امانة ابي

2.4K 43 2
                                    

كانت بدايةً للنهاية، حياة خالية من المخاطر و السلاح و المواجهات، كانت هذه احلامهم، بينما هي حياة غالبية الشعب او كما يقولون المدنيين الذين لا يعرفون اين تضع الرصاصة بالسلاح و لا كيف يحمل اصلاً، كانت خطواتهم تقول الكثير ملاحقين من يقول انه عمهم، او جلادهم لا نعرف، ع الاقل نعرف انه أذاهم كثيراً... يأخذ اخر خطواته ليتعثر و يسقط في حفرته الابدية ، يقف ع كل طرف اطراف حفرته احد ابناء شقيقه، يترجاهم ان يتوقفو يرفع اكين سلاحه موجهاً اياه باتجاه العم و يطلق عدة طلقات ليبقى الاخر ينازع روحه، يهدأ قليلاً و يرفع نظره باستفزاز ناحيتهم قائلاً "كيف ستعرفون مكان ابناءكم اذاً! ادريس كثير الكلام و الفتاتان! و وربما وصل ابنك انت ايضاً!" كانت كلماته كافية لتزعزع كيان كل منهم ع حدًا ، ماذا يعني هذا! لم يعرفو كيف وصل جومالي لعند الاخر و حمله من ياقته "ماذا تقول يا هذا!" يحول العم نظره الى صالح متجاهلاً جومالي و بصوت يكاد يخرج "ارسلت سلامي لاصدقائنا بافغانستان و هم وفو و ستستقبلهم قريباً يا بني! اراكَ في العالم الاخر يا صالح" "ارسلت سلامك ايضاً لربما تصفي انت حساباتي معهم" ثم صمت و ارتخى جسده معلناً انسحابه من الساحة و اخلاءها لمن سيأتي بعده "لا احد يجيب لا احد يجيب" كان يماش يمشي ذهاباً و اياباً محاولاً الاتصال بالعائلة لكن لا مجيب، يصعد جومالي الذي لم يفهم ما قصده هذا المعتوه من كلامه "ماذا يقول هذا يا صالح" لكن الاخر في مكان اخر تماماً يقف بل تجمد مكانه يشعر بقلبه يتصارع بصدره و نفسه يضيق، يعرف تماماً ما يعنيه العم! هذا الحساب الذي لم يحل للان، لكن لما الاطفال  ما دخلهم! تعصف الدنيا في رأسه، يتذكر من هم و ما هم قادرين عليه! يفكر و يفكر يحلل، ذهب في بعدٍ اخر يتخيل فقط مجرد تخيل ما الذي قد يفعلونه لاطفال بحجم الساق، تزداد حمرة عينه لتصبح حمراء كالدماء يتكلم الباقين حوله لكنه لا يسمع الا اشباه اصوات، يخرجه من عالمه صفعة من جومالي "هل انت هنا ام ماذا! هيا لنذهب بسرعة" لا يعرف كيف وصل الى السيارة او حتى كيف وصلو الى البيت، كان فارغاً لا احداً فيه! "ماذا يعني لا يوجد احد، ابحثو جيداً" ما هي الا ثواني حتى مرت سيارة و توقفت و انسحب السائق او لم ينسحب فقط خرج من العربة و اطلق النار ع رأسه و سقط قتيلاً ، صمت غريب و اجواء اغرب اهم بالارجاء اندفع ياماش ليفتح السيارة مع صراخ صالح "توقف" ليقترب من السيارة باحثاً عن اي شيء قد يضرهم يسمعون صوت احد يقاوم بالداخل غالباً صوت نساءهم لكن لا لن يقدم اي منهم فتح هذه العربة قبل تفقدها قد تكون هذه السيارة مفخخة لا احد يعلم، تفقدوها من كل طرف ليتبين انها آمنه فتح ياماش باب السيارة ليجد جميع النساء مقيدات و معصومات العينين و الفم ...
تقدم ياماش سريعاً و جومالي لفك ايدي النساء بينما تجمد صالح مكانه مجدداً يشعر كأن الارض تموج فيه و ذلك الهواء يضرب البارد وجهه، صحيح هو لم يتعافى تماماً بعد و كل هذا ضغط ع جسده،  تخرج كل من النساء معانقةً زوجها بينما سعادات تبحث عنه لتجده يقف خلفهم ، تلتقي اعينهم لتقول الكثير بينما لا صوت ولا كلام يمكن ان يعبر عن ما يشعران به اعاده للواقع صوت سعادات الباكي "لقد اخذو ادريس اخذو املنا يا صالح ماذا سنفعل نحن! ماذا يفعل الان!" تتغير ملامح وجهه فقد عاد لوعيه و اخيراً بعد ان كان يسير كالشبح بلا روح هائماً في عالمٍ لا يرحم احداً ، اقترب منه معانقةً اياه، يدخل الجميع للداخل ليطلب جومالي منهم الجلوس ليعتذر صالح "سأعود بعد قليل" "لا تتأخر" قالها جومالي و هو يلاحقه بنظراته ، اتجه الاخر لدورة المياة بعد ان اخذ بضعاً من الشاي الذي بقي بعد اصابته، من المفترض ان جرحه بدأ يلتئم فأي جرح بعمق اصابته يحتاج اسبوعين حتى يشفى و هم لم تمر ايام و تحرك كثيراً وصل غرفته ليتناول ملابس اخرى فهو يعلم ان ملابسه قد امتلئت تماماً بالدماء، انتبه لجرحه الذي بدأ ينزف بعد سقوط العم بالحفرة قبل ان يفجر القنبلة خاصته ، يفتح صنبور المياه ليخفي اي صوت تأوه ألم قد يخرج منه يخلع قميصه و يرميه في حوض الاستحمام، ليقرر غسل جسده بالكامل، تتساقط قطرات المياه ع جسده محاولةً تخفيف هذا الضغط الذي يمر به، و تنساب باتجاه المصرف حمراء داكنة، اعاد تضميد جرحك بكل ما وجد امامه، يعرف بانه لن يصمد طويلاً ان بقي ينزف هكذا ، عصر ملابسه القديمة حتى لا تحدها زوجته و هي مليئة بالدماء و رماها ع طرف حوض الاستحمام نشف شعره و رتب ملابسه و عاد للغرفة التي يجلس بها الباقون ليجد جومالي لازال يتبعه بنظراته لا يعلم بما يفكر لكن يعرف انه يريد شيئاً منه ...
سلطان: لقد تركو هذه الرسالة "ابنك سيكون ابننا و ابنتك ابنتنا حتى تعيد ما اخذته منا او بما يعادله، انتظر ردكم ابناء كوشوفالي، ابناءكم بالحفظ و الصون حتى تتواصل معكم صباحاً لنحدد موقع " قرأتها بصوت عالي لفت انتباه الجميع، ليكمل جومالي "ماذا حدث بالضبط؟" لترد زوجته "لا نعرف فقط عم ضباب بالبيت ثم وجدنا انفسنا بالسيارة تم تربيط ايدينا و اطفالنا بين يديهم وضعو المغلف بين يدي سلطان انيه، ثم اغلقت السيارة و فتحت مجدداً هنا" "من هؤلاء! و ماذا يريدون؟" كان تساؤلاً طرحة ياماش ليجيبه جومالي "جواب سؤالك عند صالح قال ال*** قبل ان يموت ان صالح سينهي حسابهم، ليسأله "هل انت معنا ام لازلت في عالم الغيب خاصتك؟" بيبدلهم صالح النظرات التي فهمو منها انه لن يتكلم امام النساء لينهض اةين طالباً منهن الذهاب لغرفهن و امن زوجته لدى جدته، و عاد ليجد جومالي يحرم بالغرفة و عيناه ع صالح ليقترب منه "هل انت بخير؟ وجهك شاحب" سأله ياماش بقلق ليومئ الاخر بالايجاب، "شي هؤلاء انهم نفسهم من كانو سيشترون بضاعة خليل ابراهيم (العم) الذين ..." يقاطعه ياماش "الذين فجرنا بضاعتهم!" "ايفيت" "وما دخلك انت بهم؟ لما سيصفون حسابهم معك!" ليجيب صالح الذي اقشعر بدنه فجأة ينتبه له جومالي الذي لازال يسير ذهاباً و اياباً ليكمل "لقد كفلتكم اي كفلناكم انا و تعرفون من و يبدو انه حرضهم علينا مجدداً، و الاسوأ انهم لا يرضون بالمال يعني يريدون بدلاً سيكون مخدرات او من شبيهاتها، و بما اني كفلتكم سيكون كلامه و حسابه معي لنا" وقف جومالي بجانبه ينظر له بغضب ينظر للساعة ستقارب الرابعة صباحاً "لن تفعل اي شيء لوحدك هل فهمت!" "لكن آبي ..." بينما وضع باذن يده ع جبهة الاخر "لا يوجد لكن، لن تفعل اي شيء حتى، ياماش رقم الطبيب الذي عالجه معك؟" ليقترب ياماش بقلق و يجلس بجانبه "معي، لكن لماذا؟" ليرد جومالي "حرارته مرتفعة و يقشعر جسده بين الحين و الاخر، اساساً وضعه غريب منذ بدأنا بملاحقة العم" يقاطعهم رنين هاتف صالح ليخرجه ع عجله بينما ترتعش يديه يخاف ان يكون من اخذ الاطفال هو المتصل... ليجيب ع الهاتف و يضعه في وضع مكبر الصوت..
