☜ صلِّ ع النبي ☞
تقضم أظافرها من القلق جالسة تنظره بفارغ الصبر إلى أن نهضت منتفضة تقول بذعر: لا كدة مينفعش.. أنا هفضل اكل في ضوافري لحد ما أوصل لكوعي وهو لسة مجاش.. يا رب استرها يا رب
ظلت تتحرك ذهابًا وإيابًا تفكر إلى أن تعبت واحترقت أعصابها من القلق.. لما كل ذاك التأخير لقد ألزمها بالبقاء هنا دون حراك ووعد بأنه سيأتي ولن يتأخر..ما الذي حدث إذًا؟
سمعت مريم دق على الباب فدق قلبها بعنف من الخوف..قاسم دائمًا ما يفتح بمفتاحه إذًا من الطارق؟
قُرِع الباب مرة أخرى فتجمدت أوصالها.. أيعقل أن راجح قد وصل لمكانها.. أيمكن أن يكون قتل قاسم؟!.. أم أنه عذبه ليعترف بمكانها؟!.. نفت برأسها سريعًا تنفض تلك الأفكار عن رأسها تقول:لا لا قاسم ميعملش كدةطُرِق الباب مرة أخرى ولكن تلك المرة سمعت صوتًا لم تسمعه منذ مدة وقد اشتاقت له حقًا يقول هامسًا بلهفة: افتحي يا مريم.. لو أنت جوة افتحي يا بنتي
هرعت نحو الباب تفتحه بلهفة لتجده يقف أمامها ينظر لها باشتياق جلي بان في عينيه
إنه والدها!!
____________
أوقف سيارته على مسافة من المنزل يقول حازمًا قبل أن ينزل منها:متتحكريش من هنا يا ندى أنت والبنت.. ربع ساعة لو مرجعتش ابعدي عن هنا واتصلي بموسىلم يترك لها فرصة لترد وأسرع بالجري إلى أن وصل المنزل
كان منظر الحراس المقتولين والدماء المتناثرة من حولهم مقبضًا لقلبه.. سمع صوت أنفاس أحدهم يبدو أنه لا زال على قيد الحياة فهرع نحوه ليقول الحارس بألم:حراسة راجح خدونا على خوانة.. احنا أسفين يا باشا مقدرناش نحمي الست نجاة
قبض يونس على يده بعنف يقول بغضب دفين مهدئًا إياه:اهدى يا عربي متخافش هتبقى كويسدعمه لكن كان الحارس يودع آخر قدر من طاقته فقال موصيًا:أمي وأخواتي أمانة يا باشا.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله
ثم سقطت يده معلنة عن انتهاء حياته ولفظه لأنفاسه الأخيرة لتدمع عينا يونس ويتركه وهو ينهض بغضب يحرق الأرض من تحته يبحث عن نجاة يتمنى ألا يكون مصيرها كما مصير من حوله.. بحث في كل أرجاء المنزل ولكن بلا فائدة فهو لم يعثر عليها من الأساس
خرج من المنزل يهاتف موسى.. أعاد الإتصال مرات عديدة إلى أن رد موسى أخيرًا فقال يونس بخواء:
نجاة مش في البيت والحراسة اتصفوا يا موسى.وعلى جانب آخر
كان موسى برفقة أسامة وقاسم في السيارة في طريقهم لانقاذ هاجر حين سمع الخبر لتجحظ عيناه بصدمة يقول بفزع: يعني ايه مش في البيت!!
أتاه الرد من يونس يقول بغضب:راجح الكلب بعت رجالة صفوا رجالتنا واخدوها
اشتعلت عيناه يردف متميزًا من الغضب:خد ندى وارچعوا.. ندى مسئوليتك يا يونس
قال ما قال ثم أغلق ليزفر يونس أنفاسه بأعصاب تالفة يجري نحو سيارته يهاتف رجاله:ارجعوا ع البيت خدوا الجثث واتكفلوا بالباقي(قصد بالباقي ما يخص تبليغ أهلهم وكفالة عوائلهم)
وما إن وصل لسيارته حتى سألت ندى بمعالم مذعورة: في ايه يا يونس.. جثث مين؟!
ليتنهد هو قائلًا:راجح بعت رجالته يخطفوا نجاة.. وقتلوا رجالتنا
لتشخص عيناها برعب تضع يدها على فمها تمنع شهقتها المذعورة
أنت تقرأ
محاولة نجاة (مكتملة♡)
Actionماذا يفعل المرء إذا أغلقت جميع الأبواب في وجهه وأعلنت الحرب وهو بمفرده يضرب بأفكاره عرض الحائط، يتركه كل عزيز ليواجه الظلام حتى يظهر له شعاع نورٍ يعيد له الأمل من جديد فيطغى بنوره على ظلامه ويكون له نجاة من مصائب الزمان. محاولة_نجاة