١:[ بداية البداية ]

362 19 8
                                    



تبدأ احداث قصتنا في عصرنا الحالي في وقت الوباء العالمي الذي قتل مئات الألوف و حرم الكثير من البشر من ممارسة الحياة الطبيعية و جعلهم حبيسين في منازلهم حتى انه اسقط اقتصاد دول كُبرى و سبب ربكة للكبار و الصغار ، الكمامات في كُل مكان و المعقمات نفذت من الأسواق .. أقُفلت المدارس و الجامعات الوضع اصبح غريبا حقاً و انقسم البشر إلى مجموعتان من يُصدق المرض و القسم الآخر يُكذبه و يقول ان ما هو الا لعبة صُنعت من قبل الدول من أجل السُلطة و المال لكن من يعلم رُبما كانوا محقين ..

-

في مدينة ريفية صغيرة في بريطانيا يوجد قصر ضخم و غريب بتصميم مميز و ملفت يطغى عليه السواد، و من الواضح انه بُني قبل مئات السنين ، انتشرت عنه الشائعات ان من يدخله لا يخرج ابداً و تُحبس روحه داخله إلى الأبد لذلك لم يتجرأ اي شخص على الدخول اليه ابداً لذا هُجر تماماً .

في نفس تِلك القرية الجميلة ‏المليئة بالمزارع الخضراء و الزهور المتفتحة , اشعة الشمس تخترق نوافذ السكان ، رياح خفيفة داعبت خد تِلك الفتاة التي تتنهد بتعب شديد و تنظر الى السماء وتراقب الطيور وهي تتنقل من مكان لآخر و في داخلها حسدتها كثيراً و تمنت لو انها تمتلك اجنحه وتطير لابعد مكان و لا تعود ابداً.

كانت فتاة حسناء ذات شعر طويل يصل لـ أسفل ظهرها تقريباً وعينان فاتنة من ينظر فيها يشعر بأنه يُبحر داخل امواجها الزرقاء ,تلك الفتاة تستحق اكثر لكنها ولدت في المكان الخطأ مع الاسف مع اسوء اسره في العالم اجمع ،

والدتها تنتمي الى طائفة مُريبة و متشددة قد تبدو اقرب للطائفة الأميش و هي طائفة مسيحية متشددة يُمنع اي جهاز ذكي او حتى الكتروني مثل الغسالة او البراد و يعيشون كما لو اننا مازلنا في العصور الوسطى حتى طعامهم يصنعونه من اللحوم او الخضروات الخاصة بهم، فكانت والدتها تُجبرهم على عيش هذه الحياة.

وكما هو الحال في جميع العالم فُرض الحجر الصحي لذلك هي تقضي اغلب وقتها حاليا في المنزل مع عائلتها غريبة الاطوار ، والدتها ذات طبع حاد جداً و مؤذي و تكرهها كثيرا كما لو انها لم تخرج من رحمها ، والدها مُدمن على الكحول رغم التدين التي تنص عليه الطائفة لكنه من الواضح انه لم يتبعها بكامل حذافيرها لانها كانت ديانة زوجته ، كان دائماً يتعدى عليها بالضرب المبرح حتى لو انها لم تفعل اي شيء خطأ كما لو انه مبرمج على تعنيفها و انه احد اهم مهامه اليوميه ، كانت تُدعى الفتاة [ إيڤانا جونسون ] او كما ينادونها الأصدقاء [ ايڤا ] ومعنى اسمها هو الهدية من الله.

-
في احدى ليالي ديسمبر الباردة كانت تغط في نوم عميق بعد يوم مُرهق لتستيقظ على صفعه قوية على خدها الناعم لتضع يدها الصغيره على قلبها وتنظر الى والدها السكير امامها بخوف الذي كان يرمقها بنظرات مُرعبة خالية من المشاعر

أون ليليـاك // Un Liliacحيث تعيش القصص. اكتشف الآن