"صالح كوشوفالي، لم نلتقي منذ مدةٍ طويلة، الم تشتق لنا؟ (بنبرة تملئها السخرية، ثم يتحول الصوت للجدية التامة) المهم الان سنرسل لك موقعاً و ستأتي خلال امممم اقل من ساعة و ستكون وحيداً" ليرد جومالي "لن يحدث صحته ليست جيدة" ليرد الطرف الاخر "لايهمني صحته الان، اريده لوحده جومالي باي... و خلال ساعة، و لاكون منصفاً يستطيع احدكما ايصاله للمكان لكن سيبقى بالسيارة و الا سيكون الثمن غالياً، ولن ترو ظفراً من ابنائكم بعد الان... هيا نراكم غداً" يغلق الخط ليتبادل الاخوة النظرات "لن نرسله هناك بوضعه هذا" ينهض صالح من بينهما متحاملاً ع نفسه فقد اسودت دنياه للحظات قبل ان يرى مجدداً ،يحمل معطفه متجهاً الى الباب "ميدات هيا ستوصلني انت" "حاضر آبي" ليقف جومالي امامه "هل نحن نثريات امامك! اجلس يا ميدات البيت هنا بامانتكم انت و اكين و ياماش، انا سأرافق العنيد الى مكان لقاءهم، لا اريد اعتراضاً من احد، اهتم بالموجودين هنا يا ياماش" ليرد الاخر بغير رضا "حاضر يا آبي و انت اهتم بخاصتنا" مشيراً لصالح "عندي"....
يخرج كلاهما متجهين للسيارة و ينطلقا فوراً، لازالت عيون جومالي تتابع صالح الذي قال "عينيك ع الطريق لا نريد ان نتسبب بحادث" "لم يكن يجب ان توافق انظر بالكاد تستطيع الكلام!" "كأن هناك خيار اخر" يريح رأسه ع مسند الكرسي لتغفى عينه حتى وصلو للموقع لييقظه جومالي بهدوء غريب لامساً وجنته "صالح لقد وصلنا (تتغير نبرته للقلق) انت تحترق خذ هذا ع الاقل حتى تستجمع نفسك" بمد يده معطياً اياه حبتين دواء و قنينة ماء ليتناولها الاخر تمر عدة دقائق ليسمعو احداً يدق  ع زجاج السيارة من جهة السائق فيفتح جومالي النافذة ليجد شاباً بمنتصف الثلاثينات "اهلا بكما، احسنتم التزمتم بالاتفاق، ممتاز، هيا يا صالح اخي ينتظرك" يحاول جومالي فتح بابه ليعترض الاخر لينطق جومالي بغضب "انه ليس بخير ع الاقل لا يفقد وعيه او ما شابه" ليرد الاخر ببرود " لا تقلق انا سآخذه و انت خذ جولة بالمنطقة و كن هنا خلال نصف ساعة" و التف حول السيارة ليمسح بصالح الذي بالكاد تحمله قدماه لا يفهم كيف ساء وضعه هكذا خلال اقل من يوم!، لاحق الاكبر اخيه بنظراته حتى دخل البيت بل القصر الكبير و اختفت اثاره، ليجد سلسلة من الرجال تقف امام السيارة ليفهم ما يريدون و ينسحب من المنطقة، لم يكن امامه خيار اخر، داخل يشتعل يريد الهجوم لكن لن يخاطر بالاطفال او حتى بصالح الذي روحه بين يديهم ...
يعود بعد مرور النصف ساعة يوقف السيارة و ينتظر حتى خرج صالح بعد دقائق وجهه اصبح اكثر شحوباً اختل توازنه ليمسك بحماية الدرج ففزع جومالي ووصل اليه بثواني يرفعه و يوصله للسيارة "ماذا يحصل معك يا بني! لماذا ساء وضعك بهذه السرعة!" مسح ع وجهه بماء بارد بعد ان اعطاه ليشرب و انتظر حتى استجمع صالح نفسه لينطلق بعدها عائداً الى البيت... ليوقفه صالح بوسط الطريق طالباً ايقاف السيارة كان يشعر بروحه تتصارع مع انفاسه و نبضه يكاد يتوقف من سرعته و برودةٍ تسوي بعروقه ليخرج مسرعاً ليفرغ جوفه من الماء و الدواء الذي اعطاه اياه جومالي قبل اكثر من نصف ساعة، يقف جومالي بجانبه "صالح هيا لنذهب للمشفى وضعك من سيء الى أسوأ" ليمد الاخر يده لشقيقه طالباً