نتائج القبول (3/2)

13 3 0
                                    

أفكار غبية تلك التي تدعي بأن المرأة عورة لاتستر إلا بالزواج، وبأنها  ناقصة لاتكتمل إلا بالزواج، وبأنها ضعيفة لاتقوى إلا بالزواج. أنا مع فكرة أن الزواج ستر للمرأة، لكن لايجب أن يتم الموضوع غصبا عنها، أن يتم بهذه السرعة، بعد أنقضاء فترة الجلوس لدين والدي بيوم واحد فقط، أن يتم هكذا، بكل بساطة دون أن تنال على أدنى حقوقها وهو الرضى والقبول. لقد كان مهرها هو كفالة عمي لأبنائها. لقد كانت مدينة لأبي طوال عمرها لأنه قد من عليها بالزواج، بالستر والكمال والقوة، ولذلك فقد جلست له أربعة أشهر وعشرة أيام أخرى ليأتي عمي بعد أبي فتكمل أمي سداد الدين له.

كنت أتمنى يومها أن تجد أمي من يقف إلى جانبها. أن تجد من يدافع عنها من أهلها. من يقول :لا

بصوت واضح ومسموع، لكن الصوت الطاغي حينها كان صوت العادات والتقاليد. كان هو الصوت الوحيد المسموع من بين أصواتنا وضجيج أنفسنا المكتظة بالحزن واليتم والخوف والقهر. كنت أخشى أن يكون مصيري كمصير أمي حينها. تلك التي كانت تكبت دمعتها وتكابر أمامنا حتى لا نضعف. هي لم ترغب بأستبدال زوجها. ونحن لم نرغب بأستبدال والدنا، لكنه الواقع. الواقع المرير الذي يذيقنا العلقم ويجب علينا أن نتجرعة بفم ساكت، ونتظاهر بالرضا والسرور. مازلت لا أنسى دموع أمي التي بللت المخدة في تلك الليلة قبل أن تزف لعمي. كنت أنام معها على فراش واحد. وكأنني أودعها، فبعد تلك الليلة ربما لاتسنح لي الفرصة بأن أنام معها في غرفة واحدة. وعلى سرير واحد. كنت أسمع تقاطر الدموع على وسادتها.

حضور من سراب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن