2. عالقٌ منذ الصباح

9 1 0
                                    

وتوجه نحوها بسرعة مساعداً إياها على الوقوف، اسندها على جذعه الطويل ومضى بها جارياً في وسط صدمتها!.

-شكراً لك!

قالتها مطأطئة  الرأس، متوردة الخدين، وقد كانا يستريحان في احد الكراسي العامة.

-اذا ما الوضعية الحمقاء التي كنت بها ؟ تهربين ممن ؟

تأجج حرجها من كلامه حتى حيل وجهها لثمرة دراق ناضجة، فتكلمت باندفاع مدافعة عن نفسها:
-لقد كان من المفترض على العامل أن يجلب المفتاح، لكنه تأخر جدا فـ..

صمتت طابقة شفتيها ، بينما رفع رآي حاجبه استفهاما من كلامها غير المفهوم، ثم أطلق الاثنان تنهيدة.
-انتظر سوف أبدأ من البداية كي تفهم ما اعني..حسنٌ، لقد تأخرت داخل هذا المبنى دون أن أشعر حتى تجاوز الامر عدد ساعات العمل، فأغلقت البوابة الخارجية ،ولم يبق غير رجل الأمن الحارس، أخبرني أني استطيع الخروج من البوابة الخلفية، بوابته الخاصة، فمفتاح البوابة الرئيسية ليس معه الآن كما قال، لكني رفضت ذلك طالبةً احضار المفتاح من حيث نسيه، انتابني الخوف عند مغادرته وتساءلت ان كان اغلق البوابة قريبا فكيف أضاع مفتاحها، بقيت على حالي مدة حتى استحال الخوف هلعا وفزعا!، فتسلقت السياج وحصل ما حصل. -قالت الأخيرة بنبرة بلهاء وحركة يد استعراضية.-
-ربما دخل إلى الحمام وتأخر!
-هل هذا وقته ؟!..ولما المفتاح ليس معه أصلا
-ربما عاد الى غرفته ونسيه في مكان ما بها !

صمتت تنظر إليه مباشرة وكذلك فعل هو، كانت نظرتها متسائلة..حائرة، كسرت نظراتها تنهيدته والتي ألحقها بابتسامة:
-لا، خيرا فعلت

حقيقة في بادئ الأمر كانت محاولة بسيطة منه لمضايقتها بعد كل الذي فعلته له اليوم، لكن نظراتها تلك قهقرته !
اخفضت رأسها وبخدين متوردين مرة أخرى وحروف متآكلة أردفت:
-أنا ..حقا أشكرك من أعماق قلبي..و..أنــ.أنا لم أقصد ايذاءك اليوم....
-انه القدر كما اسلفت..دعيها كما هي
قاطعها بتهكم واضح !

-شكرا لك.

قالتها فجأة وأردفتها بابتسامة صادقة من سويداء قلبها، فصمت رآي

-ياللحدث السنيمائي هذا -قالتها بطريقة دارمية لامتناهية-..أووه صحيح لابد أنك كنت متوجها لمكان ما وقاطعتك.

كلامها الأخير أخرجه من نوبة السخرية العقلية بداخله.

-آآآه لقد نسيت كيسي في مقهى الصباح.
-حسنا أيها السيد النبيل فلتمض في أمرك..وليحميك الإله.!!

متبعة آداءها الدرامي بتحية غريبة ، بينما أفكار رآي كانت لاتتجاوز (يجب علي الهرب من هذه المجنونة بأسرع ما يمكن)

وقف مكانه ووقفت وراءه مودعة إياه، ماكاد يخطو خطوتين حتى سمع صوت ارتطامٍ خلفه؛ فوجدها مفترشة الأرض متورمة القدم ، رفعت نظرها اليه بنظرة بلهاء وضحكة اكثر غباءً !! تنهد.
-هذا اليوم (فعلا) لا يريد أن ينتهي.

دفءٌ بعد سرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن