اللي يصلي ع النبي يكسب ♥جلس الجميع في حديقة واسعة على طاولة ممتدة.. الأشجار من حولهم تتراقص حين يداعبها الهواء
جلست نجاة تستنشق ذلك النسيم العليل وهي تبتسم.. منذ زمن بعيد وهي لم تجلس هكذا وكأنها فراشة لا تحمل للدنيا همًا.. رغم كل ما بها.. رغم كل ما تمر به.. هي لا تشعر أنها مثقلة بالهموم حقًا.. تشعر بأنها حرة فقط.. استرقت النظر نحو موسى الذي يحادث ندى بأن زوجها على وصول بلكنته المصرية وليس الصعيدية حتى لا يجلب لهم الأنظار.. رمى بنظره تجاهها يبتسم قائلًا:
شوفتي الظروف خلتني أعمل ايه.. انت اكيد فيكي شئ لله على فكرة!!ابتسمت وكل ما يخطر في بالها جملة
"دافئة جدًّا فكرة أن يكسر أحدهم إحدى قواعده لأجلك، كمَن يكون طبعه الصمت لكن حينما تكون أنت جليسه، يتحول فجأة لأكثر إنسان ثرثار في العالم، شعور صادق ودافئ جدًّا، شعور أنك استثناء."شعرت بأن نظراته لها تذيبها
فأنزلت نظرها وحمرة الخجل القاني تكسو وجهها
ليقطع سيل النظرات تلك صراخ الصغيرة فرحًا بعودة والدها تقول وهي تجري نحوه: بابي جه!حملها عن الأرض وهو يحتنضها بشدة وهو يقول:
سلسبيلي اللي وحشتني ♡•نهض الجميع في استقباله ليقترب هو منهم.. ابتسم له موسى يهنأه على سلامته بعينيه وكذلك قالت نجاة لتتبقى تلك التي تنظر له باشتياق وعيناها مليئة بالعتاب ليتقدم هو منها يقول هامسًا:
وحشتيني يا نيدو ♡•رفعت عيناها نحوه وقد كستها غشاء من زجاج دموعها تقول: عايزة أقولك انك موحشتنيش وان خسارة فيك الكلمة الطيبة.. بس للأسف مش هقدر
ضحك هو يلثم جبينها بقبلة حانية لتحتضنه هي تقول: هونت عليك تقعد أسبوع معرفش عنك حاجة؟ كنت بتعمل ايه كل دة يا يونس؟
مسد على وجنتها يقول معتذرًا:والله الموضوع كان صعب جدًا عليا.. بس كله يهون لأجل المصلحة.. وبالنسبة لأنا بعمل ايه كل دة فأنا مش هقدر أقولك على حاجة.. بس صدقيني لما الوقت يكون مناسب هقولك
استاءت بالفعل من غموضهم المبالغ فيه لتقول:دي مبقتش طريقة دي.. هو كل شوية الوقت مش مناسب الوقت مش مناسب.. امتى الوقت المناسب دة؟!
ابتسم يحتوي غضبها:لما يجي هقولك.. دلوقتى احنا خارجين اهو متنكديش علينا بقى
ضربته في صدره تقول مغتاظة: دة أنت رخم
كانت دفعة بسيطة ولكنها أشعلت نار جرحه حقًا..حاول أن يبقى ثابتًا ولا يظهر عليه الألم فابتسم وأخذ يدها يمشي بها نحو الطاولة قائلًا بصوت جاهد أن يخرج: مقبولة منك يا ستي.. روحي اقعدي مع ست نجاة بقىجلست جوار نجاة كما طلب تنظر له شزرًا لكنها سعيدة بقدومه ليبتسم هو لها بشحوب.. أما موسى فلاحظ ما عليه من علامات التعب فقال ناهضًا: أنا هروح أجيب الأكل.. تعالى معايا يا يونس
نهض يونس سريعًا ليرحل معه.. أمر موسى أحد رجاله أن يحضر الطعام لهم على الطاولة أما هما فدخلا الحمام.. ليرفع موسى سترة يونس ليجد أن ضماد جرحه ليس محكمًا فقال ساخرًا: ايه دة يا غالي؟!.. هي ندى بقت قوية كدة امتى
لم يرد يونس فقد كان متعبًا فقال موسى وهو يخرج من حقيبة أخفاها في الحمام علبة ضماد وقطن تحسبًا لحدوث هذا:أنت مغيرتش ع الجرح الصبح مش كدة؟
أنت تقرأ
محاولة نجاة (مكتملة♡)
Actionماذا يفعل المرء إذا أغلقت جميع الأبواب في وجهه وأعلنت الحرب وهو بمفرده يضرب بأفكاره عرض الحائط، يتركه كل عزيز ليواجه الظلام حتى يظهر له شعاع نورٍ يعيد له الأمل من جديد فيطغى بنوره على ظلامه ويكون له نجاة من مصائب الزمان. محاولة_نجاة