الفصل الثالث(الحقيقة)
احمرت وجنتي نهلة وهي تدرك ما قالته ...عضت لسانها وهي تهمس :
-يخربيت غباءك يا نهلة الراجل يقولي عليكِ ايه نوفل معرفش يربيكي. ...
كان قيصر يتأمل نهلة وعلي شفتيه ابتسامة ساحرة للغاية ...كانت عينيه تجولان عل وجهها بإنبهار ادهشها حتي توقفت علي عينيها....تركزت عينيه علي عينيها حتي شعرت أنه يخترق روحها ...ابتلعت نهلة ريقها وهي تقول:
-لا تطلع فيني هيك عيونك حلوين اسم الله ...
ضحك قيصر عليها لتحمحم وهي تتمسك بجديتها وتقول:
-شكرا انك أنقذت حياتي ...ودلوقتي عن اذنك ...
ثم تركته وركضت مسرعة ...
ابتسم قيصر وهو يتابع هروبها ...
.........
بعد نصف ساعة. ..وصلت اخيرا للعمل ...وضعت كفها علي قلبها الذي ينبض بقوة ثم ضحكت وهي تتذكر هذا الغريب صاحب اجمل عينين رأتهما في حياتها ...هزت رأسها ثم دخلت بخوف الي القاعة الكبيرة لتفاجئ بصاحب العمل يقف بجوار البيانو وهو يعقد ذراعيه بضيق ...ابتلعت ريقها لينظر إليها شذرا ويقول:
-تأخير...
-انا اسفة قبل ما تزعق....بعدين ده تأخير عشان الزحمة ...وانت عارف المواصلات وكده ...
زفر يوسف بحنق وقال:
-نهلة أنتِ جدك نوفل الاسيوطي معقول معاكيش عربية !!
نظرت إليه وهي تقول بسخرية:
-نوفل !!!,ويجيب ليا عربية ....قلبك ابيض والله ...المهم خليني أبدأ الشغل عشان الولاد مستنيين ...
هو يوسف رأسه وخرج ...بينما جلست نهلة كعادتها وهي ترحب بطلابها وتعلمهم ...كم تعشق هذا العمل ...تشعر انه المنفس الوحيد لها من تلك الحياة التي تعيشها...الموسيقي بالنسبة لها هي الحياة ...فلا تشعر بالوقت وهي تعزف وتعلم طلابها ...بل تستمتع معهم وتشعر انها انفصلت مؤقتا عن هذا العالم القاسي وذهبت لعالم آخر ...عالم نقي تماما ...مبهج للنفس....
بعد حوالي ثلاث ساعات قد انهت نهلة عملها وخرجت ...وقفت في الشارع لتوقف سيارة أجرة ولكنها تجمدت وهي تري ذلك الشاب الوسيم يقف بعيدا ...ابتسامة خجولة التصقت بشفتيها وهي تنظر إليه...رباه لقد اتي خلفها ...شعرت بدقات قلبها تتسارع بقوة وبقت مكانها لا تعرف ماذا تفعل بالضبط ...هل تقف مكانها او تذهب...ولكنه قاطع حيرتها وهو يقترب منها ...يا الهي...اخذ قلبها يقفز داخل صدرها حتي شعرت انه سيخرج من قفصها الصدري
-ازيك
قالها بصوته الساحر
-هو انت بتراقبني ؟!
قالتها سريعا ثم عضت لسانها بضيق بسبب غباءها
ضحك هو وقال :
-ايوة .
بهتت وهي تسمع رده البسيط والصريح في نفس الوقت ...لم تري رجلا بتلك الصراحة ابدا ...
اتسعت ابتسامته وعينيه تطوف علي وجهها بإفتتان كأنه لم يجد اجمل منها وقال:
-تسمحي نشرب قهوة مع بعض ...
هزت هي رأسها كالمغيبة تماما ...
....
بعد عدة دقائق كان يجلسان في مقهي لطيف يحتسيان القهوة ويتحدثان سويا ...كانت نهلة تشعر أنها تطير فوق سحابة وردية ...فراشات تتحرك بمعدتها وهي تنظر في عينيه ..أنها تغرق لا محالة...تغرق في الحب !!
.....ولجت نهلة لمنزلها وهي تشعر بالسعادة ....للمرة الاولي في حياتها تشعر ان قلبها يخفق بكل تلك القوة ...للمرة الاولي تتذوق تلك السعادة وتري ان هناك آمل في حياتها الكئيبة المظلمة ...ولجت لغرفتها وهي ترقص بلطف بينما عقلها وقلبها معه هو ..كل تفصيله فيه انطبعت في روحها ...ما زالت صوت ضحكاته الجذابة تتردد في عقلها ....وقعت علي الفراش وهي تتنهد بحب ...ما ذلك الذي تشعر به ...تشعر كأن هناك فراشات في معدتها ...تشعر بسعادة غريبة أول مرة تشعر بها وعقلها يرفض تذكر احد غيره ...اغمضت عينيها وهي تستحضر صورته انها وابتسم ...عيناه كالنبيذ قادرة علي سلب عقل أي حد وهي ليست استثناء...فقيصر قد سلب عقلها تماما...تنهدت وهي تذهب في النوم دون انتظار بمزاج رائع...بعد ثانية كان قيصر بجوارها علي الفراش ...عينيه الزرقاء تلمع بقوة بينما يتأملها وهي نائمة ...كانت رائعة الجمال ...بريئة للغاية وطفولية تمتلك روح رائعة ...روح يريد التوغل إليها ومعرفة اسرارها ...امسك كفها بتردد ثم قبله ونام بجوارها وهو ما زال يتأملها ...اقترب منها اكثر وهو يهمس في اذنها قائلا بحب:
-انا بحبك يا نهلة ...بحبك اوووي اكتر من حياتي حتي ...متعرفيش اني حاولت كتير ابقي في الضلمة ومدخلش حياتك بس مقدرتش اقاوم ...لقيت نفسي بقربلك اكتر وبحبك اكتر واكتر وقتها قررت اكون اناني واخليكي ليا ...عشان كده ظهرت وقريب هعرفك حقيقتي ...
قالها سريعا ثم اختفي ....
......
في اليوم التالي نهضت هي بنشاط ...جهزت ملابسها ومنشفتها ثم كادت تولج للحمام الا ان رنين الهاتف اوقفها امسكت هاتفها لتري من ...اتسعت عينيها بسعادة وهي تجده قيصر ...ردت بسرعة لتغمض عينيها وهي تسمع صوته يقول:
-ازيك يا نهلة اخبارك ؟!
ابتسمت هي وردت قائلة :
-كويسة يا قيصر ...انت اخبارك ايه
تجاهل السؤال وقال:
-ايه رايك اعزمك النهاردة علي الغدا عشان نتكلم علي الموسيقى ...
ابتسمت بحماس وقالت:
-موافقة ...استني ربع ساعة وهجهز وبعدين ابعتلي رسالة وقولي المكان فين
-تمام ...
اغلقت معاه نهلة الهاتف ثم احتضنته بقوة وقالت:
-هو الزهر هيلعب معايا ولا ايه ؟
.....
تقابلا مجددا وتحدثا كثيرا ...تلك المرة تيقنت أنها علي مشارف الوقوع في حبه .....قضيا النهار بطوله سويا حتي الليل
....
كانا بتمشيان سويا وجهها مثبت في الارض بينما وجهه يراقبها بإفتتان...لم تشعر هي كيف عادت الي تلك الحديقة ....
نظرت نهلة بهلع الي تلك الحديقة وقد شعرت أن الاحلام اختلطت بالواقع ...
-لا لا خلينا نمشي من هنا
قالتها نهلة برعب وهي تتمسك بذراع قيصر ... ليحاول قيصر تهدئتها ولكنها كانت مرعوبة للغاية وهي تتذكر ما حدث معها هنا اضافة الي انها لا تعرف كيف وصلت لمنزلها في هذا الوقت ...هي حتي الآن لا تعرف هل كان حلم ام حقيقة ...
بلعت ريقها وقالت:
-انا اصلا حلمت أن في الحديقة دي ..
-مكانش حلم يا نهلة
قالها قيصر بإصرار ..
نظرت إليه بصدمة ليكمل هو:
-كل اللي حصل حقيقي...الرجالة دي هاجمتك وانا اللي قتلتهم ...
شعرت بالدوار ... ماذا يقول هو ؟!كيف ؟!! ...
اقترب اكثر منها وقال:
-انا مصاص دماء يا نهلة عشان كده قدرت انقذك وقتها ...
-انت ايه؟!
قالتها بصدمة ليرد :
-انا مصاص دماء
صمتت نهلة فجأة ثم انفجرت بالضحك وقالت:
-يا اخويا انت مسكت في الكلمة ليه ...طب قول مستذئب...
لم يبتسم هو بل قال:
-لا لان انا فعلا مصاص دماء .!!
لتتسع عينيها برعب ثم تفقد الوعي!!!
يتبع
#حبيبي_من_عالم_اخر
#سولييه_نصار