بعد حوالي شهر ونصف آخرين .. استدعته الى مكتبها ..
بعدما دخل استمرت تنظر للاوراق التي على مكتبها لمدة وتركته واقفا .. لعبة نفسية صغيرة .. رسالة غير مباشرة بمن هو المتحكم هناك ..
كان هو يتساءل عن معنى استدعائه .. هل تسبب علاجه الفائت في مشكلة والآن سيتلقى عقابه؟ .. أم هو هنا لتشكره على فاعلية العلاج؟ .. أم هو أصلا هنا في أمر لا علاقة له بالعلاج؟ .. ربما فعل شيئا ما خطأ بصفته سجين ..
نهضت هي فجأة فأجفل .. مشت باتجاهه و اقتربت منه ثم توقفت فجأة أيضا ..
ادارت له ظهرها ثم مدت أصابعها وأزاحت جزء من إيشاربها لتكشف له ما خلف رقبتها ..أكياس دقيقة مليئة بسائل وردي متجمعة في رقعة صغيرة .. عدوى ڤيروسية بسيطة ..
ورقة وقلم آخران .. نوعان من العلاج ..
هي تشير له بالانصراف .. لا شكر من اي نوع ..في طريقة لزنزانته، أدرك ان علاج المرة الاولى بالضرورة كان فعالا، وإلا لم تكن لتطلب منه علاجا للمشكلة الثانية ..
تطلب! .. فكر قليلا .. هي لم تطلب .. هي حتى لم تأمر .. هي فقط أشارت، وهو لم يكن يملك خيارا سوى أن يكتب العلاج .. أفضل علاج ممكن، فالأمر لا يحتمل اي نوع من المخاطرة ..عرف انها تستغله .. كشف مجاني لمشاكلها الصحية .. لم يكن الامر غريبا، اعتاد هذا من كل من يقابله .. ولكنها المرة الأولى التي لم يكن لديه حرية الرفض .. عفوا .. المرة الثانية ..
أما اللقاء الثالث فلم يتاخر كثيرا ..