-إذا كارين لقد أصبحت طالبة جامعية الآن ؟ ارجو ان تكوني قد خرجتي من طور (السنافر)..اشربي الحليب يا فتاة !
ابعد الهاتف عن اذنه قليلا -حفاظا على طبلتها- وهو يعض شفته كاتما ضحكته المستلذة، رافعا حاجبه:
-هـ..هوني عليك يا فتاة، ستفقأ مرارتك كنت أمزح معك، أووه صحيح قرأت في رسالتك الأخيرة أنك حصلت على رخصة القيادة صحيح ؟
-آآه نعم يا رآي وأخيرا حصلت عليها، لقد كانت جحيما دنيويا ومعاناة عظيمة..لذلك استحق عليها هدية إضافية.
-بلى يمكنني تخيل الأمر، وإن قلبي ليتقطع شفقة، أخبريني بصدق كم كتاباً احتجت الجلوس عليه كي تستطيعي الرؤيـ...
-طوووط طوووط طووطاعقب اغلاق الخط في وجهه بضحكة طويلة رنانة انبعثت من سويداء قلبه، لفتت انظار من حوله، بعد أن انهى ضحكته بَنفَسٍ طويل رمى بنظره للنهر أسفله وكأن قهقهته تلك لم تكن !، تاهت مقلتاه حتى غرقت وخبى بريقها ،شعر بروحه تنسل منه في لجج أفكاره ، أدركها بتنهيدة عظيمة اسرت بمكنونات صدره بلا توجس .
(-آهٍ لعاشق متيم أنّى له الولوج لحصنها المشيدّ ~)
خمدت أفكاره وتسمر جسده!،
تقوُس حاجباه كان أول من اعرب عن استغرابه لهذه الجملة العجيبة الصادرة من خلفه تماما ، أترمي إليه ؟!!، ثواني حتى حيل استغرابه لصدمة، فثقل غريب هبط على ظهره !، أخذ هنية حتى التفت وفوجئ بفتاة أسندت رأسها ويدها على ظهره بطريقة درامية.-أنحن في فيلم ما ؟
وأخذته الصدمة كل مأخذ فألجمته، لحظات وارتفع رأس الفتاة إليه بابتسامة مشرقة ،استحالت لواحدة بلهاء لما التقت العينان، وثواني الصمت اكملت مسيرها دون مقاطعة، حتى.. شهقة مجلجلة عظيمة -تظنها لشخص شهد موت عزيزه- خرجت من فم الفتاة وقد قرنتها بخطواتها المتقهقرة بسرعة، ارتعب الفتى المسكين فجفل مكانه.
-آســـــــــــــــــفة .. سامحني ..اختلط..اختلط علي الامر.. ظننتك شخص آخر، انا لم اقصد ذلك..ظهرك .. هيأتك...
كلماتها السريعة وحروفها المتداخلة ناهيك عن حركات يدها الاعجازية وتعابيرها ، بالكاد جعلت رآي -في أحسن الأمر- يدرك كلمتين من وابل الكلمات التي اطلقتها !
-أنا آسفة صدقا!
وجهت نظرها هذه المرة لعينيه -اللتين اخفتهما النظارة الشمسية- وقرنتها بابتسامة معتذرة منسابة على شفتيها
-لم يكن أمرا ذا شأن.رمى برده وأقفى متجها في طريق معاكس، مخاطبا ذاته صاحبة الحظ الأروع عالميا:
-يستحيل أن يحدث شي أغرب من هذا لشخص آخـ...كنت اعتقد ألا احد اغرب من كارين لكن..عش رجبا ترى عجبا!!..سامحيني ايتها النملة الصارخة ظلمتك.
أنت تقرأ
دفءٌ بعد سراب
General Fictionلولا السراب لما واصل السير بحثاً عن الماء هذا السحاب .. لولا السراب : لما كنت حياً. - {محمود درويش} -وصف مؤقت لا غير