بارت 12

2.3K 90 0
                                    


"أحيانًا أشتاق لعقرب كان في حياتي " ...
فتحت عينيها و تأوهت بألم عند محاولتها النهوض ، حتى تذكرت أحداث الليلة الماضية فبدأت دموعها بالإنهمار و وجدت نفسها نائمة على الأرض في تلك الغرفة الكئيبة فنهضت و صرخت بأعلى صوتها : أخرجني من هنا أيها الحقير ، ماااااايكل أنا أكرهك .
سقطت على الأرض تبكي في صمت و عقلها ملئ بأفكار عديدة ، نظرت إلى ثوبها الممزق و الذي لم يبقى منه أي شيء ثم تذكرت أحداث الليلة الماضية فكرهت نفسها و فكرة حبها لرجل مافيا .
-غبية غبية لما لما حلمت يومًا بأن ألتقي برجل مافيا لماذا ؟!!!
ضربت نفسها مرارًا و تكراراً ثم إتكأت على الحائط تنعي حزنها و تسترجع كل آلامها ...
فلاش باك ...
تحدق فيه و كيف يتحدث مع رجال من حوله و الذين على ما يبدو كلهم رجال مافيا ، إبتسمت فرحاً و شعرت أنها تعانق السماء من كثرة فرحتها بتحقق حلمها أخيرًا و هاهي تتزوج من رجل مافيا لكن هل سيدوم هذا الزواج ؟ تلاشت إبتسامتها و إبتعدت عنه بهدوء حتى لا ينتبه و خرجت من القاعة التي كانت مليئة بالناس و الصحافة التي لا تضيع فرصة واحدة لإلتقاط صورة جديدة للمقالات التي ستنشر غدًا على هذا الحدث الذي أتى بضجة كبيرة ، شعرت ببعض الدوار فخرجت بثوبها الفضي تجره بصعوبة و توجهت نحو الباب الخلفي حيث توجد قاعة خالية تتواجد فيها الكراسي فقط .. و أول كرسي رأته جلست عليه بسرعة ترتاح و تتنفس بعمق بعد كل الضغط الذي يجافيها حتى شعرت بيد توضع على كتفها فإبتسمت ظنًا منها أنه مايكل فوضعت رأسها على يده قائلة مغمضة العينين : أريد العودة إلى المنزل أنذهب ؟
- منزلك لازال ينتظرك . أردف أمين بابتسامة .
لتتوسع عيناها و تنهض بسرعة تحدق فيه بصدمة ثم أردفت بتلعثم : أ... أنت ؟
- ألم تشتاقي لي . أردف بينما يقترب منها ثم أمسك يدها بحنان و أردف قرب أذنها : لقد إشتقت لك و لرؤية إبتسامتك .
أغمضت عينيها بقربه و قلبها الذي ينبض بقوة ثم إبتعدت بسرعة و تذكرت ما فعله فصفعته قائلة بأسى : أكرهك أكثر ما تتصور ، لقد خدعتني و أنا كنت أظن أنك ذلك الرجل الذي سأركض إليه من آلام الماضي ، أتعلم أنني أحببتك ؟ كنت أحب مجيئك كل مرة إلى المستشفى باحثًا عني ، ضحكت ثم أكملت بحزن : كنت أحب إهتمامك بي و بأدق التفاصيل عني حتى أنني أردت أن أقدم لك كل شيء فقط لكي لا تذهب لكن كل هذا مجرد تمثيلية لكي تنال مني ثم ترميني كأي دمية .
إقترب منها و حاوط خصرها قائلًا: صدقيني أنا أحببتك أيضًا و كنت معجبًا بك منذ أيام الجامعة و لا تنسي أنني رجل فلي إحتياجاتي أيضًا و أنت لم تدعيني يومًا ألمسك أو أقبل هاتين الكرزتين .
أردف بينما يحدق في شفتيها و إقترب لكي يقبلها حتى شعر بشخص يمسكه من الخلف و يرميه .
كان مايكل ورائهما و عيناه تشع بنار لا يمكن أن تطفئ إلا برؤية أمين جثة هامدة أمامه فإنقض عليه بلكمات للوجه جعلت عينه متورمة و لم يهتم لصرخات كايلي أو بكائها بل أكمل ضربه و عيناه لا ترى إلا مشهد إقترابه من كايلي و محاولة تقبيلها و هذا الشيء جعله يريد أن يحرق كل شيء أمامه حتى شعر بها تمسكه من ظهره و نحيبها لم يستطع تجاهله فإبتعد عن أمين الذي أغشي عليه ثم أردف بينما ينزع سترته : هيا للمنزل .
حدق فيها فوجد عينيها محمرتان من البكاء فسألها بإنزعاج : أأنت بخير ؟
أومأت له بنعم بينما تحدق في أمين الذي أصبح وجهه مليئًا بالدماء و تساءلت بحزن : ألازال حياً ؟
- لا أظن أنني قتلت هذا الحقير لكنه سيموت عن قريب هيا إلى المنزل سئمت من هذه الحفلة .
أمسك يدها بينما لازالت تحدق إلى أمين و قلبها يؤلمها بشدة عليه و لم تستطع أن تعترض مايكل أو يكمل ما بقى فصمتت و أكملت طريقها تبكي في صمت .
صعدت إلى السيارة و هو بقربها فأخذ قارورة مياه و قدمها لها لتشرب بينما أفرغ قارورة اخرى على يده ينظفها من دماء أمين حتى أردفت كايلي بينما تناظر يديه : أنت بخير ؟
- ما الذي ترينه ؟
- عليك تعقيمها .
- لا بأس .
وضعت رأسها على زجاج النافذة و دموعها تنهمر في صمت و عقلها لا يأبى الراحة من التفكير ( من سمات برج العذراء) أغمضت عينيها تتذكر منظره و كلامه لازال يدور في ذهنها و ألف سؤال تريد إجابة عنه لكنها عاجزة عنه ... حدقت في يدها التي أمسكها أمين و ضغطت عليها تفكر حتى توقفت السيارة و أمرها مايكل بالخروج ففتحت الباب و خرجت و لم تنتظر مايكل بل أكملت طريقها بسرعة نحو غرفتها ثم توقفت بعدما تذكرت يدي مايكل التي جرحت بالكامل و لابد أنها تؤلمه فتوجهت نحو الحمام و أحضرت علبة الإسعافات ، بينما أكمل مايكل طريقه إلى غرفته ليرتاح فوجدها فوق السرير تعبث بعلبة الاسعافات فأردف قائلًا: ما الذي تفعلينه ؟
- إجلس لأعقم يديك .
لم يجادلها لأنه يعلم أنها عنيدة و لن تخرج حتى تقوم بما تريده فجلس بقربها فجذبت يديه و بدأت بتعقيمها ثم أخذت ضمادة و لفتها على يده بينما يراقبه حتى إنتهت فنهضت و علبة الاسعافات في يدها لتذهب فأردفت قائلة: سأذهب إذًا ليلة سعيدة .
و قبل أن تلتف جذبها من يدها حتى جلست على حضنه و سقطت علبة من يدها و ناظرته باستغراب بينما كان يحدق في شفتيها و أردف بصوت رجولي مبحوح : هل لمسهما .
بلعت ريقها بصعوبة ثم نفت برأسها فأردف بينما يمرر أنامله على شفتيها بهدوء: إنهما لي لا أريد أن يتم لمسهما من طرف أي شخص أتفهمين ؟
لم تستوعب كلامه و لم ينتظر حتى إجابتها بل وضع شفتيه على شفتيها يقبلها بهدوء تحت ضوء القمر و هي مغمضة العينين ثم إنتقل إلى عنقها يقبلها بهدوء و هي في عالم آخر لا تشعر بجسدها حتى أردفت بكلمة واحدة جعلته مصدومًا توقف عن تقبيلها و تجمدت عروقه و إحمرت عيناه و هو يحدق فيها .
- أمين . أردفت بصوت خافت . ثم بدأت بالبكاء و هي مغمضة العينين .
لينهض بسرعة و يرميها على الفراش فنهضت قائلة : لالا أستطيع نسيانه أنا أحبه و لم أحب من قبل ، إنه الوحيد الذي إستطاع أن يدخل لحياتي و يقتحم وحدتي .
إتسعت عيناه و توقف عقله عن التفكير ، كانت في حضنه في غرفته و قصره و عقلها في شخص غيره ؟
- كنت جيدة ما الذي حدث ؟ أتريدين إهانة رجولتي ؟ أردف بعدم إستيعاب .
- مايكل لا أستطيع . أردفت و هي تبكي بهستيرية .
إبتسم بسخرية من القدر ، هو مايكل الادريسي الذي تتهافت الفتيات من كل بقاع العالم من أجله و تأتي فتاة تفكر في شخص آخر و هي في حضنه ، أهانت غروره و رجولته و أخذت كبريائه و رمته أرضًا ..
أمسك بها من ذراعها بقسوة و أردف بحدة لم تعهدها مسبقًا: أنا هو الأحمق الذي أدخلك حياتي و قصري و كنت أريد أن أجعلك زوجة لأن الفتيات مثلك لا يصلحن إلا أن يكن عاهرات لأسياد مثلي ، من اليوم كايلي آدامز أنت مجرد عاهرة في هذه البيت أتفهمين ذلك .
صرخ بها لتصفعه بقوة قائلة: إحترم تفسك يا سيد مايكل لم أكن و لن أكون يومًا عاهرة لك أو لغيرك أتفهم ذلك !!!
جذبها من شعرها بقوة حتى تأوهت و أردف ببرود: أنت تصفعينني ؟
بصقت في وجهه و أجابته بحدة : أكرهك و أكره اليوم الذي قبلت لعبتك القذرة حتى والدك يستحق إبناً أفضل منك .
صفعها مرتين على توالي لتصبح وجنتيها محمرتين ثم جذبها من شعرها بقوة أكثر قائلًا: إياك و إياك التحدث معي هكذا مرة اخرى.
- إبتعد إبتعد عني أيها الحقير . حاولت ضربه فجذبها من فستانها حتى تمزق بالكامل لكنها لم تأبى الهدوء فدفعته بعيدًا عنها و أردفت بينما تناظره و عينيها تشع كرهًا لاحظه :
- منذ صغري أحلم بأن ألتقي برجل مافيا و كنت أريد ذلك من قلبي و لكن اليوم بعد أن إلتقيتك ألعن اليوم الذي حلمت بك منذ صغري فأنت أحقر من أمين على الأقل هو خانني فقط و لم يرفعه يومًا يده علي كما فعلت أنت اليوم .. إن كنت سأندم على شيء أكثر مما أندم على أمنية التعرف عليك ستكون قبولي للعبتك القذرة .
إقترب منها أكثر و أجابها ببرود عكس النار التي تحترق بداخله بعد كلامها اللاذع : إن كنت قبلت هذه اللعبة فهذا بفضل هوسك اللعين برجل مافيا خاصتك فأما أنا كنت بالنسبة إلي دمية أستعملها فقط لكي أنفذ خطتي ثم سأرميك بعد ذلك لكن بعد هذا الكلام ستبقين طوال حياتك في هذا القصر و ستكونين عذرائي التي لن أقبل يومًا أن ألطخ جسدي بإثمك و لكن رغم ذلك فستكونين دائمًا بالنسبة إلي دمية أستغلها وقت ما شئت إلى غاية موتك أو موتي .
- في أحلامك . أجابته بغضب .
ليمسكها من ذراعها و توجه بها إلى غرفة أخرى بينما تصرخ و تحاول التملص من بين يديه حتى فتح باب إحدى الغرف الفارغة و التي لا تنظف حتى و رماها داخلها ثم أغلق الباب عليها تاركًا إياها وحيدة هناك مع أشباح الظلام .
و عاد إلى غرفته و قلبه يدق بسرعة و عروقه بارزة ، دخل غرفته و حطم كل شيء أمامه و توجه نحو المرآة و رمى هاتفه أول شيء لمحه عليها حتى إنكسرت لمئات القطع ثم أخذ هاتفه و أجرى إتصالًا و خرج بسرعة من القصر ، صعد سيارته و إنظلق بسرعة خيالية حتى وصل إلى أحد الأماكن المهجورة حيث يتواجد رجاله ، ترجل من السيارة و في يده مسدس و توجه نحو مكان واحد كان نصب عينيه حيث وجد أمين مكبلًا و على و فمه شريط لاصق نزعه بسرعة ليقول أمين بسخرية : هل أتيت للإنتقام من حبيبتك الصغيرة ؟
أشار مايكل لأحد رجاله و التي فهمها بسرعة ثم إلتف إلى أمين و أردف متسائلًا : لما لا تفهم أنها أصبحت ملكي ؟
- كايلي لم و لن تكون ملكك إنها لي على الأقل حتى أقوم بما أريد بها ثم سأقدمها لك أعلم أنك تريد إلتهامها .
- أنت لا تريدها إلا لحاجتك .
- كنت أريدها من أيام الجامعة اه كم كانت جميلة و مثيرة حد اللعنة .
تمالك مايكل نفسه بصعوبة حتى لا يقتله الآن و أكمل قائلًا : حتى بعدما علمت أنها ستتزوج لازلت تريدها ؟
- الشيء المحرم دائمًا ما يكون أكثر متعة و كم أريدها الآن بشدة أكثر مو أي وقت سابق بعد أن علمت أنها ستصبح زوجتك .
- أنت لم تحبها يومًا!!
- و من سيحب تلك المعقدة ؟ رغم أنها معجبة بي لم تفصح عن مشاعرها يومًا لي و دائمًا ما تكون باردة لا تستطيع حتى لمسك أو معانقتك حتى أنها لم تسمح لي يومًا بتقبيلها .
- و لن تلمسها يومًا .
أشار لرجله بالتوقف عن التسجيل ثم إلتفت إلى أمين و بدون مقدمات صوب نحو رأسه بطلقتين جعلت روحه تفارق جسده ، ثم عاد إلى القصر و لكن النار في قلبه لم تنطفئ بعد .

نهاية فلاش باك .

ضربت الباب بينما تصرخ و تنادي مايكل حتى يفتح لها الباب لكن لم يأتي حتى سمعت صوت الباب يفتح لتجد أحدًا من خدمه أحضر الغداء لتنهض بسرعة قائلة: أرجوك أخرجني من هنا !!
- آسفة سيدتي لكن سيد مايكل أمر ببقائك هنا و منع أمر خروجك .
- لكن ...
لم يستمع لها لكنها أضافت بسرعة قائلة: على الأقل أحضر لي بعض الملابس فهذه ممزقة ، حدق فيها ثم أومأ لها بنعم ليذهب لإحضار بعض الملابس .. إستغلت كايلي الفرصة و تناولت ما إستطاعت من الأكل ثم أفرغت الصينينة الحديدة و أخذتها و توجهت خلف الباب تنتظر قدومه و بمجرد أن فتح الباب هوت بالصينية على رأسه حتى سقط على الأرض مغميًا عليه ، أغمضت عينيها بأسف وركعت تحدق في رأسه و تحققت أن الضربة سطحية و لن تؤثر عليه ثم تمتمت بكلمة إسفة و تركت الصينية و خرجت بسرعة تجر ثوبها الممزق و تحاول تغطية الجزء المكشوف من جسدها .. توقفت للحظة تفكر كيف تهرب من هذا القصر و لم تفكر حتى في العواقب بل كل ما أرادته أن تبتعد عن جحيم العقرب و فكرة أن يحتجزها لآخر يوم في حياتها ...كان القصر هادئًا كالعادة فإغتنمت الفرصة و ركضت نحو غرفتها إرتدت أول شيء كان أمامها و الذي كان عبارة عن فستان بنفسجي يصل إلى ركبتيها و ذو أكمام قصيرة و لكنه مناسب لجسدها ، إنتعلت أحذية رياضية بيضاء و رفعت شعرها على شكل ذيل حصان و أخذت كلينيكس مسحت وجهها بسرعة و الماسكارا التي إنهمرت على عينيها، و حدقت من النافذة لم تجد أي أحد في الحديقة فخرجت بهدوء من غرفتها حتى لا يسمعها أي أحد  و نزلت الدرج و عينيها تتفحص المكان و قلبها ينبض بقوة لم تتخيل يومًا أنها ستقع في هذا الموقف ، وصلت إلى الباب فتنفست بعمق لم تجد أي أحد أمامها حتى سمعت صوته خلفها فأغمضت عينيها بأسى .
- حبيبتي كايلي إلى أين ؟! تساءل يؤسف باستغراب.
ليقول مايكل بسخرية : لقد ظلت الطريق على ما يبدو .
إلتفتت و حدقت فيه بكره ثم أردفت بابتسامة : نعم ظللت الطريق للأسف .

—————————————————————

SCORPION OBSESSIONحيث تعيش القصص. اكتشف الآن