#الراوية..يجلس على مكتبه بعد أن عاد من عمله في الشركة يوقع على بعض الأوراق المهمة ورفيقه الهدوء حتى اقتحم يكسر سكونه التوأم جوان وجاد بضحكات أطربت أذني والدهما.
ترك ما بيده من أوراق يبتسم لطفليه قاءلاً
"ما بالكما أيُّها الشقيين؟..ثم كم مرة علي التنبيه بطرق باب المكتب قبل الدخول.."تجاهل جاد كلمات التنبيه يلتف حول المكتب يحتضن والده يقص عليه من مغامراته في المدرسة.. ثم أخبره نهاية عن درجة الامتياز التي حصل عليها في مادة الرياضيات.
قهقه الوالد بعلو على حماس ابنه وطريقته الطفولية في وصف الأحداث.. فقد كان جاد يقفز في مكانه بوتيرة منتظمة وعينيه الخضراء الواسعة تلمع بسعادة.
في هذه الاثناء وقفت جوان عن بعد تراقب الموقف بامعان،لاحظت الفرق.. لمِ والدهما لا يبتسم ويضحك لاخيهما الأكبر رايان؟! .. معهما ألطف أب في العالم.. ومع رايان بشخصية مختلفة باردة.. هي نفسها تهابه طالما أخوها الأكبر في الأرجاء.
"جوان حبيبتي.. ألن تأتي؟!.."
ناداها والدها بعد أن لاحظ شرودها باستغراب وكذلك فعل جاد.نسيت ما يحوم في عقلها من أفكار لا تناسب سنها الصغيرة،رغم هذا هي واعية ومتنبهة أكثر من جاد الذي لا يتصرف إلا ببراءة الأطفال الطبيعية.
ابتسمت ترد على نداء والدها
"سآتي.. "ركضت بسرعة يطير خلفها شعرها البني الطويل المموج محتضنة والدها، وبدأت في السرد والسرد بدون ملل أو كلل..نهايةً مسّد الوالد جسر أنفه يخفف من صداع رأسه وقد ندم على طلبه للحظة.
أخذت جوان نفساً عميقا تقول
"ثم أتى أخي رايان وقدم لي أزهار القرنفل الملونة يا أبي كاعتذار لي.. انها رائعة ورائحتها طيبة.. و و و.."أطبق جاد على فمها يردف باستياء
"اسكتي يا جوان أرجوك،رأسي صار يؤلمني من ثرثرتك.."سرح الوالد بفكره غير منتبه لطفليه اللذين يناديانه باستمرار.. تفكيره طار إلى رايان عند ذكر اسمه.. عادةً يكون في مكتبه في هذا الوقت يتلقى الأوامر بجدول أعماله حتى وقت النوم.
"أبييييييي"
صاح التوأمين بأعلى صوت عندهما بوقت واحد." ماذا.. "
رد باستغراب..نطق جاد بمرح
"هل تسمح لنا باللعب في الحديقة المجاورة.."وصاحت جوان بصخب
"اسمح لنا أبي.. أرجوك.."