ج"6"

27 6 7
                                    

استمتعوا

أمام الحجرة رقم "21"

وقف ذاك الرجل فارع الطول مع الطبيب البدين يتهامسون في أمرٍ ما

ثم أخرج من محفظته رزمة من المال يسلمها له والذي تهللت أساريره وهو يومئ موافق على طلب الشخص الذي  ابتسم بخبث يعدل من نظارته الطبية التي أستعارها للتو.

أخذ الطبيب طريقه يذهب ينجز باقي أعماله، والآخر دلف الغرفة بهدوء والابتسامة العريضة لازلت تشق وجهه.. هو مستمتع حد الجنون.

تفحص نفسه بنظراته بداية من المريلة البيضاء حتى سماعات الأذن وثبت النظارة على جسر أنفه جيداً.. ابتسم باتساع يهمس
"يليق بي، أنا الآن حقاً طبيب،يا للمتعة.."

اختفت ابتسامته يحتل مكانها البرود يقترب بخطوات بطيئة يجلس على الكرسي بجانب السرير الذي افترشه ذو الثانية عشرة.

يغط في نومٍ عميق بعشوائية، مبعثر الشعر ومذكرته وقلمه قد سقطا أرضاً بعد أن غلبه النعاس أثناء استرساله بكتابة مذكراته.

نظر لوجهه الشاحب ثم امتدت كفه تمسد شعره الأملس بلطف وحزن يصطنعه مردفاً
"مسكين، أنت حقاً مسكين"

لم يستطع كبح نشوته فهربت من ثغره قهقهات خافتة لتتحول إلى عالية مختلة،وتقاسيم وجهه تتبدل تارة يبتسم وتارة يبكي رغم استمرار ضحكه مكتف اليدين، انتبه على انزعاج الصغير حيث انكمشت ملامحه، فأردف يقهقه
"أز أزعجته"..

فتح رايان جفنيه ليتسع بؤبؤ عينه بخفة، هل هو يحلم؟!.. أمام ناظريه الآن مختل يضحك بهستيرية..أو بالأحرى طبيباً مختل عقلياً..

رمش عدة مرات باستغراب، فانتبه ذاك الشخص على صحوته فابتلع باقي جنونه وقد عدل نفسه ليس وكأنه نفس الشخص منذ ثانية.

استقام رايان يعدل من جلسته يفرك عينيه بعدم تصديق، ربما هو يحلم وحسب، فالشخص الذي أمامه الآن مختلف تماماً..نفض أفكاره بسرعة.. محدثاً نفسه بأنه كان يحلم بالتأكيد.

فاستطرد يقول ببحة صوت أثر نومه العميق محدثاً قطعة الجليد التي امامه "من أنت يا سيد؟!.. هل أنت الطبيب الذي سيشرف على حالتي؟.. سأخبرك أن لا تتعب نفسك، فموعد خروجي من هنا في الغد.."

قام الشخص الغريب بوضع سبابته على شفتي رايان يمنع من المتابعة يردف
"بالضبط.. ثم لن تخرج من هنا حتى قدوم ولي أمرك، هذا مخالف لقوانين المشفى.."

انتاب رايان شعور غريب من ملامسته له،فارتد للوراء لا اراديا يهمس بخفوت
" لا تلمسني.. "

وَجَعُ الأنتِقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن