تسير بحذائها ذو الكعب العالي السميك في الممر الواسع .. الساعة تعدت الواحدة صباحا .. لا صوت .. الجميع نيام .. حتى حذاؤها لا يصدر صوتا، على غير العادة ..
اعتادت على ارتداء الأحذية ذات الكعوب العالية السميكة .. أحذية تضمن انها تصدر صوتا عاليا واثقا يتضخم بفعل الصدى عند ارتطامه بالجدران والابواب المعدنية ..
لكن اليوم .. تمشي بتؤدة .. تتأكد من صمت حذائها ..
تقول لنفسها انها لا تريد ايقاظ أحد ممن خلف الأبواب المعدنية ..
ولكن جزء ما منها كان يعلم ان كعبيها لا يدقان بنفس الثقة المعتادة .. كانا مترددان متوتران .. مثلها تماما...الممر نصف مضاء .. نصف مظلم .. ولكنها تعرف طريقها جيدا ..
قطَعَت هذا الممر آلاف المرات .. تعرفه كباطن يدها .. يمكنها ان تسير فيه مغمضة العينين حتى .. لكنها -بالتأكيد- لن تغمض عينيها هذه المرة .. بل أنها هذه المرة تحتاج عيناها مفتوحتان عن آخرهما ..وصلت أخيرا أمام الباب المنشود .. أخذت نفسا عميقا، ثم أولجت المفتاح .. أدارته إلى اليسار في هدوء .. ثم أخذت نفسا عميقا اخر، وفتحت باب الزنزانة...