بدأ الامر حينما وضعت كوب من القهوة الساخنة على الطاولة وانا مستمتع بقرائة احد الكتب الجميلة لم يكن هنالك شيئا غريب سوى تلك الحشرة التي كانت تحاول النجاة من كوب القهوة بعدما اوقعت نفسها به كانت بل نسبة لي شيئا طبيعيا ولم ادرك حينها إني كنت واقعا بكوب من الحياة كبير الحجم. لم يلفت انتباهي سوى الرياح العاتية التي كانت تحمل معها الغبار والقيل من البكتيريا التي شرفت الكوب بزيارتها له.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
رغم الافكار البكتيرية التي كانت تغزو عقلي والغبار الذي يغلق عيني عن رؤية الكوب الإ اني استطعت العوم في مكاني. تمكنت بعد القليل من التردد ان اتذوق طعم الحياة استطعت ان أخذ رشفة قليلة منه. كما توقعت.كان مذاقه كالفاكهة التي اسقطتها الرياح على الارض حيث الحشرات الجائعة.استطعت ان اتذوق الحياة لكني لم استطع الخروج منها. فمن يسقط بالكوب يكون بأمكانه تذوق الحياة مهما شاء لكن بالمقابل سينتهي به المطاف غارقا فيها. كنت في كل يوم اتلهف بأن احصل على رشفة اخرى من الحياة لكي اذهب لعالمي الخاص حيث نبني المنازل ونكون العلاقاات الاجتماعية والارتباط الوثيق بالأسرة التي كانت تلهيك وتجعلك منغمرا بالاحلام. كلما استيقظت احتسي المزيد مستمرا بما بدأت. لم اتذكر اليوم الذي نفذت فيه الحياة واستطعت الخروج منها. وها انا باحثٌ عن كوبٍ اخر. (والإن استطعت ان اعرف لماذا اسقطت الحشرة نفسها بكوب القهوة فها انا اشق طريقي للبحث عن كوب حياة اخر لإسقط نفسي به)
