استمتعواوجنته تكاد تشتعل من شدة الحرارة التي سرت بها إثر تلقيه صفعة برمت رأسه كليَّاً،وكاد أن يتهاوى من شدتها لولا توازن جسده في آخر لحظة.
بيده السليمة استقرت كفه مكان الصفعة مخفض الرأس، بعينان متسعة غير مصدق ما حصل للتو!!.
#رايان..
أنا..أنا لا أصدق..هل تحالف العالم أجمع ضدي يا ترى؟!
هل اتفقوا على تعذيبي وأهانتي أينما تطأ قدماي؟!.
أنا ماذا فعلتُ؟..ما الذنب الذي اقترفت؟..لستُ سوى صبي لا يقوى على دهس نملة وتخطيها،سأشعر بالذنب طوال حياتي وأعتبره جرم بحق نملة ضعيفة.
هذا الطبيب أو أيّاً كان،أنا لم أره قط في حياتي،بأي حق أتلقى منه صفعة شعرتُ معها بأن كرامتي دهست أرضاً.
لا..هذا لا يمكن..أنا واثق الآن..بل أشد الثقة..ارتكبت جرماً ما في حياتي القصيرة هذه،ولا أعلم ما هو،لا أعلم.
خطوات فارع الطول نحوي وصلت مسامعي لذا تراجعت لا أرادياً للخلف بخطوات متعثرة جزِعاً.
اصدمت قدماي بطرف السرير لذا تعثرت جالساً عليه،رفعت حدقتاي العسلية الخائفة أناظر ذاك الطبيب الذي ينظر إلي بعينان مظلمة.
بلعت ريقي بتوتر،وبدون تفكير نطقت بما يجول بخاطري،الذي سيصيبني حتماً بالجنون.
بحروف متقطعة
"م ماذا تر..تريد من..مني!؟.."ضحك بخفة..يبدو أن سؤالي نكتة بالنسبة له!..ثم مدّ ذراعه بغتة،أمسك شعري الطويل ورفعني عالياً من خلاله.
عضضت على شفتي بألم حتى أدمت،فأنا أشعر بخصلاتي تكاد تقتلع من جذورها.
بلعت صرخاتي المتألمة بجوفي،فهو وقبل أن يصفعني حذرني من أصدار أي صوت وإلا سأندم أشد الندم،ورغم جهلي بتهديده،ها أنا أنصاع لأوامره،الهالة المرعبة التي تلفه كفيلة بتحركي كالدمية بين يديه.
قربني منه حتى صارت اذني قريبة من وجهه وهمس"لا أريد منك شيء،والدك هو من باعك لي أيها الصغير اللطيف"
قلبي يكاد يخرج من قفصي الصدري بعد ما سمعته،اتسعت عيناي على آخرها لا أستوعب ما تفوه به،بل أفهم،لكني لا أريد أن أفهم،هذا يمزق روحي إلى أشلاء.
رماني على السرير بقوة،ثم رفعت وجهي أنظر اليه،فاض دمعي ولم أستطع،صفحة وجهي امتلأت بالمياه المالحة الغزيرة.