و زوجها
الذي يتعاطي الكثير من المخدرات
بعد أن سرق منها أموالها التي كانت تدخرها
من أجل البيت
و هو يذهب الي العمل يومأً في السنة
لذلك ليست معه نقود
و أنا للأسف كنت انتظر أمي حتي تقبض
هذا الشهر حتي تشتري لي كراسة رسم
حتي أرسم بها
لكن لم يعد هذا ممكن
و أيضاً لن استطيع أن أذكرها بوعدها لي
بعدما حدث فهي تبكي كثيراً
بمفردها
و أحياناً أراها فأريد أن أقتل ذلك الرجل
لكن أرجع عن هذا التفكير
في يومٍ كعادتنا أمي لم تعد من المنزل
و هي تغلق الغرفة علي
و تقول لي ألا أخرج حتي تعود من العمل
و في مرة خرجت و وجدت زوج أمي
نائم و بجانبة الكثير من الزجاجات
و الغرفة غير مرتبة علي الاطلاق
و فتحت الباب ببطئ
و خرجت و كان هذا أول خروجٍ لي
منذ فترة
فقد كنت لا أخرج من المنزل أطلاقاً
و ذهبت أتجول قليلاً
فوجدت رجلاً كبيراً
يجلس و يجلس أمامه الشخص
و يرسمه بشكلٍ متقن للغاية
و أسمه أو الأسم الذي ينده الناس به
هو بيكاسو
و لكن لوحاته التي كانت معروضة
كانت جميلة للغاية
فقد كان بها شئ غريب
فكنت أري كل لوحاته من بعيد و لم أقترب منه
و كنت أذهب كل يومٍ بعدما رأيته
و كان في كل يومٍ لوحة جديدة
بشكلٍ جديد و ألوان مختلفة
و في يومٍ لم يكن يجلس
علي الكرسي
و لم يكن الورقة فارغة
فسولت لي نفسي
أن أذهب و أمسكت بالقلم
و كنت أنظر شمالاً و يميناً
و حينما لمست الفرشة الورقة
لم أري أحدُ و ذهبت لي عالمٍ غريب
و بدأت في الرسم
و فجأة وضع احدٌ يده علي كتفي
و قال لي : ما هذه اللوحة لم أري مثلها
و أسلوبك أيضاً مختلف وجميل
فنظرت خلفي فإذا بذلك الرجل العجوز
" لأستكمال باقي الرواية تابعوني "
YOU ARE READING
رسمتي
Romanceجميع البشر يرسمون , كطفلة ترسم والدها , و طفل يرسم والدته و رسام يرسم أشخاص , و أشخاص يرسمون أبتسامات و أبتساماتٍ أرسمها أنا , حتي أهرب من واقعي و كيلا أبكي في الحقيقة و في النهاية " هذة رسمتي "