فتحت باب الزنزانة ضاغطة عليه قليلا حتى تكتم الصرير بأقصى قدر ..
نجحت في هذا حتى أن السجين ظل نائما .. عرفت ذلك من قدميه اللتان لم تتحركان .. ظلتا على سكونهما .. وكانتا هم الجزء الوحيد منه الذي يقع داخل دائرة الضوء ..نعم .. الزنزانات مضاءة طوال النهار والليل ..
نعم .. هو نوع من التضييق على السجناء ..
ونعم .. السجناء بعد وقت يعتادون على النوم في الزنزانة نصف المظلمة التي تتوسطها دائرة ضوء المصباح ..استنشقت نفسا عميقا آخر .. وضعت أصابعها بحركة تلقائية على مسدسها المعلق في حزامها، ثم ركلت السجين بحذائها العالي في قدمه العارية التي تتوسط بقعة الضوء .. وتراجعت خطوة ..
انتفض السجين .. توقعت هي ذلك .. بل أرادته ..
بعينيها اللتان اعتادتا نصف ظلام الزنزانة لمحت عينيه المذعورتين ..
عيناه كانتا تحملان نفس مقدار الذعر تقريبا الذي حملتاه في يوم سجنه الأول ..
ابتسامة ظفر صغيرة ظهرت لربع الثانية على شفتيها بينما عقلها يسترجع ذلك اليوم...