فصول

1.2K 12 4
                                    

الشّتاء مُريح ...

كره الناس هبوب العواصف به رغم أنه كان يشعرني بأنه يمتصها من داخلِ و يقذف بها حيث لا أحد يهتم لأمري

طقطقت قطرة المياه على نافذتي تزعج هدوء بيتي
لكنها تؤنسه و زيارت والدتي العجوز لبيتي من شهر لآخر أيضاً حيث أنها تكنس و تأخذ زمام الغسيل بجد حتى أنها تتصبب عرقا و هي تقوم بكيه على الأرضية
فوق المناشف

و رائحة بخور أوراق الغار المحترقة التي لن تمل أمي من حرقها منذ أن تطئ قدميها أرضية بيتي " حيث قالت أنني لن أضطر للقلق من أن يصيبني الزكام بعد  إستنشاقها " رغم أني كنت أختنق بغرفتي ببعض الأحيان فكنت أفتح نافذة غرفتي خلسة كي لا أتعرض للتوبيخ حيث أنها تقول لي و قد إحمرت عينيها من رائحة البخور القاطعة " أراك لا تقلع عن التدخين في حين السقم قد نال منك و بعض البخور المفيد لا تستحمله يا لك من أرعن أهوج " و تغادر و هي تعرج إلى المطبخ تحتسي الشاي بالحليب و تأكل كعك محلي مغلف بالسمسم .

لكن ذلك لا يدوم كما ان الشتاء لا يدوم فلا يطول ذلك حتى يعقبه الربيع ثم الصيف بومضة عين

الصيف ... آه منه

لا أنيس لي به حتى والدتي منذ أنها تسافر للبلدة حيث منزل عائلتها الكبير لم يتبقى من عائلة أمي أحد غير خالتي المقعدة فحسب

و بمعنى آخر فصل الصيف يعني إنطفائي الكامل حتى أن مدير عملي قد ملّ من تغيبي و كاد أن يطردني أذكر حينها أنه صرخ بي و قد توسط العرق جبينه " هل صادف أنك دراكولا ... حتى لو كنت كذلك أحصل لنفسك على مظلة و إحتمي بها من الشمس لن أعذرك بعد الآن "

عمل ؟ أي كذبة هذه ليس لي عمل غير أنني أجلس على كرسي مقابلا لمكتبي الذي يصدر صوتا كلما أتكئ عليه و أنتضر حلول الساعة الرابعة مساءا
حتى أحمل حقيبتي الفارغة و أهرول للحديقة

كي أختلس النضر لفتاتين كانتا يوما لي منذ أنه الصيف فلا مكان لهما للهو عدى الحديقة

أبنتي لولا و ليلي .. أوه و كأنني نسيت قول ذلك أنا رجل مطلق بإبنتين مسلوبتين كما أنني على بعد خطوتين من سن الأربعين

هكذا كانت حياتي ... كانت .

Rockeldaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن