الفصل الثامن عشر

190 12 0
                                    


الفصل الثامن عشر...........



امسكت بكلتا يديها يده و قالت بدموع متساقطة: "لا تجعل غيرتك من ليون تفقدك صوابك و تتخلى عن قيمك ............. لو........ لو هدأت يا وليم سوف تندم على ما تنوي فعله الان.............. بقدر ما احبك................. بقدر ما اخشى على مشاعرك و مصلحتك.............. يهمني ان تكون مرتاح البال و الضمير يا وليم"
ارخى يده و ابعدها......... و تراجع خطوات و اغمض
عينيه.

استدارت الى الناحية الاخرى و سوت حزامها جيدا و هي لا ترى شيئا من دموعها المنهمرة و قالت دون ان تتطلع به: "احببتك بشدة و لم اتجرأ على خيانة جاك........ كيف تظنني اخونه مع ليون؟......... لا افكر ابدا باستغفال جاك....... صدقني انا احترم عهد الزواج ........ صحيح اني لم اعد احبه الا انني احترم الارتباط............................ ليون.......... ليون كان ثملا و قد فاجئني بتصرفه............. لكنني صددته و اهنته"

لم تخبره الحقيقة لأنها خشيت من ان تنشأ العداوة و المشاكل العلنية بينه و بين ليون عندما يعلم انه يهددها بفضح العائلة و التشهير بهم.

اتجه الى الاريكة و جلس ببطء و هو يخرج علبة السجائر و يشعل واحدة ثم قال و كأنه يحدث نفسه: "منذ دخلت حياتنا و انا......... لم اعد قادر على حل الامور........ تأزمت المشاكل بوجودك.......... ليتني لم اراك و لم اقابلك يوما"

ثم تطلع بها و قال بتعب: "اضعفتني............. تصورت ان الصعب ان اضعف امام أي كانت و مهما كانت الا انك اضعفتني بشدة............ اتمنى ان اغادر ........... ان اغادر بيتي ....... و وطني ............ لا اريد رؤيتك "

قالت بتأمل: "لهذه الدرجة كرهتني؟"
نهض و اتجه الى الباب بخطوات متخاذلة و هو يقول: "كرهتك؟........... لو كان كرهك بثمن لدفعت كل ما عندي"

اخفت وجهها بيديها و هي تسمع الباب يغلق خلفه ............ ليتها تموت الان ان الذي يجري فوق احتمالها.

ارتدت ملابسها و اندست في السرير و اغمضت عينيها المرهقتين و هي تفكر و تسترجع عبارات وليم.

في اليوم التالي استوقفها كلام جاك مع و ليم في الحديقة الخلفية و دون ان يشعرا بقربها و بلهجتهما اليونانية التي بدأت تفهم عليها جيدا: "انا اعترف انني تسرعت"
وليام و باهتمام و هدوء: "ما كان يجب ان تتركها رغم كل ما كان بينكما من عاطفة قوية دامت طويلا"

جاك و بضيق: "كنت مضطرا يا عمي كنت مضطربا........ لم استطيع حينها مقاومة رغبتي"
قطبت جبهتها و زمت شفتيها ما الذي يجري الان ؟......... عمن يتحدثان هكذا؟
تراجعت قليلا حتى لا يشعران بها........... و ليم و بعد برهة صمت: "انا لا الومك فالفتاة تأثيرها كبيرا جدا"
جاك و بنبرة كئيبة: "لقد اذهلتني بجمالها و مرحها و لباسها المثير ........ تعرفت عليها تقربت منها كنت انوي على شيء اخر غير الارتباط .......... ادركت ان لا وسيلة للتقرب اكثر الا بوعدها بالزواج ............ بعدها توهمت انني اغرمت بها و نسيت دورا تماما الا ان الذي صدمني اني لا استطيع نسيان دورا فهي حبي الاول ......... احببتها لذاتها طوال عامين الا........... ان الامر مختلف مع ليندا توقعت ان ما اشعر به اتجاهها يكفي للزواج لكن............... لا......... لا استطيع ........ افكر بدورا باستمرار............ و لا استطيع ايضا ان اترك ليندا"
وليم و بحدة: "هذه انانية منك فأنت تعذب الفتاتين ........... ليندا تتعذب بسببك.......... تتخذ منها زوجة لك و لا تمنحها أي مشاعر جميلة........ تهينها باستمرار و تهملها و عندما تريدها تغصبها........ ضربتها اكثر من مرة و انت تعلم ان هذه الحالة خطأ و ممنوعة قانونا............ حاولت ان اداري على علاقتكما بكل و سعي و فشلت............. ما ذنبها حتى تفرغ بها غلك بسبب ندمك على حبيبتك السابقة.................. دورا ايضا الحقت بها اذى جسيما.............. الفتاة كانت تعشقك و ما زالت .............. كل الحق مع الفتاتين و لا حق معك كلاهما جرحت بسببك ........... اين كنت كل هذه الفترة لتعرف الان بما يعذبك ........... عندما حاولت ليندا الرحيل سابقا لماذا منعتها؟.......... لماذا طلبت مني ان اقنعها و اعيدها ؟لما انت متناقض يا جاك؟............... طلقها دعها ترحل .......... لقد ضقت ذرعا بك........... عود لدورا انا واثق انها ستسامحك"
كان الكلام بلغتهما مما ضيع عليها الكثير بالكاد تفهم ................اذن هذه هي الحقيقة التي يخفيها جاك انه يعشق دورا و قد تورط بالزواج بها لذلك تغير عليها تدريجيا و بدى لا يطيقها.
ضرب جاك الطاولة بعنف و قال بانفعال: "رحلت دورا صباح اليوم مع قريبها ليتزوجا هناك في الخارج لقد فات الاوان و دورا لم تسمح لي بتدمير حياتها مجددا............. لماذا علي ان افقد الاثنين معا.......... لا استطيع ترك ليندا الان.............. لقد فات الاوان.................. انا السبب بكل ما حصل.......... انا غبي ......... حقير"
وليم و بسرعة: "اسمع يا جاك............. اهدأ و اسمعني الان...... انا اعرف كل شيء عن........... عن ادمانك على المخدر.......... لا تفاجأ هكذا و لا تتحدث و لا تبرر او تنكر.............. لقد راقبت كل شيء و عثرت على المكان الموبوء الذي تلتقي فيه مع تلك المجموعة المريضة......... بمكالمة واحدة مني الان سوف يذهب الكل الى الجحيم............. سأبلغ الشرطة........ لذا ابتعد عنهم يا جاك انا سأعالجك سأتكفل بكل شيء حتى تشفى تماما...... اريد وعدا منك ان لا تذهب الليلة الى أي مكان حتى يلقى القبض عليهم انا اعدك انني سأصلح لك حياتك و اعيد لك دورا فقط استمع لي هذه المرة ................ ثق بي فأنت تعلم كم احبك و اخشى عليك............. انت الاول لدي يا جاك فقد تكفلت بحمايتك منذ زمن طويل و اصبحت اعتبرك جزء مني لا تستغرب.............. انت الاول حتى قبلي......... مصلحتك قبل مصلحتي و سعادتك فوق سعادتي............. هكذا عاهدت اخي قبلا و هذا ميثاق قطعته على نفسي و اعتدت عليه لذلك ........... هذه المرة دعني اتصرف"

جاك و بنبرة ضعف و توسل: "بالله عليك لا تفعل........ لا تبلغ عنهم ارجوك.............. انني بحاجة ماسة اليهم............... لا استطيع................ ان مرحلتي متأخرة...... اموت بدون ان احقن نفسي بالمخدر لرجوك عمي........... ان كنت تحبني فعلا دعني اذهب الليلة ............. جرعة الليلة ستساعدني كثيرا ان لم آخذها سأتعذب حتى الموت"

وضعت يدها على شفتيها و عجبت لما يحدث.................. اذن هي هنا تعيش كذبة كبيرة ............. جاك يحب دورا و تورط بالزواج منها و هي تتحمل نتائج تورطه و عليها ان تكون صابرة دائما.
يا الهي أي حياة هذه التي اختارتها و عاشتها؟......... ادركت الان و بكل ثقة انها لا تصلح ان تختار شيئا بعد الان.......... ان كل قراراتها و اهدافها خاطئة.

الان ادركت لما كان جاك يتصرف معها بغرابة و تناقض............ جاك كان يصارع طيلة فترة الزواج بين رغبته بها كزوجة و بين عواطفه و قلبه الذي يجري وراء خطيبته اليونانية السمراء .
تراجعت و اخفت نفسها خلف العمود الحجري الملون عندما خرج جاك مسرعا و يبدو بحالة سيئة.

بعد ذهابه اقتربت باتجاه وليام الذي بدى كئيبا و سارحا............. عندما جلست قالت بهدوء: "ماذا ستفعل الليلة يا وليم؟"

رفع بصره و تطلع بها مستغربا.............. هي و بهدوء: "لقد سمعت ما جرى من حديث الان............. كل شيء بدى لي اكثر وضوحا"

قال باهتمام: "كنت تنصتين الينا؟"
هي و ببرود: "لم اكن متقصدة لكن الكلام كان يخصني وحدي يا وليم............... كيف لا انصت على مصيري هنا؟ تتفاهمان بينكما عني و كأني كرة أي واحد لا يريدها يرميها الى أي ناحية.................. وعدته ان تعيد له دورا.............. و انا؟........... ماذا سيحل بي برأيك؟........ ان تعتذرا لي و تودعاني الى بلدي امك ماذا؟"
قطب جبهته ثم قال بتحديق: "انت لا تحبين جاك كما تزعمين و كما هو ظاهرا طبعا............ اذن الا يرضيك ان يطلقك؟"

قالت بعصبية: "يرضيني جدا لكن............... بدون جزاء؟................ المخطأ يجب ان ينال عقابه و الا لن تكون هناك عدالة.............. لست بالسهلة هكذا يا سيد وليم"
قال بتردد و تفكير: "ماذا تريدين اذن؟"
قالت بصوت مرتفع و بانفعال: "اريد ثمن عذابي هنا.........ثمن سهري و دموعي............. ثمن اهانة جاك لي و اهماله................. ثمن احتقاري لنفسي على يديك انت.............. عليكما ان تدفعا ثمن ذلك"
قال بتأمل: "ليندا"
نهضت بغضب قائلة: "لا تتكلم معي لا اريد ان اسمع أي كلام منك انت بالذات"
و دخلت.

في مساء الليلة لا احد كان موجود في الفيلا............ سارت ذهابا و ايابا و هي حزينة تعيسة لا تدري ما حصل الان.............. جاك بالتأكيد ذهب الى ذلك المكان المريب.............. ترى أ سيذهب وليم الى هناك؟
هذه الليلة خشيت بشدة عليهما.......... تأخر الوقت و هي وحيدة ............. قلبها ينبئها ان هناك امرا سيحصل الليلة ............. ما هو يا ترى؟ لقد تعبت من التفكير.

انتهى الفصل

ارجوحة الحب والندم الجزء الخامس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن