الفصل الرابع(عشقته)
-يالهوي.
صرخت نهلة وهي تشعر بالمياة تنكب علي وجهها ...نهضت بخوف وتطلعت حولها لتجد نفسها في غرفتها بمفردها ...
-سلام قولا من رب رحيم ....أنا كنت في الحديقة ايه اللي جابني الاوضة ...
شهقت واضعة كفها علي فاها وهي تقول:
-يالهوي قيصر قالي أنه مصاص دماء لما كنت في الحديقة بس شكله كده كان بيهزر ...أو ده حلم غريب من احلامي الهبلة ...يالا الحمدلله أنا في امان ...
نهضت وهي تبتسم ولكنها كانت تشعر بالدوار وفجأة كادت أن تسقط علي الأرض وصرخت ...أغمضت عينيها ولكن شيئا ما يمسكها من خصرها كي لا تقع ...فتحت عينيها لتتسع بقوة وهي تراه ...يبتسم لها بسحر ...الان ركزت في هيئته أكثر....بشرته بيضاء تماما شاحبة الدماء لا تسير بها ...انيابه طويلة ...
-سلاما قولا من رب رحيم ...أنصرف ...أنصرف ...
ابتسم قيصر وابعدها وهو يقول :
-انا مصاص دماء يا نهلة مش عفريت ...
جلست نهلة علي الأرض واخذت تلطم علي خديها وهي تقول:
-هموت وانا معنديش دم يالهوووي ياني يااامه هموت علي ايد مصاص دماء ...الحقوني ...
نظر إليها قيصر بذهول بينما هي مستمرة في عويلها ...نظرت إليه وهي تمسك قدمه وتتوسله:
-ابوس ايديك يا باشا سبني أعيش أنا لسه متجوزتش حتي..أنا عايزة اجرب الfirst kiss ....
كتم قيصر ضحكته لتكمل هي وتقول:
-اعتقني لوجه الله وبلاش دمي أنا اصلا معنديش دم ...نوفل دايما بيقولي كده ...
اتسعت عينه وهي تقول:
-نوفل ايوة أنا لقيت الحل ....
نهضت ورفعت رأسها وهي تقول :
-شوف يا كابتن بيني وبينك كده انت لو مصيت دمي مش هيكفيك ...أولا عندي انيميا وثانيا فصيلة دمي رديئة اووي طعمها مش هيعجبك ...
اقتربت منه وهمست :
-بس اقولك سر ...نوفل معندوش انيميا وصحته زي البومب صحيح عنده سبعين سنة بس عنده صحة عني وكمان فصيلة دمه راقية كده وهتعجبك O موجب ...أنا ممكن اخدره واجيبهولك عادي جدا احنا عيلة واطية فتلاقينا في بر الأهل مش قد كده ....
ضحك قيصر بقوة وقال ليخيفها :
-بس أنا عايزك انتِ بس ....
-يا مرك يا نهلة ...ابوس ايديك يا باشا اعتقني لوجه الله أنا مش عايزة اموت دلوقتي ..
نظر إليها بعمق وشدها إليه وقال:
-مين قال اني عايز اقتلك ...أنا مبأذيش البشر ما بالك بحب حياتي.
-حب حياتك
قالتها بذهول ليهز رأسه ببطء ويقول:
-انتِ يا نهلة الوحيدة اللي خطفتيني من اول مرة من انتي وصغيرة ...
هزت رأسها بذهول وقالت :
-انا مش فاهمة حاجة ...
امسك كفها وقال :
-انا بحبك ...بحبك اوووي ده اللي لازم تفهميه...
-ازاي انا بالنسبالك فريسة ...وانت الصياد
قالتها برعب ليرد هو :
-بالعكس أنتِ الصياد وانا الفريسة ...أنتِ قدرتِ تخليني اقع في حبك ...
كانت مذهولة ...عقلها لا يستوعب ما يقوله ...هل ستعيش قصة حب مع مصاص دماء كما تري في الافلام الخيالية ....
-متفكريش كتير
قالها بصوت غريب ثم أكمل:
-انا مش جاي اطلب حبك انا جاي اقول اني بحبك لكن أنا مش متوقع انك تحبِ وحش زيي...عشان كده متقلقيش هختفي من حياتك بس اوعدك أن مفيش خطر هيمسك واني في الخطر دايما هنقذك أو اموت زيك ...
ثم وفجأة اختفي جاعلا إياها تحارب مشاعر الضيق التي سببتها كلماته ...سيختفي ماذا يعني هذا ؟!!شعرت أن قلبها ينقبض ...شعرت بالإختناق لدرجة أن الدموع أصبحت تنساب من عينيها بغزارة ثم وضعت كفها علي وجهها وانفجرت في البكاء ....
........
مرت الايام والحزن يتملك من قلبها أكثر ..ابتعدت عن الجميع حتي صديقتها المفضلة سها وحاولت سها كثيرا أن تعرف ما بها ولكنها كانت منغلقة مما جعلها تسأم منها وتنشغل بحياتها خاصة أنها ارتبطت بزميله في العمل ...حتي جدها لم يعد يهتم بأمرها ...شعرت بالوحدة ...شعرت أن الحياة لا تحبها ...أصبحت شاحبة ليس لديها أي شغف حتي للموسيقي ...
في يوم
كانت في غرفتها تبكي كالعادة ولكن فجأة نهضت وهي تمسح دموعها وسارت حتي وصلت لشرفتها ووقفت عليها وكادت أن تقفز إلا أنها صرخت وهي تشعر بأحد يدفعها للداخل ...
وقعت علي الارض لتري وجه قيصر المتقلص من الغضب وأصبح يصرخ بها:
-انتِ اتجننتِ صح ؟!!
ابتسمت بسعادة وهي تراه أمامها وقالت:
-عملت كده عشان تظهرلي ...
نهضت واقتربت منه ثم ضمته وهي تبكي :
-انا بحبك ...اكتشفت اني بحبك لما اختفيت ....حسيت قد ايه انا وحيدة ..
أبعدها عنه برفق وقال:
-انا معرفش علاقتنا آخرها ايه
-مش مهم
ردت سريعا ثم أكملت :
-انا عايزة اعيش اللحظة معاك ...
ضمها إليه ثم اختفي بسرعة
.........
-انا بطير فعليا ..
صرخت نهلة بحماس وهي تتمسك بذراع قيصر بينما يركض بها سريعا ...كان سرعته مذهلة...كان ينظر لها بشغف وهو يتأمل فرحتها تلك ...ابتسامتها تلك احيت الجزء البشري منه ...لم يكن سعيد لتلك الدرجة منذ مئات السنين ....لم يدخل قلبه السعادة الا عندما رأها وهي صغيرة ...ومنذ ذلك الوقت لمست جزء منه وقرر انها ستكون شريكته ...لا يدري كيف ...فوالده لن يسمح له بالزواج من بشرية حتي لا يكتشفان البشر وجودهم ...ولكن بكل غباء اعترف لها بحقيقته المظلمة...وربط حياته بها ولكنها دوما عرف الحب انه ضرب من الجنون ...يجعلك تفعل اشياء لم تتوقع ان تفعلها من قبل ..يجعلك تشعر انك علي قيد الحياة وهو كان ميت حتي دخلت هي حياته ....لقد تعلق بها منذ صغرها ...رأها تزهر امامه ...تبكي وتضحك ...وقرر أن يعيش في الظل ويكتفي بالنظر إليها من بعيد حتي لا يكشف هويته ...ولكن تعثرها بتلك الرجال جعله يخرج من ظلامه وفقد السيطرة ...لم يجد نفسه الا وهو يقحمها في حياته بقوة ......
وصلا الي احد الشواطئ الفارغة ثم انزلها ...ضحكت نهلة وكادت ان تسقط وهي تشعر بالدوار ولكنه امسكها ... ابتسمت له وهي تغرق بعينيه وقالت:
-خايفة اكون بحلم يا قيصر ...أنا لحد دلوقتي حاسة ان كل ده مش حقيقي ...مجرد حلم جميل ...
-انتِ عايزاه يبقي حلم ولا حقيقة
امسكت كفه وقالت:
-عايزاه يبقي حقيقة طبعا ...أنا مش عايزة غيرك ...نفسي ابقي معاك للأبد يا قيصر ...
ابتسم حتي بانت غمازاته ومرر كفه علي وجهها قائلا:
-وانا كمان ...ووعد مني دايما هكون معاكي...
تنهدت ولمعت عينيها ليقول بهدوء:
-عايزة تقولي حاجة صح؟!!
هزت رأسها وردت عليه قائلة:
-قيصر أنا مش حابة حياتي هنا ...جدي اتغير معايا عايز يمشيني علي مزاجه وصاحبتي المقربة بدأت تشوف حياتها محدش مهتم بيا ...
-انا مهتم بيكي ...
ابتسمت بحب وقالت:
-عارفة عشان كده عايزاك تحولني ...
نظر للجهة الاخري بضيق ......لتمسك هي كفه وتدير وجهه إليها وتقول :
-اسمعني بس للأخر ابوس ايديك
ابعد كفيها بغضب وقال:
-اسمع ايه بس ...عايزة تكوني وحش زيي يا نهلة ...عايزة تعيشي في الظلام طول حياتك وتكوني مهددة دايما ...قوليلي عايزة كده ...
-عايزة ابقي معاك
قالتها بآسي
ليحاوط هو وجنتيها ويقول بحب:
-وانا معاكِ دايما يا حبيبتي بس لا مقدرش اخليكي تكرهي نفسك ...انا قعدت سنين كتيرة عشان أتقبل اني بقيت وحش ...الموضوع مش سهل ...
-ممكن سؤال
-اتفضلي
رد بسرعة..
-انت ازاي اتحولت؟!!
سألت بفضول ..ليتنهد وهو يجلس علي الرمل ...ناظرا الي القمر قائلا:
- بابا هو اللي حولني ...
بهتت نهلة ليبتسم قيصر بحزن ويقول :
بعد موت ماما بابا اتجوز واحدة من عيلة كبيرة اووي واللي كانت مصاصة دماء وهو مكانش يعرف ...اكتشف ده ليلة الدخلة لما هجمت عليه وحولته ...كنت صغير وقتها كنت عايش مع العيلة دي...كانت طقوسهم غريبة وتصرفاتهم مش مفهومة ...بس بابا قالي أن دي عيلتي دلوقتي ...كان في العيلة دي كبير اسمه المارد ..اسمه كان غريب وشكله اغرب الغريب أن كل لما تمر السنين مكانوش بيكبروا ابدا ولا حتي بيخلفوا كنت أنا الولد الوحيد لحد ما بقيت شاب وبدأت افهم انهم مش بشر بس مقدرتش اتوصل أنهم مصاصين دماء لحد ما بابا هو اللي اعترفلي قبل ما يحولني ...حولني عشان مموتش وميعيشش لوحده ...
مسح قيصر دمعه تسربت من عينيه وأكمل :
-انتشرنا وقتها وكتر عددنا ...قتلنا بشر كتير لحد ما البشر اكتشفوا وجودنا وهجموا علينا وبمساعدة خبير قتلوا كتير مننا واللي فضل هرب منهم...أنا وبابا جينا هنا مصر وقررنا نعيش زي البشر ..ونتغذي علي الحيوانات عشان محدش يشك فينا والمارد بس ده اختفي مش عارفينه فين ...شوفته من خمسين سنة اخر مرة لما كنت في روما بس كان للحظة وبعدين اختفي ...
جلست نهلة بجواره ووضعت رأسها علي كتفه وقالت:
-انا هبقي معاك للابد يا قيصر مش هسيبك ...
ابتسم قيصر وهو يقبل رأسها ...ومن بعيد كانت أعين حمراء تراقبهم برزت انياب المارد وقال:
-بشرية !!
يتبع
#حبيبي_من_عالم_آخر
#سولييه_نصار