اسناده حتى وصلو السيارة ليجلس ارضاً متكئاً عليها و يرفع رأسه باتجاه السماء بينما يفتح جومالي قميصه و يمسح وجهه بمنديل عليه ماء، ليقول الاخر الذي خارت قواه "آبي يوجد صيدلية بالجهة الاخرى هلا احضرت ضمادات حتى نغير ع جرحي" "حسناً لكن لأطمئن عليك قليلًا" ليعود بعد مرور عدة دقائق يتكلم ع الهاتف "لا اعرف يا ياماش لم يتكلم صالح بعد وضعه اساساً ساء كثيراً ،تعال سنرسل لك الموقع لسنا بعيدين عنكم، ١٠ دقائق بالكثير" يغلق الخط و يجلس ارضاً بجانب صالح الذي يتكئ بظهره للسيارة و مغمضاً عيناه و يفتح الاكياس التي معه ليقول "افتح فمك" استغرب صالح و فتح عينيه "ماذا؟ما هذه الاشياء طلبت ضمادة فقط" "ميزان حرارة لانك تحترق و جهاز ضغط لانك كدت تفقد وعيك قبل قليل و ضمادات، هيا افتح فمك" استسلم للأمر الواقع اساساً لا طاقة له ليجادل، يفتح جومالي قميصه ليتفاجئ بكمية الدماء التي تملئ الضمادة و يزيلها "اللهم يا ربي! صالح ما هذا ! منذ متى تنزف هكذا!" ليرد الاخر بتعب بصوت اعتراض فميزان الحرارة في فمه حتى بدأ الجهاز يعطي انذار ليسحبه من فمه قائلاً "منذ قتلنا العم لكنه ليس بذلك السوء، "ما الرقم الذي ظهر لديك؟" "اي رقم؟" "صالح لا تفقدني صوابي ضغطك منخفض و تنزف منذ الامس ..." يقاطعه صالح "واحد و اربعون" يرفع كلاهما نظره ع صوت صفير و اذ انه ياماش "انت تحترق فعلاً، هيا الى المشفى لن ننتظر ان تصل درجة الغليان، لا اعرف اساساً كيف لازالت واقفاً بوضعك هذا" ينتهي جومالي من تضميد جرحه و يغلق قميصه "اني احاول معه منذ ان خرجنا لكن عبثاً" ليعترض قائلاً "هايير، ليس الآن" لينهض جومالي بغضب ضاغطاً ع اسنانه ماسحاً وجهه بباطن يده "متى! متى سنذهب هل عندما نسلم جثتك؟ ما سبب الوفاة ؟ التهاب من جرح رصاصة صغير التعب و لم نعالجه! يا هذا انتشر التهاب في جسدك الا ترى وضعك!" "يا آبي الاطفال اهم مني الان و طلب ان اكون موجوداً عند تسليمهم" "اخيراً نطق اخبرنا ماذا قال لك ذلك ال***" ليتنهد صالح و اكمل "يريدني انا مقابلهم" ليجلس ياماش امامه القرفصاء قائلاً "ماذا!" ليكمل صالح "يريد مني ان اعود معهم لبلادهم لمدة تتجاوز السنة لحل بعض الامور العالقة مقابل اعطاءنا الاطفال "امكانسيز(غير ممكن) قالها جومالي بصوت عالي، ليرد صالح "لا خيار لدينا آبي" "كيف سنضمن سلامتك! و بقاءك ع قيد الحياة يا بني! لازلت لا تخبر احداً كيف التقيت بالعم هذا و من ماذا انقذك، كيف سنرسلك هناك مجدداً" "اتدبر امري لست صغيراً يا آبي" "ماذا طلب بالضبط" سأل ياماش و هو يرفع شعر الاخر عن وجهه، ليرد صالح "اعطاني مهلة اسبوعين قبل ان انضم له و قال انه سيتواصل معنا خلال ساعات لتسليم الاطفال، صحيح لم يصل الى ابن نهير يعني معه ادريس والفتاتان" "و انت وافقت فورًا!" ليرد صالح بقلة حيلة "ماذا كنت سافعل لو كنت مكاني! السر انت من سلم نفسه لشهوان حتى ينقذ النساء و الاطفال وانت حتى لا تعلم ان كانو معه!"
تنهد ياماش بقلة حيلة ليجلس بجانب صالح ارضاً "لمًا لم تقل شيئاً!" يستغرب صالح سؤاله ليكمل ياماش "لما لم تخبرنا بنزيف جرحك و المك يا اخي!" ليرد الاخر "و بما سيفيد فقط سيزيد قلقكم" "اوووف صالح اوووف، انظر لاي حال وصلت!"....
تمر ساعة تقريباً قبل ان يرن هاتف صالح مجدداً "الو ، حسناً نحن بالطريق، فقط اخوتي، اجل كلاهما، لا تقلق لن يفعلا اي شيء، تمام، ارسل الموقع" مكالمة لم تتعدى حدود الثواني و موقع ارسل الى هاتفه بثواني، ينطلق ثلاثتهم وصولاً لمكان اللقاء ليصلو مستودع لا حراسة حوله ليدخلو بحذر "ابقيا بقربي" قالها جومالي بينما يمشي امامهم فتح الباب لوحده و باب الغرفة ايضاً ليجدو الاطفال يلعبون بغرفةٍ مليئة بالالعاب "ما هذا!" "يبدو انهم معاتيه!" ليضحك صالح "لقد التزم بكلامه تماماً، يريد ان يكسب ثقتي فقط" يتقدم صالح ليخرج صوت من المكبر "لقد وفيت بنصف اتفاقنا و الباقي عليك سيد كوشوفالي" ليرد جومالي "اي اتفاق يا هذا!"، يتفادا صالح اجابة جومالي منادياً ع الاطفال ليعودو للبيت، جلسو في السيارة جومالي يقود و صالح بجانبه و ياماش مع الاطفال في الخلف، تمر ساعة بالطريق و يتابع جومالي وضع من بالخلف من المرآة ليومئ له ياماش بانهم نائمون و يتقدم ليتفقد النائم امامه "اخي انه يحترق" "اعرف ارى ارتعاش جسده، نوصل الاطفال و نكمل طريقنا للمشفى"... "صاالح، هيا استيقظ لقد وصلنا" يفتح عيناه لينزعج من الاضاءة البيضاء و الزرقاء التي تقول "قسم الطوارئ" "اين نحن؟" كان ياماش قد فتح بابه و يمسك بيده "هل يستطيع ام احمله؟" سأل جومالي يجيب صالح "استطيع الوقوف" يختل توازنه فور وقوفه ليفقد وعيه، يمسكه كلاهما لا طاقة لديه للوقوف حتى، ليحمله جومالي ليرتمي رأس صالح ع رقبة جومالي ليتمتم الاخر "و انت عنادك عناااد حرارته وصلت درجة الغليان بالفعل" و يدخل بسرعة حاملاً اياه طالباً المساعدة بينما ينظر ياماش بيده التي صبغت بدماء اخيه...
حل صباح اليوم التالي قبل ان يفتح كحيل العين عيناه، لا يتذكر ما حصل، كيف وصل هنا؟ يرى ذاك السيروم بربوة بكف يده و اخر بذراعه الاخرى و اجهزة مراقبة ايضاً يستوعب ان وضعه ليس جيداً ، ينظر حوله ليرى اخواه نائمان ع اريكة بجانب سريره، لازال متعباً جسده منهك لا طاقة لديه ... يستسلم للنوم مجدداً ليستيقظ لاحقاً ع لمسات احدهم ليفتح عيناه و يجد ياماش بجانبه "الحمدالله انخفضت حرارته اخيراً" ينتبه لاستيقاظ الاخر "الحمدالله ع سلامتك آبي" "كيف وصلت الى هنا؟" ليرد جومالي الذي تفقد حرارته هو الاخر "لقد حملتك الى الداخل ان كنت تذكر، فقدت وعيك فور وصولنا و نمت تقريباً ٢٠ ساعة" ليرد ياماش ممازحاً "نام في السيارة ايضاً" لتتغير نبرته "هل انت بخير؟" ليرد الاخر بصوت يكاد يسمع "لا اعرف، و كأن قطار دهسني" يبتسم ياماش بحزن مبعداً شعر الاخر عن وجهه "ستكون بخير، لكن هلا ابقيتنا ع اطلاع لا نتفاجئ مجدداً هكذا" يبتسم الاخر بخفوت ليتبادل نظره مع جومالي الذي ينظر له من الطرف الاخر للسرير ، يدخل الطبيب و يعيد فحصه مجدداً و يبدأ باسئلته "متى اصبت و كيف تم علاجك؟ متى بدأت الحمى؟ و كيف فكر كل الغرز!" يجيبه صالح ليضع سماعته و يسمع لصدره ليكمل قائلاً "بناءً ع فحوصاتك، سنبقيك لمدة ٧٢ ساعة هنا بقسم العناية و ٧٢ ساعة اخرى بقسم عادي، و نعطيك علاج مكثف حتى يستقر وضعك، سترتفع حرارتك مجدداً و سيؤلمك مكان جرحك بسبب قوة الالتهاب الذي انتقل الى دمك و هذه مصيبة، و انزايمات القلب المرتفعة مصيبة اخرى و انزايمات الكبد مرتفعة قليلاً ... لكن المشكلة الاكبر تكمن بانخفاض مناعتك، يعني بحالتك بالعادة يكون الرقم كبيراً اما انت فالرقم بالكاد تعدى المستويات الطبيعية غالباً لهذا لم يكن لديك اعراض قبل امس ، هل تأخذ ادوية؟" ليجيب صالح "لا" ليكمل الطبيب "سنجري العديد من الفحوصات قبل خروجك لنضمن انك بخير لكن نتيجتها تحتاج وقت ع الاقل شهر لأتأكد من عدة امور... لكن مجملاً وضعك ليس جيداً لو انتظرت قليلاً لم مكن سنستطيع انقاذك، وصلت بحالة تسمم بالدم (septicemia)، و دخلت في صدمة (septic shock), لهذا ستبقى تحت المراقبة، هيا بالسلامة سنمر عليك لاحقاً...
قبل حلول المساء، يقترب جومالي منهما متفقداً صالح الذي ارتفعت حرارته مجدداً، و ياماش الذي يغير الكمادات ع جسده "انا سأذهب لاحضر سعادات ستموت من قلقها عليه" "تمام انا سأبقى هنا"... و يعود خلال ساعة و كان قد اخبرها بكل ما حدث بالطريق لتنفجر فيه "لا يحق لكم اخفاء امرٍ كهذا عني! لا يحق، ماذا ان حدث له شيء ماذا سنفعل! ان لم تخبرو زوجته من ستخبرون حباً بالله" احتواها جومالي قدر الامكان، لتدخل و ترى حبيبها في العلم و الغيب حرارة مرتفعة و ادوية مشبوكة بكلا يديه و ياماش يجلس بطرف السرير يبدل الكمادات ع جبهة و جسد اخيه "اهلاً آبلا" لتقترب باكية "لقد قال ادريس ان والده مريض لكن لم افهم عليه، كيف هو ؟" ليرد ياماش "انه متعب كثيراً يا اختي، يحتاج الراحة و يحتاج لاحد ان يبقى فوق رأسه حالياً" ... يدخل جومالي للغرفة بعد مرور ساعتين يتفقد حرارته لازالت كما هي "وضع هذا الفتى ليس جيداً، سعادات هل كان يشكو من اي شيء اي اعراض؟ فقد الكثير من وزنه منذ عودته من افغانستان" ... "حتى و ان شعر انه ليس بخير لن يشتكي، متعود ع تحمل المه بنفسه، لكن كنت الاحظ اشياء تقلقني ، حرارته ترتفع لوحدها و بلا سبب، يختل توازنه و ينخفض ضغطه و هذا عادةً يترافق مع خفقان بقلبه كان يقول ان هذا بسبب الانيميا التي لا اعرف سببها ايضاً، دمه وصل ١٠ عندما عاد من افغانستان لكنه ارتفع بعد ذلك" يتبادل كلاهما الانظار و يخرجان لتبقى قليلاً مع زوجها الذي استيقظ اخيراً "صالح!" "ساديش ماذا تفعلين هنا؟" بالكاد كان صوته يسمع، تقبله الاخرى ع جبهته "الى اي حالٍ وصلت يا حبيبي! حرارتك لا تنخفض... حتى جومالي خائف عليك" يبتسم بخفوت "اساساً هو اول من لاحظ تعبي، كانت نظراته تلاحقني طوال الوقت" لترد الاخرى بصوت باكي "هل انت بخير؟ و رجاءً لا تحاول اخفاء تعبك عني انا زوجتك و نصفك يا صالح" ليرد الاخر "يعني كأن فيلاً داس علي و هرسني بالارض لكن هنا يؤلمني (مشيراً الى رأسه) هلا قبلته لعل الالم يهدأ" تبتسم الاخرى "حتى في حالتك هذه! حسناً انت تحتاجها الان لكن لدينا حساب عندما تتحسن" ليرد الاخر "لندعو ان لا تطلقيني مجدداً" ....
"انظر كيف يتدلل ع زوجته" قالها ياماش مبيتسماً و نظر لجومالي الذي غرق بافكاره "هل غرقت سفنك يا اخي؟" ينظر جومالي اليه بجديه "لقد اقلقني الطبيب، الفحوصات التي يريدها كلها تبحث عن سبب اكبر من مجرد التهاب جرح... ما قالته سعادات... وضعه عندما اصيب لم يشعر باي شيء، الانسان الطبيعي يشحب و يكاد يفقد وعيه ان قطع اصبعه بالمطبخ، اصبنا جميعاً و نعرف المها و هو بالكاد شعر عندما ضغط عليها ميدات! هل تعي ماذا يعني هذا! من تلك الحادثة و هو لا يخرج من عقلي، ياماش انا لم اسال لكن ع الاقل كن انت سألت بماذا مر هذا الفتى عندما كان بافغانستان؟ ما الذي دمر صحته هكذا !" كانت كلمات جومالي كالمقاطعة ع حروف ياماش تغيرت ملامحه ليقول "لم اساله يا اخي" تخرج سعادات التي سمعت حديثهم "حتى و ان سألته ان يجيبك، انا سألته و لم يجب، هيا لنذهب يا اخي" عاد ياماش للداخل ليجد صالح لازال يقظاً "باباناولو، سأسألك سؤالاً و اجب بصراحة رجاءً : ماذا حدث بافغانستان؟" يبتسم صالح بحزن بينما يمسك بيد ياماش "جهنم التي مررت بها انت جزء من جهنم التي مررت بها انا ، ياماش انا متعب لا اريد التحدث بهذا الان لا احرق روحك معي... لقد ازهقت روحي هناك لانهم ظنو اني انا من احرق بضائعهم وقعت بين ثلاث قبائل و انقذني العم و دفع فدية لقبيلتين و بقيت الثالثة التي عادت لتصفي الحساب ، يعني لولاه لما علمت اين دفنت ايضاً" لم يشرح شيئاً مما مر به لكن الاخر انهمرت دموعه دون توقف و بكى اخاه و نفسه و الم كلاهما سوياً، كيف لم يفهمه احد حتى اخوته لم يحاولو فهمه فقط وقفو في وجهه... و لم يحاولو ان يفهمو لما وثق صالح بذلك الثعبان هكذا، هل كان له يد بما مر به صالح! ام انه فعلاً انقذ حياته!...
مرت ثلاث ايام قضى صالح اغلبها نائماً ، تحسن قليلاً حتى نقل الى غرفة خاصة ليدخل الطبيب مع جومالي "الحمدالله لقد تحسنت كثيراً ، سنكمل علاجك هنا لثلاثة ايامٍ اخرى ثم شهرين اخرين بالبيت، لكن سنقوم بفحوصات الغد منها خزعة من سائل النخاع و خزعة من نخاع العظم و صور للقلب، يتسائل ياماش عن سبب كل هذه الفحوصات  ليجيبه الطبيب "انزايمات القلب كانت مرتفعة و اعتدلت سنحقق بها، و ضعف مناعته ايضاً و الانيميا كذلك، (ثم يكمل باتجاه صالح) هل تتعب ان قمت باي مجهود جسدي بسرعة ؟" "ليس دائماً لكني مرهق اغلب وقتي" ليرد الطبيب "ممكن ان ندخلك قسطرة ان وجدنا شيئاً غير طبيعي في قلبك و نأخذ عينة، كل هذا سنجلس سوياً نتحدث به خلال اسبوعين....
مرت الايام بسرعة و انتهت المهلة التي اعطيت لصالح الذي بدأ حديثاً استجماع نفسه "ستتصل يومياً، و لا تنسى ادويتك و نحن نتابع نتائجك مع الطبيب" قالها ياماش بعد ان امتلئت عيناه بالدموع ، يعانق ادريس قدمي صالح رافضاً تركه بينما تتشبث سعادات بذراعه ،يسحب كلاهما لصدره ليقول ادريس باكيا "لا تذهب يا ابي لا تتركني اكبر بدونك، ماذا افعل عندما اخاف!"  بينما اقتربت سعادات و همست في اذنه "لا تغيب طويلاً ارجوك لتعد و ترى طفليك رجاءً ، انا حامل يا صالح، لا اريد ان يعيش اطفالنا مصير اي منا" كان الجميع يعلم ان طريقه قد تنتهي بموته لتتقدم سلطان معانقةً اياه "لتكون دربك سهلةً يا صالح ادعو الله ان تعود بسلامة" استغرب ابناءها فعلها هذا فعلاقتها لم تكن جيدةً الى هذا الحد مع صالح، بقي الاكبر الذي يقف امام باب السيارة يلتفت صالح اليه ليتفاجأ بجومالي معانقاً اياه بقوة و كأنه يخبره ان لا يذهب وقد قالها بالفعل "كنت سأقول لك لا تذهب لكني اعرف انك مجبر، لو انك حولت الامر لي وذهبت انا مكانك! لكنهم لن يقبلو... صالح روحك في امانتك لا تفرط بها لا تمرض ولا تتأذى ستحد طريقة للتواصل معنا و الا وجدتني امامك ... و لعلمك حتى هذا لن يضمن لك عدم لحاقي بك، دواء ثم صحتك ثم نفسك لتضعها بالمقدمة قليلاً اهتم بها"
يقف جومالي بجانب ياماش مراقبان ثالثهما يركب سيارته و ينطلق مبتعداً "لقد قلت كلاماً جميلاً يا اخي من الجيد ان يعرف ان هناك من يراقب طريقة" "لا اريده ان يفرط بنفسه كما يفعل دائماً انه محق دائماً ما كان هو كبش الفداء في هذه العائلة، ما دخله بالمشكلة التي ذهب ليحلها!" ليتسائل ياماش "لقد تغيرت كثيراً باتجاهه، ماذا حدث ؟" يعتدل جومالي بوقفته "اولاً قلبي غير مرتاح ابداً، ثانياً وجدت رسالة ابي التي شرح فيها ما شرحه صالح له عن طفولته، ثالثاً انه امانة ابي، لقد قال في رسالته ان من يفرط بصالح فكأنه فرط به ! هل تعلم ما الاسوا انا فرطنا به بالفعل، امي ارسلته طفلاً و انا طردته و انت ارسلته ع افغانستان وها هو يذهب مجدداً..." ،تقترب سلطان التي اكملت "انا ان ندمت ع شي بحياتي هو ابعاد هذا الفتى عنكم، كهرمان دفع الثمن وصالح دفعه مضاعفاً لا اخبئ عليكم كان وضعه الصحي يتدهور بوجوده بجانب العم اتركه ليستقر ثم الحق به، مهما حصل بينكما تبقى انت اخيه الاكبر و من حقه عليك حمايته"
مر الاسبوع ببطئ بالكاد يتكلم معهم ٥ دقائق في اليوم، يختصر فيها الكثير ، كان يجلس وحيداً ع الشرفة كان جسده كأنه قد شل تماماً لم يستطع التحرك او الكلام ليأتي صالح و يجلس بجانبه "آبي انا لن اطيل البقاء هلا اعتنيت بالباقين ، اعرف اختصرت التفاصيل، لكن روحي اشتاقت لهم ، ادريس و الفتاتين ،سيكبرون تحت يديكم لينهو تعليمهم الجامعي ثلاثتهم، يكفيني ان لا يدخلو عالمنا و انا سأكون ممنوناً لك جداً ..." انهى كلامه بابتسامه و عانق جومالي قائلاً "سأكون بخير ، اهتم بياماش" و يذهب، يفزع جومالي من مكانه كان قد حل الصباح ليجلس بالسرير و يفزع زوجته معه "لقد كان حلماً كان حلماً لم يذهب لن يذهب لاي مكان" لترد الاخرى "ماذا هناك! هل رأيت كابوساً!" ليجيب الاخر "صالح! لقد رأيته باب انه سيذهب و امن الجميع لدي! ماذا ان اصابة شيء، يجب ان اذهب الى هناك الان و بسرعة" حاولت الاخرى مجاراته "موعدكم مع طبيبه خلال ساعة تلتقي به خلال ذلك سأكون حجزت لك باول طيارة و ستذهب اليه لا تقلق" يستوعب انه لم يجب ع احد منذ صباح اليوم السابق كان الوقت يمضي ببطئ رن عليه ما يقارب ال٣٠ مرة قبل ان يجهز ياماش ، لتقابله زوجته ع الباب "طيارتك ع ١٠ و نصف و تصل هناك في تمام الثانية عشر و نصف ابقنا ع تواصل" و تعطيه حقيبة جهزتها، ليقبل الاخر جبينها "من الجيد وجودك جولوم" و انطلقا للموعد ، تاتي سعادات و سلطان من الخلف "الى اين يذهب؟" لتجيب "الى صالح استيقظ فزعاً خائفاً عليه و حجزت اه بأول طيارة ليراه" لترد سلطان "فعلتم خيراً لا يبقى بالنا مشغولاً معه" "ايه والله داملا" لم تجد سعادات كلمات تعبر عن قلقها ع زوجها ...
يجلس كلاهما في مكتب الطبيب الذي بدأ كلامه "حسناً يوجد هنا وضع يمكن علاجه لكنه يجب ان يخضع لعمليه جراحية ، لاشرح بدقة اكثر فحص سائل النخاع نظيف الحمدلله و فحص نخاع العظم نظيف و اغلب فحوصاته جيدة لكن..." ليرد ياماش الذي يفرك كفيه ببعضهما "لكن ماذا! ما به اخي!" ليكمل الطبيب "هناك مادة سامة بجسده هي ما تسبب موت خلايا الدم في جسده لكن تركيزها قليل كأنها منذ مدة في جسده و جسده يتخلص منها، هذا ليس ما يقلقني لانه لا يحتاج الى علاج حتى ، ما يقلقني هو مشكلة بقلبه، هناك صمامات لا يعملان بكفاءة مما يتعب قلبه حتى انه بدأ يؤثر عليه، يعني ما الوقت  قد يتضخم قلبه و بالتالي سيتسبب بفشل بالقلب او حتى اكون جلطات دموية تنتقل للدماغ او الرئتين و تتسبب بمشكلة مميتة... لذلك يجب ان يبدأ علاجه الان " يسأل ياماش "هل هناك علاج حتى يعود الى هنا ؟" ليجاوبه "يوجد لكنه ليس علاجاً نهائياً شيء مؤقت سنعطيه مميع حتى لا تتكون جلطات و دواء يخفف الضغط ع قلبه" يطلب جومالي اسماء الادوية ليشتريها فهو ذاهب لصالح اساسا و في طريق خروجهم توقف ياماش ليسأل "هل هذا الصمام ممكن ان يتسبب بنزيف انف؟" ليجيب "اجل، اذا ارتفع ضغطه ممكن ان يسبب انفجار الاوعية الدموية بالانف محدثاً نزيف الانف" يشكر الطبيب و يخرجو "ياماش ستوصلني للمطار و انت عد للحفرة "المطار! الى اين ؟" ليجيب جومالي باستهزاء "الى اين مثلاً الى ابن ابينا" "لازلت قلقاً!" "الست قلقاً ايضاً!" "خيرٌ فعلت آبي انتبه لهاتفك لا ينقطع خطك او الانترنت عنك" في هذه اللحظة رن هاتف جومالي برسالة من صالح "اسف آبي كنت مشغولاً هل هناك شيء مهم ! ٣٠ مكالمة يعني حدوث مصيبة" "انت المصيبة بحد ذاتها هيا سأتأخر "...

الحفرة - حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن