الجزء السابع

1.1K 64 5
                                    

في حفل التكريم وقف رئيس جامعة كامبريدج يلقي كلمة الأفتتاحية في مقدمة الحفلة التي أعدت على أكمل وجه كي يليق بأسم الجامعة العريق، استرسل الرئيس في حديثه يثني على العلماء المكرمين اليوم أعترافًا منه بفضلهم لما قدموه من خدمات مادية كما ساهموا في الارتقاء بمستوى الجامعة في مجال الطب والبحث العلمي، وكان في مقدمة هؤلاء العلماء إسم الدكتور المصري عثمان الهلالي وتحدث مشيدًا بصفاته وأخلاقه العظيمة وكان من أهم هذه الصفات حبه لوطنه وعلمه وجامعته وأخلاصه لهم وتفانيه حتى أخر يوم في حياته من أجلهم، وظل رئيس الجامعة يمتدحه فقد عاصر فترة تواجد الدكتور عثمان في لندن وكان متابعًا لجهوده الكبيرة لأنه كان مشرفًا على بحثه، ثم أشار ليزيد وطلب منه أعتلاء المنصة من أجل تسلم وسام التكريم الذي لن يفي حق عمه ولكنه بمثابة اعتراف من قبل الجامعة بفضله الكبير عليها والذي يستمر في جلب المنفعة حتى الأن وسيستمر إلى أن يشاء الله، صعد يزيد متأثرًا بما سمعه في حق عمه يشعر بالفخر والعزة والقى كلمة بسيطة بعدما طلب منه رئيس الجامعة ذلك، وأوضح فيها فخره بعمه وكم كان يود لو أنه كان حيًا وحضر لحظة تكريمه بنفسه لكن تلك مشيئة الله التي أرادت أن يعود لوطنه محملًا في صندوقٍ خشبيًا بينما ظل أسمه يردد بين مصاف الأحياء كعلم من أعلام الجراحات التجميلية، أنتهى الحفل ووقف يزيد يتحدث مع بعض الأطباء من أصدقاء عمه والذين سعدوا بتواجد أحد من عائلة صديقهم العزيز، ثم جاء عدة رجال أعمال له منتهزين فرصة وجوده بينهم من أجل عقد صفقات تجارية فيما بينهم بعدما سمعوا أنه يمتلك مزرعة تعد من أكبر وأهم المزارع في العالم للخيول العربية الأصيلة، ومن بين الحضور كان هناك ثعلبًا عجوز ذو زوج من العيون الماكرة التي يسكنها الدهاء صامتة لا تتحدث لكن في صمتها تقول الكثير حيث وقف يراقبه من بعيد يمتنع عن الأقتراب منه مثلما فعل الكثير، ويريد ترك خطوة البداية ليزيد بأعتبار أنه صاحب شهرة عالمية فهو صاحب مصنع دواء يعد من أهم مصانع العقاقير الطبية في العالم، لكن أن كان هو ماكرًا فيزيد في المكر معلمًا، ووقف يدعى اللامبالاة من مراقبته له حتى يأتيه راكعًا مفشيًا بما تموج به نفسه وتبديه عيناه بكل سهولة، وحين قارب الحفل على الأنتهاء جاءه العجوز بعدما يأس من ملاحظة يزيد له يصافحه بكياسه معرفًا عن نفسه.

- مرحبًا مستر يزيد لقد رأيتك أثناء التكريم وأنه لمن دواعي سروري أن اتعرف عليك فانا كنت من أصدقاء عمك المقربين بل يمكنك أن تقول أنه كان من أعز أصدقائي وأدعى ويليام كاري، ولكن يمكنك منادتي ب ويلي فانا لا أسمح بها إلا لأصدقائي المقربين فقط وحيث أنك تكون أبن شقيق الدكتور عثمان فأنت لست بغريب عني بل سأمنحك المكانة والثقة التي كنت أمنحها له.

أومأ له يزيد بابتسامة دبلوماسية مدعيًا تصديقه فهو يعلم هويته الحقيقية ويعلم السبب الحقيقي وراء تقربه منه، صافحه وهو يومأ له بترحاب.

كنة الشيخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن